تشيع البعث السوري

                                                 

                            صديق المجلة ـ بغداد

البدايه والنهايه

من عجائب هذا الزمان الاغبر ان تجد فيه من المتناقضات مالا يعد ولايحصى وتجد فيه ان الشيوعي اصبح من الاخوان المسلمين وان العلماني التحى ووضع على راسه العمامه وتغيرت العلمانيه لتصبح اسلاميه من الطراز الاول ولو كان الامر يتعلق بافراد لكن الامر يهون ولكن ان يتحول حزب بالكامل من علماني مادي الى شيعي اصولي يتبع آل البيت ظلما ويرفع شعارات يالثارات الحسين كذبا ورياءا ويتبع الولي الفقيه صدقاوايمانا وينفذ سياسه طهران عملا ومنهجا ويندمج جسديا وروحيا مع نصر الله ..

هذه المفارقه التي شهدنا نماذج منها في العراق على شكل افراد ونشهد منها حزبا قائما منذ تأسيسه على يد ( ميشيل عفلق ) علمانيا ماديا لايعترف بالدين الا من باب التغطيه واسترضاء الجماهير التي في معظمها من المسلمين وان اضطر مؤسس الحزب ان يبدل دينه الى الاسلام في آخر ايامه وسمي باسم (احمد ) وبالرغم من تناغم الحزب الشيوعي العراقي بزعامة ( حميد مجيد موسى ) الذي لم يتمكن من كبت طائفيتيه في بداية الاحتلال وهو واحد من المتناقضات التي ابتلي بها واقعنا الراهن وزماننا السيء ..

سورية عاصمة الدولة الأموية قديماً تحتل موقعاً بالغ الحساسية ولها مكانة دينية مهمة لدى المسلمين السنة والطائفة الشيعية في الوقت ذاته ففي حين يعتبرها السنة معقل الإسلام وحصنه المنيع وانطلاقاً من بعض النصوص الشرعية فإنها آخر قلاع الإسلام السني إذا ضاقت بلاد المسلمين على أهلها وبالمقابل يعتبرها الشيعة البلاد التي بدأ فيه اضطهاد الشيعة منذ ظهور الطائفة بعد قرابة ثلاثين عاماً من وفاة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم. وسورية التي يكاد ينعدم فيها الوجود الشيعي سكانياً حتى وقت قريب فإن ظهور الظاهرة الشيعية المتزايدة ودراسة مخاطرها على المنطقة أمر يكتسب أهمية حقيقية إذا أخذنا بعين الاعتبار جملة من المعلومات المتدفقة حول هذه الظاهرة وإطارها السياسي في السنوات الأخيرة.

تعتبر الطائفه العلويه المتواجده في تركيا وسوريا وقسم قليل منها في العراق في مدينة ( عنه ) غرب العراق على نهر الفرات ومنها وزير النفط السابق (تايه عبد الكريم ) وشقيقه (فارس عبد الكريم ) سفير العراق في استراليا سابقا وفيتنام حاليا ,, وتعتبر هذه الطائفه مرفوضه من قبل الطائفه الشيعيه الاكبر وهي الاثني عشريه بل ان الاخيره تكفر هذه الطائفه ولاتعترف بها ولالقاء بعض الضوء على الطائفه العلويه في سوريا تحديدا :

تم تأسيس هذه الطائفه من قبل ( محمد بن نصير) الذي تتلمذ على يد الشيخ احمد الاحسائي وهي امتداد لفرقة الحلوليه والعلى اللهيه وتعتقد بان الامام علي رضي الله عنه هو الله وان الله حل في جسده لمراقبة الرساله ولهم طقوس وعادات تختلف عن الاثني عشريه كليا حالها في ذلك حال باقي فرق الشيعه ..

لقد فرض على هذه الطائفه حضرا يمنعهم من الدخول الى المدن وظل اتباعها متواجدين في الريف ويمتهنون الزراعه والتحطيب حتى الاحتلال الفرنسي لسوريا والفرنسيين هم من اطلق عليهم اسم العلويين لانهم يعبدون الامام علي بعد ان كان السوريون يطلقون عليهم اسم ( الحطابون ) وقد سمحت لهم القوات الفرنسيه من ممارسة طقوسهم بحريه وسمحت لهم الدخول الى المدن والمشاركه بالحياة العامه..

عندما بدأت الاحزاب العلمانيه والقوميه تشكيلاتها في سوريه في مطلع القرن العشرين ومنها حزب البعث الاشتراكي تقاطر العلويون على الانتماء اليه وكذلك في الحزب الشيوعي كما هو الحال في معظم الدول العربيه ومنها العراق وبمرور الوقت والاحداث التي مرت بها سوريا تكاثر هؤلاء وتبوء العديد منهم مناصب مهمه ومنهم عائلة الاسد الذي استغل فيها حافظ الاسد الموقف وانقلب على الرفاق وسيطر على البلاد واسس حكما دكتاتوريا بغيضا وحكما مخابراتيا من الصنف الاول وقرب العديد من افراد العائله والطائفه الى سدة الحكم واخرها تنصيب ولده بشار رئيسا للجمهوريه ليكمل مسلسل تشييع سوريا والذي اخذ منحى قريب من الفرقه الاثني عشريه وخاصة بعد الثوره الايرانيه وموقفه من الحرب العراقيه الايرانيه ومواقف عديده كانت تشير الى انحيازه الى الوجه البعيده عن الخط العربي القومي عكس ما كانت مبادىء البعث ومن العديد من المواقف المتخاذله التي كان يخدع فيها الشارع العربي بان سوريا الصمود والممانعه وهي التي لم ترسل دوريه واحده ولااطلقت طلقه واحده منذ تشرين عام 1973 باتجاه الكيان الصهيوني وعملت شيئا لتحرير اراضيها المحتله ولكي نتوصل الى حقيقة تشيع البعث او الامتداد الايراني تحت ستار البعث لابد من الرجوع الى الحقبه التي بدأ منها ..

تفسير قضية النشاط التبشيري الشيعي المتزايد في سورية لا يمكن فهمها جيداً بمعزل عن الأسس السياسية التي حكمت العلاقة بين المجال الديني والقضاء العام في نظام (أسد الأب والابن) ذلك أن هذه القضية تتعلق بهذين العهدين بشكل خاص حتى انقلاب البعث في 8 مارس 1963م بدخول الدولة الوطنية في نموذج الدولة الأمنية الوجه الآخر لجمهورية (الشرعية الثورية) في دولة كهذه وهذا ما حصل بتصفية (حافظ الأسد) لزملائه في الحزب والثورة وإبادتهم ما بين من اعدم او جريح وسجين مات في السجن او مهاجر بعيدا عن وطنه.

بدأت حركة صراع التطويع مع المؤسسة الدينية ومؤازرتها لسائر القوى السياسية وطبقة علماء الدين لإجبار الجميع للخضوع لقائد المسيرة القائد وبعد ثمان سنوات لم يستطع الانقلابيون من تطويع المؤسسة الدينية بشكل كامل وأدت التوترات الطائفية التي سببتها عملية التحول الطائفي للجيش والحزب لازدياد نفوذ علماء الدين وتقوية دورهم كمعارضة متزايدة وبعد انقلاب 1970م قام الأسد بتأسيس موقع الرئيس بشكل رسمي كموقع وحيد للقرار انطلاقا من تعديل الدستور 1973م ليجمع كل مراكز القوة بيدة بدأً من تعيين الأمين العام للحزب مروراً بجعل الرئيس هو القائد العام للجيش وللقوات المسلحة. وصولاً إلى اسناد تشكيل الحكومة إلى الرئيس وحده وبدأ التغول الطائفي وظهر ذلك جليا في قمعه للحركه الاسلاميه في حماه وحتى انتهاء أحداث الثمانينات حيث أكمل الرئيس إضعاف جميع المؤسسات الدينية بما فيها المؤسسة الدينية واقصائها عن الفعل العام ثم حضر عمل ضبط المؤسسة الدينية مع المؤسسة السياسية للتأثير على المجال العام وقد حرص الأب على التعامل مع النشاط الشيعي التبشيري بحذر حتى لا يستفز المؤسسة الدينية السنية حتى هلك الأب مخلفاً وراءه مؤسسة دينية منضبطة بإيقاع النظام بعد اختيارة نفر من العلماء المشبوهين أمثال (حسون) و (البوطي) و (السيد) وأشكالهم ثم جاء الإبن ليفتح الباب للتبشير الشيعي ليعمل بكامل حريته مع التسهيلات الغير عادية لأغراض سياسية وقناعات شخصية وفتحت الحسينيات ومكاتب الاحزاب الشيعيه المواليه لايران في دمشق لاول مره ومارس الايرانيون تبشيرهم بكل حريه مع استمرار الضغط على التيار الإسلامي وبخاصة السلفي معطياً الأجهزة الأمنية حق الاعتقال والحكم بأحكام قاسية لمجرد الانتساب الفكري للتيار السلفي.

لابد ان تقرع اجراس الإنذار لتحذر من النفوذ المتصاعد لإيران في سورية والمنطقة والآثار الخطيرة التي ستلحق بالأمن الوطني السوري وهوية شعبها لذلك رمت إيران وتابعتها العراق بجهودهم من الأذناب كحزب الله بكامل قواهم العسكرية والوحشية لمساعدة النظام المتداعي ولا زلنا نذكر تقريع الخامنئي لحزب الله بضرورة دعم نظام بشار حتى لا يسقط. وكان لكلمة رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) في كلمة سابقة له في أحد الاجتماعات الأخيرة بأنه عند سقوط سوريا سيكون الدور على العراق ثم على إيران مما يلزم معه في نظره الدعم المتناهي للنظام القائم في دمشق قبل أن تحل عليه اللعنه ويسقط كما هو متوقع وهذا ما تشير إليه الأبحاث المتخصصة وتؤكده، إن البعث الشيعي في سورية باتت نهايته قادمة بعد أن بدأ بالخداع واستمر بخيانة منتسبيه واستئصالهم وسينتهي بإذن الله بنهاية دراماتيكية ستكون بإذن الله عبرة لمن يعتبر.

لايمكن ان تستمر عملية التناقض الى الابد لانها اساسا نقيضه لصاحبتها ولذلك لابد ان يتقاطعا او ان يفترقا وماجمعتهم الا المصالح التي باتت تخور والنهايه باتت قريبه بغض النظر عن ضن البعض ان الامور تسير بصالح سوريا وايران والعراق وحزب الله ولابد ان ان اذكر ان اهم هدف حققته الثوره السوريه انها اجهضت مشروع ايران القومي الذي اسمته ظلما ( الهلال الشيعي ) والشيعه ابعد ما يكونوا عن هذا الهلال الفارسي المشبوه ...

صديق المجله ـ بغداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع