
فارس حامد عبد الكريم
المزاج الديمقراطي
هناك من يردد ان الديمقراطية لاتنفع شعوباً متخلفة او قروية او متعددة القوميات والطوائف ....
فإذا كانت الديمقراطية لاتنفع، فما هو الحل او البديل؟ وهل العيب أصلاً في الديمقراطية ذاتها او في طبيعة وشكل النظام السياسي؟
ابتداءاً لايمكن لأحد القول ان البديل هو (فرد لم تنجب النساء مثله) ليتسلط كدكتاتور هو وعائلته ويأله نفسه ويحكم بمزاجه الشخصي الآني، خاصة وان الدكتاتورية اقترنت تاريخياً بمتلازمة تأليه الفرد وكتم الحريات العامة والحروب الدموية والغزو والاحتلال والمؤامرات المزعومة .... فينهار المجتمع ويشل الاقتصاد وتقتل روح المبادرة الفردية حتماً .
نعم النظام البرلماني الديمقراطي لاينفع تماماً مع شعوب منقسمة قومياً أو طائفياً او عشائرياً او دينياً
وفي العراق نرفع كلمة (أو) فنكون كل ذلك المزيج بتفاصليه وخلافاته العميقة الممتدة لقرون ونتيجته الحتمية هي المحاصصة على حساب الحق والكفاءة والعدالة وتكافؤ الفرص
وحتمية الفساد المسكوت عنه لحماية الوحدة السياسية الظاهرية الهشة من التفكك والانهيار
النظام البرلماني ينفع مع مجتمع علماني ويعتبر الدين او الطائفة مسألة شخصية بمعنى يطبق مقولة ( الدين لله والوطن للجميع) كما هو هو الحال في بريطانيا والمانيا والنمسا والدنمارك واليابان وكوريا الجنوبية .... الخ
وهذا مستحيل في بلد التعدد والتنوع
والحل الوحيد هو النظام الرئاسي الدستوري الذي تبنته دول عديدة مثل الولايات المتحدة الامريكية او تحولت اليه بعد تجارب فاشلة مع النظام البرلماني المحاصصاتي مثل تركيا
واثبت نجاحه بشكل منقطع النظير
وحجر الاساس فيه ان الشعب ينتخب شخصية عامة على نطاق الدولة على اساس تنافس كتلتين سياسيتين على الاغلب
فالطعن بجب ان لايتوجه للديمقراطية بحد ذاتها بل الى طبيعة النظام السياسي هل هو ملائم ام لا.

915 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع