أُسرٌ لها تاريخ / عفت عبدالحليم

  

سلسلة من المقالات تكتبها جنان النعيمي و تتناول فيها  لمحات من تاريخ العوائل العراقية العريقة التي ساهمت في صنع التاريخ الحديث وكان لها دور في بناء العراق ما قبل الأحتلال.

                  

      

                           بقلم جنان النعيمي
               متخصصة بالتاريخ والآثار

  

     

عفت عبد الحليم عبد الحكيم المدفعي
من عائلة ساهمت ببناء الجيش العراقي، فوالدها واخوها كانا برتب متميزة. أما هي فقد كانت تبعث  الى المدارس الفاشله والتي ترغب الوزاره بأغلاقها فتقوم عفت المدفعي بتجديد نظامها وجعلها من المدارس الناجحة وحصلت لذلك على تكريم من الدولة مرات عديدة.

  

ولدت في  بغداد في منطقة البارودية  قرب ساحة الميدان مقابل جامع علي أفندي.

  

كان والدها ميرلاي  وتعني رتبة عميد.  فقد  شارك والدها في تأسيس الحكومة  العراقية  سنة 1921 .فقد كانوا يطلقون ألقاب على العسكريين مثل أفندي،  بيك، و باشا  في المرحلة التي كان فيها العراق تحت لواء الدولة العثمانية الإسلامية.


        

تخرج والدها من الكلية العسكرية في اسطنبول. وصار له  أربعة أبناء جميعهم عسكريين.  صبحي بيك،  سامي بيك،  كمال بيك،  وفؤاد بيك.

       
وللعلم فقد كانت  محلة البارودية تقع في بداية شارع الجمهورية قرب الثانوية المركزية مقابل  جامع علي أفندي.وتروي الست عفت أن جيرانها كانوا من رؤوس المجتمع العراق ورجال الدولة مثل  امين هاشمي ونوري السعيد و محمود جلال وبجانبه  سعيد سلمان ابو طه، و ياسين الهاشمي، و يوسف باشا العزاوي وعبد الرؤوف الكبيسي.
للست عفت  اخ هو صبحي بيك وشغل منصب رئيسا لمحكمة التمييز العسكرية ..
وكان والدها حليم باشا من مواليد 1862 واكمل دراسته في اسطنبول آنذاك تحت زعامة السلطان عبد المجيد ، وتوفي سنة 1929 وكان جميعهم يتكلمون اللغة التركية والعربية والإنجليزية.
تقول عفت المدفعي التي تقيم حاليا في بغداد:  "أتذكر في أحد الأيام جاء نوري السعيد يطلب من والدي أن يكون محافظ  للواء الدليم، ثم وزيرا للعدل، لكن والدي رفض ذلك بسبب سيطرة الانكليز على منافذ الدولة. أذ انه كان يريد حكومة وطنية مستقلة."
دخلت عفت  كطفلة صغيرة بعمر خمس سنوات  روضة الراهبات  في سنة 1932 ،  وأهم معلماتها كانوا : نعمت ياسين الهاشمي،  نظيمة الطائي، مديحة رؤوف  الكبيسي، و معلمة لبنانية أسمها ماتيلدا تعزف  البيانو وتعلمهم الأناشيد والغناء.  وكانت وجبة الفطور  متكونة من الحليب والبسكويت والاجبان  أما الغداء فيبعثه الاهل للروضة.  
تقول ست عفت: "أتذكر من طالبات الروضة سهيلة الباججي، فاخرة  عبد اللطيف نوري، نورس الخطيب، فليحة جميل الروحي وكانت الروضة تحتوي على  مسرح للفعاليات والعزف والغناء  والمسرحيات.  في المرحلة  الابتدائية تحولنا  لمنطقة الاعظمية التي  تقع على نهر دجلة  ومدرسة الابتدائية  تدعى مدرسة الاعظمية  إلاولى. في المرحلة الثالثة  تحولت  إلى مدرسة الاعظمية  الثانية  وكانت مديرتها  مديحة شاكر القطبي  و المدرسات  منى الوكيل  وفوليت .  في الإعدادية  دخلت الفرع الادبي لسنتين  لاني كنت مولعة بالشعر والأدب.  وبعدها دخلت دار المعلمين العالي. وكان عميدها  خالد الهاشمي وكانت لمدة خمس سنوات.

   

 عام 1947 تخرجت وكان عدد الطلاب 26طالب و 24طالبة و كان من يتخرج بمعدل 75% يذهب بعثة للدراسات العليا إلى أمريكا.  تعينت في المحافظات  في مدرسة  الرمادي  في لواء الدليم و كان خطيبي معاون مصرف في لواء الدليم وحينها تزوجته عام 1952 وأنجبت نهلة والدكتور عبد  الحميد  والدكتور قاسم  الذي توفي  بعد رجوعه من انكلترا بسبب مرض بالاعصاب و الملازم  نبيل مواليد 1966  استشهد  في حرب الكويت .

وبقينا في الرمادي من 1951-1958 حيث كانت فترة جميلة وبيوت وحدائق وأهالي طيبين  وكنا نذهب إلى الحبانية.  1958سكنت الاعظمية  وعينت مديرة لمدرسة العواضية  ومن ثم نقلت إلى متوسطة الجعيفرة و بقيت إلى 1976.

  

ثم نقلت إلى معهد إعداد  المعلمين في الكرخ ثم إعدادية الكرخ  للبنات  وثم إلى الميسلون  ثم إلى إعداد المعلمين  في الراشدية  ثم  متوسطة المنصور الانتفاضة  و بقيت في الخدمة 31سنة  استمتعت بحقوق المرأة في العلم والثقافة  و حرية الرأي  وأمدني زوجي بالرفاهية.  وكانت هناك حياة اجتماعية وقبوليات  وسفر.  حيث كانت والدتي لبنانية  تزوجها والدي وكان معظم الضباط السابقين  يتزوجون أما لبنانيات  أو سوريات أو تركيات  لأنها كانت بلاد واحدة تحت السيطرة العثمانية  تدعى  بلاد الشام. فهؤلاء الزوجات لسن من بلاد غريبة بل من نفس البلد كما يتزوج الان ابن بغداد من بنت الديوانية او الرمادي.  وكنا في العطل نذهب بالقطار إلى حلب ثم نركب السيارات انا ووالدتي إلى بيت جدي في بيروت.  وانا كنت البنت الوحيده من امي وسابقا كان والدي متزوج من إمرأة ثانية قبل والدتي،وانجب منها أربعة اولاد معضمهم باشوات وضباط  في الجيش العثماني.  اثنين منهم متزوجين تركيات  والاثنين الآخرين لبنانيات.  لقد كنت البس العباية  كل فترة دراستي عندما ندخل غرفةالطالبات في معهد  المعلمين  نضع العباية في الغرفة  ونسير سافرات في المعهد.  أتذكر انه جاءنا وفد طلاب سوريين  فذهبنا في 8 باصات من الطلاب والطالبات  إلى الشام وانا كنت رئيسة الطالبات عينني العميد عبد الحميد كاظم والدكتور جابر عمر وكان رئيس الطلاب ابراهيم المنصور."

  
بشهادة الاهل والأصدقاء  تمتاز ست عفت بالأصالة  والنقاء وانسانة صادقة مع نفسها ومستعدة للتضحية  للغير وتتفقد من حولها والآن تبلغ من العمر 89 سنة نتمنى لها العمر المديد والصحة والعافية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع