مــات داوود اللمبچي
في يوم من الايام جلس الشاعر الملا الكرخي في قهوه مجاوره لمحله الميدان في بغداد .. واذا بجنازه تخرج من المبغى العام تتبعها مجموعه من ( الباغيات ) والاتي .. أمتلأت أعينهم دموعاً وحزناً بشكل أثار فضول الملا الكرخي فسأل عن الفقيد فقالوا أنه ( داوود اللمبجي ) ..
المسؤول عن مهنتين في محلة بغداد الاولى ايقاد المصابح ( اللمبات) ليلاً للأناره ومنها أطلق عليه لقب( اللمبجي)والثانيه مهنه يمارسها نهارًوليلاً هي (القواده)!!
المنظر لم يمر مرور كرام على الملا الكرخي فكتب قصيده قال فيها:
مات اللمبجي داود وعلومه ... قومو اليوم دنعزّي فطومه
مات اللمبجي داود ويهوّه ....ويهوّه عليكم يهل المروّه
وأستحضر الكرخي ماحدث أمام عينه أثناء تشييع داوود وألقاه في قصيدته وقد أنتشرت القصيده كالنار في الهشيم بالرغم عدم نشرها في مجله أو جريده ودارت بين ألسن الناس حتى رسخت في الموروث الشعبي العراقي ...
وقد غنى مطرب المقام الكبير يوسف عمر بعض الابيات منها في جلسه خاصه في منزل وزير الصحه لم يكن يعلم ( يوسف عمر) بتسجيلها ..
وقصيدة ( داوود اللمبجي ) ليست مجرد قصيده .. بذئيه كما يتصورها البعض بل صور أجتماعيه دقيقه وساخره وتفصيليه لفتره زمنيه لفئه مارست أقدم وأرذل المهن خلال النصف الاول من القرن الماضي في محلة الميدان في بغدادوالتي لصقت بها وبمحلة ( الصابونجيه )صفة الدعاره لوجود
المبغى العام فيها والذي هدم في الخمسينات ...
والشعرالساخر دائماً هو الابرز في توثيق فترات من الزمعلى شكل قصيده بسيطه تبقى لــ عقود طويله شاهده على أموردقيقه نجهلها وترسم لنا الواقع في تلك السنين الخوالي ويعتبر الشاعر الملا الكرخي أحد أهم شعراء العراق وأحد أبرز الشعر الشعبي العراقي وله عند أهل بغداد مكانه خاصه ..
وقد أسموه بــ ( أمير الشعر العراقي ) وله سابقه فريدة من نوعها وهي تخليد ( قواد ) في قصيدة مازالت تردد على ألالسن لتكون شاهد على العصر ..
801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع