للجرح شكل الوتر- شعر

د. خالد زغريت

للجرح شكل الوتر - شعر

منشورات ينابيع الشرق ( 2006)

ناك وردتـان على عجــل
عـيناك وردتـان ن على عجــل
الإهداء
• إلى لا أحد... لا أحد .. لا أحد إلا واحد ضاق الوطن عن ظلّ جناحه المكسور
• إلى كل مَن كان صدى صوته يردده كلّ حرف وكان لا أحداً.
• إلى : رقية ..باسل.. حازم .. سجد .. سنا.. ما بقي لي من ضوء..
• إلى عبد الساتر .. خالد .. ومن دفعني إلى نشر هذه المجموعة لكم من كوكبها مرايا
• إلى أمّي بَخُل عليّ حليبها بالأمان فكنت أحد لا أحدي
• إلى مسقط روح كل أحد لا مسقط لروحه إلا ظلّه ..إلى البوير إياك أعني لا بقايا أصابعي من حجارتك .........


هذه القصائد
هي جزء من مجموعة قصائد كانت تشكّل ثلاث مجموعات شعرت ، ولأسباب كثيرة تأخرت بنشرها ،على الرغم أن قسماً كبيراً منها نشر في أكثر المجلات و الصحف انتشاراً في الثمانينات والتسعينات .. ولأن الحرب أتت على الأخضر واليابس كان من أبخس ما فقدت تلك المجموعات ، وهنا جمعت ما تمكنت من جمعه ،وهي قصائد كتبت ما بين 1985و2003 ، بين حمص ،والقلمون، ودير الزور ، والسخنة، والدوحة .
د. خالد زغريت
• إلى لا أحد... لا أحد .. لا أحد إلا واحد ضاق الوطن عن ظلّ جناحه
• إلى كل مَن كان صدى صوته يردده كلّ حرف وكان لا أحداً
• إلى أمّي بخل عليّ حليبها بالأمان فكنت أحد لا أحدي
• إلى مسقط روح كل أحد لا مسقط لروحه إلا ظلّه ..إلى البوير إياك أعني لا اسمك على باب الجارة .........

• إلى لا أحد... لا أحد .. لا أحد إلا واحد ضاق الوطن عن ظلّ جناحه

الصدى ما فرّ مِن طرقي

سكنتُ الريـحَ ملءَ دمي
وجنحي الغض مِنْ وَرَقِ

ثَمِلْتُ ومـا شَربْتُ سوى
سرابي صــافيَ الألقِ

تـراءَتْ لي المرايا وجهَ
مـملكةٍ مِــنَ الحبقِ

فَغِمـتُ عسـى أضلّلُها
دمــوعاً أَنْكَرَتْ حدقي

أُســائلها بـهاءً غـيرَ
دمِّـــي ليِّنَ الشـفَقِ

تقولُ : هيَ البحارُ صدى
لهــاثي فيكَ مـن عبقِ

فُتنتُ بِـمَـا تقاصى في
عـيونكِ مـن صَفَا قلقي

لعلّكِ تُمسكينَ من الصدى
مَــا فَرَّ مـن طرقـي

لماذا كلّمـا ابيَضَّ الغراب
أعـدتِ لــي غسقي

تـعالي فـيّ ، أرهقنـي
غناكِ المــرّ في النفقِ

فَبِـالطَلْقِ العصيِّ غنّـي
ومــدّي بالصدى أفقي

وإن عـادَ الصدى ذئبـاً


فغنّي يصْحُ لــي فلقي

للجرحِ شَكْلُ الوَتَر

سقطتْ دمعةٌ من فمي
وأنا تائه في دروب السفرْ
أرفع القلبَ بين يديَّ
بقايا من الدمع فوق حجرُ
أحمل الجرح في الصدر شكلَ وَتَرْ
وأغنّي لعصفورةٍ ترسم الحلْمَ
أرجوحةً للقمرْ
لا عيونكِ تأتي ولا الحلْمُ
من دمعتي يُخْتَصَرْ
ليس لي غير جرحي سراجاً
يكسّر عتْمَ الليالي
وقلبي ورودٌ تنام بجرح الشجرْ
فأنا وردةٌ ذبلتْ في الحقائبِ
بين شفاه الزمانِ
على طرقات السفرْ
سقطتْ دمعة من فمي
وأنا تائه في دروب السفرْ
لا عيونك تأتي ولا الحلْمُ
ينشرُ ما في دمي من زهَرْ

لا تفسدوا في الياسمين صفائي

الذي صار هذا الفضاءْ
لمْ يكن أزرقا
والذي كان أسباب هذا العناءْ
لن تكون أظافره زنبقا
فلماذا ضريراً تطارد في الكهرمان ضيائي
لِمَ تفسد في الياسمين صفائي
فَمَنْ إذ أُغنّي يردّ الحمام بياضي
يردّ الينابيع بعض ندائي
سوف أبدع طعنتكَ البكْر بحْراً
وأُنْكر عينيك نورسةً تتبادل فيَّ الشطوطْ
وأُسمّي لتغريبتي الأفْق بارقةً للسقوطْ
وأجوب بعينيكَ روعة أضرحتي
همُ ما حاصروكَ
لأنك أسوارهم
ولأن بياض الدموع الجميلةِ
لم يكفِ منحَ ملامحنا فتنة للحياةِ
وما عذبوكَ
لأني افتديتك إذْ
بدأتني الجبال ارتفاعاً 000 ومعصيةً بالغناءْ
والذي كان أسباب هذا العناءْ
لن يكونكَ من حبقٍ ساعة المجزرةْ
أتشرد غيماً فيجمعني الرملُ
ما ضيعتْه قرنفلةٌ من مفاتنها في البكاءْ
أتقمّص في جثتي بلداً تكبر الأرض بي
قمراً ضالعاً بالرثاءْ
أنتمي لصليبي وأعتق جنة موتاي من دفء دمع الذئاب
فللريح بعض الجهاتْ
غير قلبي
وللغيم بعض النهاياتْ
غير حبيّ
وقد كنتَ أجدر من أن تساوم بالزنبقاتْ
هـُدُبـي
آنَ أنْ يترجلّ ملح دعائي شقوق يدي
لأُصلي على حجرٍ من دمي
آنَ أنْ تتفيّأ أغنيتي جرحها بفمي
ضيقٌ موتنا
وبهاء الصلاة الزجاجيّ أقصر من كفنٍ
ضيق موتنا
ورحاب الشماتة أضيق من وطن
والذي صار هذا الفضاءْ
لم يكن أزرقا
والذي كان أسباب هذا العناءُ
لم أراقص أظافره في دمي زنبقا
شقيقان نحن..... يا قمر؟؟؟ ؟

خريفي طويل
وعيناك زنبقتان على عَجَلْ
شاهق أصفري
اخلعي يا حبيبة نعليكِ
وامشي على مَهَلْ
إنها ناريَ الباردةْ
خريفي طويل
فألقي عليَّ غمامكِ
كي لا تفسّر موتي القناديل
وداري غرابَكِ عن ليلتي
كي يَلِدَ الروم من عَرَقي حكماء همو بهدوء جليل
أمَا آنَ أنْ يتشقّق دمّي قمرْ
فأرمي عليه شقاء الطفولةِ
حتى تسمّيه أمّي شقيقي الذي لم تلده
وإنْ كان يرضع جرح الحجرْ
شقيقان نحن.... تُرى يا قمرْ ؟ ؟
فليتكَ تغفو لأحلو قليلاً 00
وإنْ كان وردي أَفَلْ
عسى الدار تنسى حماماتها
إنْ بياضي اكتملْ
إلامَ أموتُ لألهمَ أمّي الحنين
وأبكي لتُضْحِكَ فيّ عقوقَ الولدْ
كأنكِ يا أُمُّ أُمّي
أطاردُ في الريح وقعَ خطاكِ
فتنكسر الأرض ظلاً يطاردني في دماكِ
شقيقان نحن...... تُرى يا قمرْ ؟؟؟؟؟
طويل خريفي
وعيناكِ ظلّا شجرْ
بأيّ الدموع أُساوي المطرْ
تُرى أطويلٌ عوائي
بغابة أحلامنا
أمْ بدمعكِ غسْلُ ذنوبي يطولْ
فأخسر وحْيَ البتولْ
إلامَ أحرّضُ ظلَّ الشجرْ
على غيمة لا تُسوّي قميصي بلادي الخفيفةْ
وأُمّي تنظّفُ ماءَ الفراتِ
لتصفو عيوني بضوء القمرْ
تلوّح بالقلبِ : لو يا حبيبي تعود
هبابُ السراج على السقْفِ
ما زال يَهذي بلوْن عيونك َ
إلى أين تمضي
وقنديلُ روما لعوبٌ بليْلِ الرحيل
فليس بلاداً بياضُ الورقْ
وليس لعابُ السنونو ذهبْ
أخافُ هناك
ستعوي بملءِ دماكَ
فلا وطنٌ لكَ يبقى
ولا سفنٌ تصْنعُ البحرَ من حَبَّتي عَرَقْ
بأيّ الحكايا ستغوي أثينا
وأيّ الصلاة تطوّع أُمّاً بذئْب الطرقْ
أخافُ أثينا هناك
تدسُّ ملوحةَ حكمتِها في رغيفكَ
بأيّ الدموع ستحيي لعشتارَ عشبَ خريفكَ
0000
تقولُ الأساطيرُ:
كان الحمامُ يغسّلُ وجهَ الغريبِ بملْحِ الوصيـّـةْ
ويطْعمُه في المنام البقيّةْ
شقيقان نحن..... تُرى يا قمرْ ؟ ؟
...............

هي الأرضُ خطوتي الضائعة

آخرُ الليلِ
حين العصافير تأوي لقلبيَ دون قلقْ
كنتُ أصحو أغرقُ عينيَ في عينيها بانذهالْ
فيدهشنا أننّا باتساع الأفُقْ
ونخافُ ـ بقاع المرايا ـ الغَرَقْ
آخرُ الليلِ
حين العواصمُ تطرقُ أبوابَ قلبيَ
والمتوسّط يرتجلُ الدمعَ 000 والقاهرةْ
سمكاً ميتاً ، 000 وفراعنةً خلعاءَ على طرقِ الناصرةْ
كنتُ أصحوْ قبيل نبيّي المباغتِ مصْرَ بماعزه الوثنيّ
لأجنيكِ أرصفةً
وأضيعُ على باب قلبيَ فيكِ
فأنسى الرفاقْ
يطرقون الصدى
أوْ تجيبينهم آخر الليلِ :
ما ضاع لوما بكيته بعد العناقْ
هو ما زال يحملني دربَه
لاهثاً فيّ نحو غبار يديه القديمةِ
حيناً يراودُه وجهَ أمّ ٍ أضاعتْ على قدميه مصاريع جنّتها
وطويلاً يطوّق مرآته بالبكاءْ
لتطلعَ أمّاً من الياسمين – دمشقْ –
فيراوده قاسيون شقيقاً من الدمع أو قِمَمَاً من عَرقْ
والذي بشفاه الجراحِ يناديه: أمّي
يردُّ : ذراعايّ يا ولدي من ورَقْ
إذْ أمدّ إليه يديَّ لغيريَ يأوي ويبكي عليَّ
كأنّ العواصم لا تألف الموت إلاّ إذا اكتنفتْ جلدَه
وكأنّ الشوارع لا تألف الليل إلاّ على صدره
ـ : تكذبينَ
ليس بيني وبين العواصم إلاّكِ يمتصّ مثْل الزجاج – القبلْ –
ويتاجرُ بالجرح ركن صدى هادىء للأملْ
فأنا لم أزلْ سارياً في جراحي
نحو ملوحةِ صمتكِ
ـ : لا ليس صمتي أزقّةُ حارتنا
تئن إذا دستُها فتفيئكَ بالدمعة الفاترةْ
ـ : ليس إلاكِ يسلّفني خيمةً من صدىً لأنامْ
لا المطار سريري ولا زوجتي الطائرةْ
لو نفضتِ قميصكِ دمعاً
تساقطَ ماضيَّ منه بشكل حمامْ
لا يردّ السلامْ
ـ: كفَّ بحقِّ دموعي التي نبتتْ
سوسناتٍ على ضريحين ما حضنانا
غداً يسرق الفُرْسُ نيرانهم من ( أنانا )
: لا تخافي
: أخافُ عليكَ
ألمْ يبقَ غيرُ الكلامْ
وطناً بطمأنينة يُمْكِنُ الموتُ فيهْ
: لا تخافي لنا أن نموتَ جميلين
ـ لو سألوني
ـ : وإن
ليس إلاكِ يغلقُ في وجهيَ الحافي الباب َ يحنو في الذكريات عليّ
فموتي عليك السلامُ
لعلكِ أجمل في الموتِ
لم يبقَ غير الذي نتوهّمه
- قلبنا – ذئباً من الليل –
نامي عليك السلامُ
فلعلكِ أنقى بدون شهادات
لمْ يبق غيرُ الذي
نتوهّمه حبّنا المستبدّ من الليلِ
نامي عليك السلامُ
فإن تخذليني كشمع دمائي أكنْ شمسك الرائعةْ
فهي الأرض لو – يا حبيبةُ – أحببتُها خطوتي الضائعةْ
.................................
هَبْهُ القَلَمُونَ

تطاول الليل علينا دمون
يا دمون إناّ معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبّون
امرؤ القيس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هَبْ أنّه القلمونُ
هبْه ... كيف يدركُ بيننا يوماً أعاليه ؟؟؟؟؟
هبْ أنّه القلمون
لكن لم يصل فينا أعاليه
هبْ أنّنا الضالونَ
هبنا الذاهبينَ
إلى حدود دمائنا في الورودِ 000
في العرق الشفيفْ
والفاتحينَ
جراحنا بندى ذوي القربى وتفّاح الخريفْ
فلكلّ عصفور يغطي قلبنا بظلاله
- يا أمّنا – جرحى نناديه
ونبثّ في دمنا قناديلاً أمانيه
فعسى نردّ له أغانيه
هب أنّه القلمونُ
لا عَقَرَ اليمانيّونَ
ناقتهم فداء نبينا
كيما أقام نقيمْ
لا احتبستْ دمون
بدمعنا أوثانها
حتّى سدوم1 تنتقي شهداءها فينا
وتحرسهم ملوكاً للسديمْ
هب أنّه القلمون
هبه بريئاً من دمانا
هبه 00 لَعَلا جريئا غير دمع في غنانا
هب "باسلاً " يوماً
تكوّن من حصاه
لكان بعضاً من دماه وناغاه
هب ما تهبْ
هب أنّه القلمون
لو كان حرّاً أو حريّاً في أعاليه
هبْه
لكنّا لو نناغيه أعاليه
يا ليته القلمونْ
هبه إذن قلمونْ
هامش :
لمن يغنّي البحرُ

لمن البحر كان يغنيّ
لنا أنْ نقيسَ الصدى بمدائحهِ
وله أنْ يقيسَ ارتفاع السماءْ
عن عيون الشهيدِ
هو البحر أمٌّ على عجلٍ من لآلئها تلد الغرباءْ
وهو البحر لا يعدّد الموجَ إلاّ على صخره وأصابع عشاقه
قل لها يا حمامْ .................
قل: كم البحر صَرّ لأهليه ما بَعْثر الموجُ من بيضِ أيامهم
قل لها : كيف طهّر أهلوك أحلامَهم
من خطا فرَسٍ قضمتْ عشبَ طعنتهم
وحمت ظهر أعدائهم
قل عليكَ السلامْ :
لمن البحرُ كان يغنّي
ودمعُ النوارس ينمو قناديل فوق الشبابيكِ
غنّ لها يا حمامْ :
كم وهبتكِ قلبي لتكتمل المرحلةْ
أعطني وجهك الفذّ في سدرة المجزرةْ
لنرثْ
كبرياء الملائكة الكاملةْ
واحْكِ :كم كنتَ في الجرح ورداً بحدّ حسامْ
فاتحاً صدر أيّوب كي يأكل الصابرون العشاء الأخيرِ
لتشربَ عطشى الأبابيل من شفتي دمعة الصبرِ
كم شرّدتني الرياح ضفافاً لجرح مطيرِ
وأمّي التي ضيّعتني ولدْ
أنكرتني حسدْ
قل لها يا حمامْ :
كم كبرتُ على كفني
أترى 000 ما 000 رأيتَ بكاءً يدلّ عليكَ
أنا أرْزُ هذا الرخامْ
قل لها : لو تردّ السلامْ
قل لها : كيف جئتُ مع الريحِ جئت أردّ السلامْ
ناشراً جسدي أخضراً للحمامْ
أبيضاً للشهيدْ
لو تردّ السلامْ
أرفعُ القلبَ بين يديّ بلاداً أنوّرها بالوريدْ
فتباغتني أنّني قمرٌ للبعيدْ
قل لها: لو تردّ السلامْ
جفنُ ذاكرتي لم يسعْ كلّ دمعات أمّي وكلّ عيون المدنْ
تتلفّت في الروح
شيء من الدمع لي
وكثير من الكبرياء لها
يا حبيبي متى ذبلتْ بحرة الشوق في دمنا
لم نكن صخرة تشتهي خضرة
دارنا فتحت كفّها وتجاعيد أحلامها 00 هي تنتظر الغائبينَ
- بقلبك فاكهةٌ للبحارْ
وجراحي قمرْ
والليالي مرايا وعيناكَ فيها سؤال القدرْ
فسلامٌ لأمّ تعدّ لأمواتها فرَس الحلمِ
من دمعة باسلةْ
وسلام لجرح تأبّط أملاحه حاسّة الحبّ والوردة السائلةْ
قل لها يا حمام عليك السلامْ :
كم وهبتك قلبي لتكتمل المرحلةْ
أعطني وجهك الفذّ في سدرة المجزرةْ
لنرثْ
كبرياء الملائكة الكاملةْ
..............................
ضحكٌ أقل ّ من أسود

لا شيءّ حرّضنا لرفع رؤوسنا
إلاّ هبوط سمـائنا ضحكاً أقلْ
من أسودِ
لا شيءَ يعرفنا قليلاً في مرايانا سوى قاع النساءْ
لِمَ نسألُ الصحراءَ عن حجلٍ سبى سبأ
وعن جبلٍ وشى بجبيننا
لنبكِ الآن آخر وردةٍ ثكلى هوت من صدرنا
أَوَ كلما حدّدتُ وجهك أزرقاً في البحر بعثرني الهواءْ
عبثاً أفتّش في دموع الروح عن عنب الرثاءْ
لحمامة وثنية ستعيد أجنحة السماءْ
لأصابع القمر الـدُمـَاةْ
فيصرُّها قنديلَ هجرتنا إلى ريح الشمالْ
وأنا أشيّع يأسه وحدي على فرس الغناءْ
لولا تطاردني الثعالبُ في قميصي
كدتُ أنسى ما تركتِ قبيل نومكِ
في بياض قميصيَ الشفّاف من ذهب الدماءْ
للجرح فاكهة اللغاتِ ولي بأقمار الضلالِ
إذا بريق الموت خالسه الحفاةُ
وطنٌ تشاطره الجنائز حلكة المسرى
وذئب يديكِ يشرب من دمايَ النيل
حتى تبدأ الصحراء نزفي بالنخيلْ
إنّ الفراتَ ـ حبيبتي ـ فينا قليلُ
وماؤه بعروقنا ولدٌ جميلْ
لِمً تضمرينَ الياسمين بأمسيات الشامِ من ذهبٍ فُتاتي
كانت عذارى مصرَ في خجلٍ تَرَىْ الأهرامَ شيئاً من علوّ نهودهنّ
وكنتِ منازل الريح الخفيفة آن تنزفني رذاذاً نرجساتي
لِمَ تتركين الوعل قرب دمي أليفاً
كم بيننا ألقى بغابته النزيفا
أَوَ ما علانا قاسيون بلهوه ذئباً نظيفا
ونسى السنونو قمّةًً من دمعه فينا
ونادى : يا سواد جبالكم
كنا وكانت ماعز الأتراكِ ترعى في ذرا الجودي
عيونك الخضراء كالعنب المعلّق في الهواءْ
كم يوقظ العنب المعلّق من ثعالبنا
وصورة أُمّنا طوراً بيمناها تهزّ الريحَ
أطواراً بيسراها تهزّ ظلالها بعلاً وَسِنْ
نامي 00 سألتكِ أن تنامي خلسة هذا الزمنْ
نامي حبيبة واهدئي كي كفرُنا فينا ينام ْ
لا توقظيه الآن 000 نحن بلا وَثَنْ
.....................
كأنّ في عينيكِ ميناء المراثي

غنّي
طويلٌ ليلنا
لا شيءَ يحرسُ ياسميني
في سواد يديكِ وضّاحاً
فغنـّي
ليس غير دماك أنقى للتمنّي
غنــّي
ولا تلقي عليَّ بزنبقاتٍ سوف تشقيني
وتهمي الدمع تأويلي
فغنّي لي وميلي
سوف يبدؤني الحمام
منافياً بيضاً
تضلّلني سدى بهديلي
كلُّ الشوارع إذْ يجيء الليل
تأويني
وتستهدي لماضيها بقنديلي
كلّ العصافير التي هجرتْ بقايا عشّها بيدي
نامت سدى عني ولفّتْ ظلّها بصدى مواويلي
فيدي أقلّ أصابعاً وأقلّ لينْ
لِمَ تصمتينْ ؟؟؟؟؟
الياسمينْ
يرقى جراحي رحلة أخرى
وأنت تهاجرينْ
لِمَ تذهبين مع الرياح وأنتِ دامية الجناحْ ؟؟؟؟؟
كأنّ في عينيكِ ميناء المراثي
ما كان حلماً نستضيءُ بجرحنا
والدربُ فينا آخر الأضلاعِ لو نمشي ستنكسرُ
أغويكِ بالذكرى وبالأشواق أنتحرُ
ضاقتْ بنا الدنيا
وما اتسعتْ سوى جرحٍ نسميّ زهوه
تفاحة ولها الغوى والأرض نبتكرُ
لا الدارُ تحنو لا المرايا لو يجنّ الليل تُغْنِــيْ
وردةُ الماضي طمرناها وأحلامُ النّدى بكرُ
نمشي إلى ما نرتجيه
وهو فينا إن نصلْ – نذرُ –
أدعوك لو تغفينَ
حتّى أدركَ الأحلامَ فيكِ
وأفتديكِ من افتتان ضيائها
كي يكتفي بضياعنا القمرُ
سفراً وينكسرُ


وغرقتُ في المرايا

أكان غامضاَ بياضُ أغنياتي في طلولكْ
أم كان أسوداً حمامي في أفولكْ
كما تشائينَ
البحارُ ما يخلّف الصدى مني ومنكِ في جدارٍ حاسدٍ
أَلشامُ شيءٌ من طيوفي
والورى أشياءُ من ذهولكْ
لكن 00 تُرى مَنْ ودّعكْ
شبّاكنا لا شمعةٌ فيه
وأجراس الوعود في الصدى ترتدّ قلباً لي
لكي أبكي معكْ
لا نجمةٌ تمدّ كفّها في الروح
تقطف الغناءَ علّه
في ظلمة المسير ينفعكْ
غبْنا فلا الفجر يشقّ الدمع في موّاله
ولا الليالي أسرجت أقمارها من أضلعكْ
أو من عيون تعرفكْ
هل في الحجرْ
ذاكرة تحفظ أسماء العيون الضائعةْ
لو دمعة أخرى
تسمّي الشمس عيناً ساطعةْ
موتي قليلاً
تَصْحُ دمعاتي شموساً رائعةْ
لو .. لو  .. ولو ..
لا شيء يغوي الليل
كي أبعثك الضحى بأرضيَ – القمرْ –
لا الأَطلسي ينقصنا
حتّى نحدّ في المدى زرقتنا
لا إِفّرسْت تلزمنا كي نتمكّنْ
في الأرضِ
كم ضعنا وعدنا من جراحنا
بلغنا الأرض عرضاً والجبال قبل طولاً
غير أنّا لم تلدْنا أمّنا على هوانا مرّةً
حتّى سوانا يسأل الحجرْ
كيف بَعَثْنا ياسميناً صافيا فيه خطانا
والقمرْ
لو في دمانا نام يا حبيبتي لَحَنَّ فينا لسوانا
أيّ أرض تسعكْ
وأيّ تفّاح سيغويني
وكلّ المعجزات أفلستْ
في بعثنا بأرضنا دون قَهَرْ

برغم أنّنا بشرْ 
 لأنّ حقّي في عيونكْ
أكثر مما هَتَكَ الظُلاّم فيها من سِوَرْ
أعيذُ فيكِ أنتِ دون الموت والسفرْ

أنظر أجراس السفرْ
في عينيها
تسقطُ من أوردتي
مثل الصدى تضيعْ
أبحث عنها في الدروبِ الساقطةْ
في كذبةِ الأحلامِ 000
في رعشاتِ غصنٍ منحنٍ
لم أجدْ إلاّ بمرآتي عيونها
حاولت أن ألمسها  أجذبها
ما بيننا إلاّ الزجاجْ
جفّف أحلامي مرايا وانكسرْ
كلّ ظلال الدمع قلبي والمدى رموشه
لا تتركوا في حلكة الوقت دمي دون حنايا
كم غرقت في المرايا
كم تظلّلت الغصونْ
لا تتركوني في جنون البحر كالظنونْ


بقيّةُ السؤال

لو تنهضينَ
أنتِ ما نهضتِ حتّى تسقطي
لسنا بخاسرين موتنا
لسنا بواهبين دفء قبرنا لغيرنا
حتّامَ تنشرين دمعتيكِ شوكاً بظهري لأراكِ حائطي
تُرى أَلا يوقنني بعظمتي سوى دمائي من ورائي
هي اندلاع الأرض أمّا يائسةْ
من جلدنا – بقية السؤالْ
هي اتساع الحلم روحا بائسةْ –
بقية الخيالْ
عيناكِ أم حمامتا الدار تغنّي ثَكَلاً :
يا عابرين الجرح قلبي دربكم
أظنّها منازل القلب خزامى دربكم
يا قلبكــم ! ! !
قبل الرحيلْ
كم بدّد الدمع على أبوابنا قناديلْ
يا قلبكــم ! ! !
كم شرّدته في ليالينا المواويلْ
وكم جمعنا وروداً بعده
لعلّه النحل يدلّنا على التفاصيلْ
يا عابرين الجرح قلبي دربكم
غنّي لعلّ بالغناء تنهضينَ
أنتِ ما نهضتِ حتّى تسقطي
إلى متى ترتّقين بالدموعْ
قميص حلمٍ لم يزل يستذئب القلب عليكِ
لو كان بإمكاني لأثأرنّ من يعقوب
لكن ليس غير الحب أعماني
فليس لي سوى استوثان حلمي ولدمعك الخشوعْ
غنّي لنبدأ العتاب جهراً بالتمني
إنّي لكِ الآن أُغنّي
أظنّه قلبي فراشة تخاف وردة
تقمّصتْ ألوانها فأولعتْ بالهجرِ
يا ما ضعتُ في كفّي
موحداً ظلالي خبز أحبابي الثكالى
لو كان للماضي خطايا غير حلمي
كنت أحرس الدعاء من فمي
أعدو إلى كرى دمي
أهزّ سدرة الأماني
ثم أبكي وأغنّي
غنّي لكي بالورد نقطع الطريقْ
ونصنع الرفيقْ مني ومنكْ
كأنّ أوتار المنافي
لا تجيد العزف إلاّ في دمانا
لا تسألي من مشى خطانا
حبيبتي لا تسألي :
متنا كثيراً ؟
اسألي :
إن أحد غنّى غنانا
...............

بريءٌ ياسميني من دماكَ يا أخانا

لا تأتِ أبواب المدينةِ
من شقوق يدي
ولا تنفضْ رغيفي
من بكاء حمامةٍ ثكلى
بريءٌ ياسميني من دمائك يا أخانا
قل : جريءٌ في يباس يديك
قل : إنّ الندى مرٌّ على وردي
وماؤكَ مالحٌ بفمي
فلا تغسلْ جراحي
كنتُ أنقى في دمي
هذا خريفي
لا تجيء الورد باسمي
لا تُعِدْ قلبي صدى ذئب ينظّف فيَّ ماضيه
لكي صمتاً أقاضيه
تطاول موتنا
وبناتُ نَعْشٍ كم علينا
قد شققن صدورهنّ
كم يا أنتِ أسقطن النصيفَ
أظنّها أمّي تلمّ النبع – موهنةً – بقيّة أعيني
هذي مرايانا
فلا عدنٌ تسمّينا نوارسها
ولا سفنٌ تطاول في أصابعنا صواريها
فلا تأتِ أبواب المدينةِ
من شقوق يدي
ثقيلٌ بيننا هذا الجبلْ
قلْ : يا أخانا
كيف نعرف وجهنا من صخرة
قل : مَنْ يحدّد قلبنا فيه إذا ما بين ضلعينا انفصلْ
قل : يا أخانا كيف نفصِل جلدنا عن جلده
قل : بيننا هذا الجبلْ
قل : يا أخانا هل تفتّته الدموعْ
أمْ هل تليّنه القبلْ
قل : يا أخانا بيننا هذا الجبلْ

* * * * * * * *
* * * *
* * * *
* * * *
* * * *
* * * *
ما لي جبينان لأنقسم

"إلى روح أخي علي"

كم كان حلوا
مقبلاً بالبحر من بوح المرايا
هل كان زنبقةً بهدْبكِ
يغتوي بصلاتها الشهداءْ
أَمْ مَا لليتامى فيكِ من خبز وما لهمو
بقلبكِ من بقايا
لو قليلاً تحضنينه متعباً من موته
وسؤالكِ القاسي :
أتنسى الروح فيَّ سلالماً
لتعودَ مني للمرايا ؟
كم كان حلواً حاوليه  علّهُ
في صدركِ الوردي من دمه يفيقْ
طفلاً صغيراً أو ملاكاً ضلَّ في الفجر الطريقْ
مدّي له ما في الحجرْ
من دمعة الرؤيا وصلي للذئابِ
تجيرُ يوسف فيكِ من زوجاتنا
يا أُمُّ مغرمةٌ أمانينا الجريحة بالتسكع في المطرْ
كم كان فذّاً آفلاً في جرحكِ الوضاءَ
سوسنةً ترمّم بالبكاء فراشة الروح الحرامْ
يا أُمُّ انتظريه يطلع من غبار الحلْمِ
أرصفةً تسدّ لحاجة الغرباءْ
تكفي مسْح وجهكِ من عناء الأسئلةْ
سيعود حلواً في حكاية جارةٍ
تتوكأُ الحكم الرصينة وانهمار العمْرِ
انتظري أغاني المرحلةْ
تكفيكِ خبزاً
كي يمرَّ الليل بين أصابعكْ
كالمنهــزمْ
مالي جبينانْ
كي أنقسمْ
إني البِحَارُ إذا هوى فيَّ السفينْ
أرجوكِ وجهاً للبلدْ
لا تصمتي يا أمُّ
هذا الليل كلُّه ملْكنا
هذي الليالي كلها لكِ
بدّلي هذي الثيابْ
فلا تليق بالعرس
قمصان السوادْ
إن تسألي عن بكْر هذا العرْسِ وافاكِ الشهيدْ

ولدٌ يغنّي في زحمة الموت

لولا غزالُ الموتِ يركضُ في عيوني
لم أكمّل من نثار فؤاديَ الصحراءَ
لـولا بالـبكــاءْ
برئت نساء من دماي وبالغناءْ
غفلت ذئاب عن بقاياي المثيرة كالذرا
لولا أظافير الصحاب لما انحنيت بكبرياءْ
حتى أنقّي وردها قلباً خفيفاً
في يدي تتشقّق الدنيا قميصاً
من حفيفي بالفضيحة
كم أُداري قرب أحزاني تجاعيدي جبالاً حاضناً مدناً بجرحي
كم 000 وثورُ الأرض ينمو في دمائي كي يفتّش عن مناف لي
فأسري في قباب الدمع
تسقط في رسالاتي الجهات  بجثتي شوك الخطايا
سوف أمشي حاضناً تفاحة الضالينَ
يحرسني ضياعي في الدروبْ
كم ميتة" ظمأ ستلزمني
لتبدع ( هاجري ) بصفا دمائي نبع زمزمها
 لديني يا دروبْ
قرب الصدى
أو مِن حصى منعت خيول الروم من وطء الهبوبْ
عبثاً لِديني مرّة أخرى لأكبر دمْيَتي
قلبي على قلبي يصلّي لي صلاة الغائبينْ
لأرى ورائي جثّتي أرض الغروب
كم كنتُ أمشي نحو حتفي كي أغني للفرحْ
والقلب مصباح يضيء لو انجرحْ
كم كنت أنتظر القصيدة كي سدى
تلد اليتامى من ورقْ
أو تنفض الأعداء من يسرايَ بيضاً كالعرقْ
كم كنت أمشي نحو حتفي كي أغني للفرحْ
وأحبكـــــمْ
يمنايَ تحصي خبز أمواتي بلاداً تفتضحْ
لم يبق في صدري دموع
كي أغسّل عن أظافركم دمي
لم يبق في حلقي صدى حرف
أذهّب في خناجركم بلحمي شكل مرثاتي
لتكبر أغنيات القهر شوكاً في فمي
صمتاً وكنت أحبكم
كم يا مرايا الروح كنت أحبكم
وحّدت بعضي الحرّ من بعضي
إنني شهداء نفسي
دمعتي قلب القرى
نسيته سهواً
سلّة في زحمة الدنيا وما عرفت بوجهي تينة لذئابها
ولــدٌ أنـــا
ما ضرّ لو غنيتُ إن شيّعتُ نعشي بابيضاضه فوق كفّي أو بنفسي
طفــلٌ أنــا
ما ضرّ لو تبنون أوطاناً بألعابي
ومن ضحكي النشيدْ
حرٌّ أنا بدمايَ حر فيّ وحش
لو يطوقني بمخلبه
أعانقه شهيدي لو أنا كنتُ الشهيدْ
فأنا وصايا البحر للنعش الأخيرِ
أنا بقايا الدمع أعمدة لهذي الأرضِ
غنّي يا دروبْ
قلبي على قلبي يغني لو بكى
لأرى ورائي جثّتي أرضَ الغروبْ
غنّي يا دروبْ
قلبي على قلبي يغني لو بكى
لأرى ورائي جثّتي أرضَ الغروبْ
غنّي يا دروبْ
قلبي على قلبي يغني لو بكى
لأرى ورائي جثّتي أرضَ الغروبْ
غنّي يا دروبْ
قلبي على قلبي يغني لو بكى
الرقصُ تحت أضواء بابل

ارقصي لم يزلْ في الجفون مزيدٌ من الملحِ
في القلبِ أكثر من ساحة للعبْ
لم يزلْ في الجرح معالم رسْم فمِكْ
وعيونكِ أطولُ من خنجرٍ للعتبْ
وعلى الرغم منا نحبّكِ : بابلُ
والريحُ تنشر قهراً على الشوكِ
ما ظلَّ في قلبنا من بقايا دمكْ
كيف هانتْ بقلبِكِ أحلامنا
لم يكن دمنا من رضاب العنبْ
لكِ آخر ما ظلّ في بال أطفالنا من بكاء الخيول العتيقةِ
إنّا منحناكِ آخر ما في مقابر أحبابنا من خزامى الدموعِ
منحناكِ كلَّ نجوم الليالي تخاصرك اليأسَ
يا دمع بابل  إنّا بقينا على الرملِ يا وجهنا
نتزمّتُ مرَّ خداعكِ
قد طال ظفركِ في عيننا يا مدينةُ
كنا نعدُّ على شفتيكِ مذابح أحلامنا
غير أنّ الليالي المريرة أطول من دمعنا
ارقصي  يا مدينة جبهتنا طلل واسع
آخر الشعراءْ
كان أعمى ففي الكأس أكثر من خمرةٍ دمنا
ارقصـــي
كلّ أحبابنا صرخوا
يا مدينــةُ
كانت عيونكِ أطول شَعْر الأماني
وأقسى سيوف الذهبْ
يا مدينـــةْ
وسّعي قلبنا بعتابكِ
إنا نحبّكِ في ولهٍ لنموتَ الضحى بسببْ

.............................
عيناكَ وضاءتان بعنف

لم أكنْ حجراً حين لانتْ عليَّ وروداً – دمائي –
ولستُ نبيّاً لأحيا شقيّا
وأطعمُ أشواكَ معجزتي لنسائي
لم يكن عرقي أبيضاً لأصير نقيّا
وسرايا الأناضول لسن إمائي
لأردفهنّ على بغلتي
لم أكن ميتاً حين نشّفت عن قدميكِ دمائي
سدىً أزرقاً وارتجلتِ سمائي
لم أكن ميّتاً فلماذا ورثتِ قميصي
وكان الغرابُ حييــا
لماذا وكان بلحميَ ذئبي حريّا
لماذا ورثت قميصي وكان لموتي بقيّةْ
فإلامَ ألملمُ من ورقٍ جسدا
أنفخُ الروح فيه رماحاً من المراثي
والصّدى لا يردّ الجبلْ
بلـــدا
والنّدى لا يسوّي القبلْ
غوطة والأصابع ورداً على بردى
فأنا وجه هذي البلاد التي غرّبتني
لتراني جميلاً فتبكي وتكسرني
لم يجدْ سادن الموت غير ضلوعي
سيوفاً يهيم بقتلي ويبكي
كلّما فردتْ وردةٌ يأسها في يدي
ارتجلتُ دمائي حدوداً لأندلسي
كافرٌ من يعير المسيح أصابعه
ليقيسَ ورود أريحا بدمع اليهودِ
وليس نبيّاً يعير لمريم
عينيه حتى تطلّ على الناصرةْ
بدموع خفيفةْ
لم أكن ميتاً فلماذا ورثتِ قميصي
وما زالتِ الوحشُ فيّ أليفةْ
يا حمام الخرائبِ غنّ
فإنّي أحبُّ دموع الأماني
وأهوى البكاءْ
يا حكايا الطلول تعالي
يغصّ بحلقي الغناءْ
لا تقولي تعالَ نبدّد بقيّة أحلامنا بالعواءْ
إن تسمّي دمائي أقلّ ربيعاً بعينيكِ
أو أطول الطرقاتِ إليكِ
أتوكّأْ أصابع أمي وأكملْ يديكِ
ناشراً ياسميني على دمعتيكِ
فلماذا تموتينَ كم كان جرحي بهائي
لا تقولي لِمَ الزرقة النافرةْ
في عيونكِ لمْ تكفنا لنشيد سماءً لنا
فسمائي أضيق من عتبات نقائي
غير أني حبيبةُ لو سقطتْ قمةٌ لتلمّستني وجلاً كبريائي
فأنا وعلُ هذي الجبال التي
فتنتْ بشفافتها في عيوني فألقتْ عليَّ بعصيانها
كلّما انطفأتْ شمعة
يشعل الليل ذاكرتي قمراً للمنافي
فألجأ للصلوات التي خذلتنيَ
تحت صليبكِ
قد تنفع الصلواتْ
عندما تسقط الآلهةْ
من حجرْ
أو بشرْ

فاعشقيني فداءً لموتي وغنّي بملء الجراحاتِ
يا واسع الجرح عيناكَ وضاءتان بعنف
أمَا اكتمل الدرب من دمعتي
كم مشيتُ على وخز جرحي بعزّ المطرْ
ولقيت ملامح وجهي معذّبة في مرايا الحجرْ

- 36 -
حمـــص

مقدمة لا بدّ منها
(ترى لِمَ اختار العاصي أن يمرّ من حمص مشاكساً 000 أليلهيها عن التفجع بدموع ديك الجن ، أم هو بكاء حمص الطويل ، وهي تجثو أماً مفجوعة بأيتامها ، يتساقطون صرعى على صدرها0000 وأشدّ ما يؤلمني منظرها وأنا أرى الحمام حارس قلبها الممزق ينقر عينيها ، ويصلي على ركبتيها لراحتها 0000)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيــــدة
لا تسأليني كلما انحنتْ ورودُ أوْ تواريتُ بأسراري
يداكِ أمْ غمامةٌ تعيدني الينابيع ذهولاً لصفائي
كلما تشربني يراعة حبراً كفيفاً ألفظ القلبَ
خدوشاً ، تركَتْها إصبعُ الملوك في ظهر الجواري
لا تسأليني إن تكن مشكلتي بأنّ رأسي
وإن انحنيتُ أكثر ارتفاعاً من سمائي
اسأليني إن يكنْ ( عكّارُ ) مثلَ قلبنا لا أحدٌ
يمكنه اقتلاعه من لحمنا مثل الأظافر
احتفالاً وطنياً كي أثبتَ انتمائي
لا تسأليني إن تكنْ
أصابعي
رمحاً
لظلاّمِّي أمْ
ملحــاً
به آلف أعدائي
وهــمْ يغسّلونني بدمعٍ ليّنٍ
حتـــــّى أنقّي شهدائــي
لا بدَّ للحبّ من العواءِ
كي أرسّخَ الجرحَ
برارٍ وولاءاتٍ له
لابــــــدّ
للذئب من البكاءِ
كي أرسّخ الماضـي
نظيفــاً
بدمــي
مخالبــاً
لـــه
قومي لنسكر الهوينى بشرفْ
أحلامنا مخافرٌ فلا دموعنا
نرجيل ولا غناؤنا ترفْ
قومي لنسكر الغبوقَ 000 والغبوقْ
ثمّ نعوي ملءّ غابنا
كأســــكَ
يــــــا
شهيــــدْ
تُرى أَلَمْ يفترس ( العاصي ) بعينيكِ
رسوخ ( الوعر ) قمحاً أسوداً والطيرُ
تغشاكِ بقلبٍ من خشبْ
ألمْ تَرِي ( القلعةَ ) إلاّ حبة من عرقٍ
تدحرجتْ من آخر الدنيا إلى جلد اليتامى
وبكاك ليس حصرماً ولا عنبْ
تُرى أَمَا زلت تظنّين بأنَ شَعْركِ
ارتياح ( عاصينا ) على ساق القصبْ
وحمص ماعزُ ، بعشب جرحه تلهّى
عيناكِ أم ( ورد ) تلمّني نديماً من مراياها
ذكرتكِ اتقاءَ الحبّ بالردى 000
000 كأنّما الحجار السود
ما قد بعثرتْه الريح من دموع ( ديك الجنّ )
( والميماس ) دمع شاهد الزور بعينٍ من ذهبْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارات :
عكار : اسم جبل
العاصي : وعاصينا اسم نهر يمر في مدينة حمص
الوعر : منطقة غرب العاصي مشهورة بحجارتها السود
القلعة : قلعة حمص
ورد: زوجة الشاعر ديك الجن ( عبد السلام بن رغبان )
الميماس : منتزه على ضفاف العاصي مشهور بجماله وخضرته وفيه سكن الشاعر ديك الجن0

هدهدٌ إلى إشعار آخر


(إلى فراشة مازال الدانوب
يغسل ذنوبه بين يديها
أي : أخي جاسم)

لمنْ نثرتً زهوة الروح الحنونِ
وردة على شبابيك السرابْ
 الريحُ ما تَوَارث الأمواتُ
من أصابع الظنونِ
والرّفاق رتّبوا جراحهم ممالكا
وافتتنوا بخاتم الملك الكريمِ
بادئين بالدموع الاحترابْ
لمنْ رسمتَ في قرارة الردى رمّانة للحبّ
صاعداً بهاء الشوق في أشواكها
والقلب فيكَ قطّة تُهذي دموعها
بفتنة الماضي
أَمَا تعبتَ من عشق الفراشات
التي تنسى على يديكَ زهوها الحزينَ
حاملاً فراسةِ الدنيا لذئب اليأس واليبابْ
فما أُحيلاكَ اتقاد الزنبقات الخاسرةْ
في أزمة الروحِ
أما أتعبك الدانوبُ
إذ عليكَ يرمي أزرقهْ
ليكبر السَمَا لو يعرفكْ
ما أغشمكْ
يداكَ أوسع المرايا أبحراً
وأنت مطرق تغنّي :
يا شطوطُ  يا أنا  ما أبعدكْ
فما أُحيلاكَ نوارس الصدى قرب دمي
سواسنَ الغوى تسوّي عدمي
يا هدهد الأفولْ
من زيّنكْ
بقبركْ
وسلّفـكْ
سدى تعزّيه البقيةْ
بعمـركْ
وكنت وحدكْ
صلّيت ملء قهركْ
لنعشـكْ
كنا نباكيك عبثْ
وكنت فينا تصرخ الجثثْ :
هي الذرا بكبريائها على يدي تعولْ
فما أحيلى النهر ضحك عاشق
أكثر من ضفافه
أضاع أمس في عناق الأفولْ
لكَ الغناء يا شقيق النجم من ليلي
لك الآن اصطفاء الصمت
هجرة جديدة بغابة الذهولْ
.....
لو أنه يحضن شيئاً من أصابع الطفولة الخرابْ
يلهو بدمّه السديميَّ ويبني عالماً بالأحمر السحيقْ
لا تفْتَتَنْهُ فاكهات الدم إن يرَ الأماني رحلةً
مــع الضبـابْ

لو أنه يحضن شيئاً من أصابع الطفولة الخرابْ
يلهو بدمّه السديميَّ ويبني عالماً بالأحمر السحيقْ
لا تفْتَتَنْهُ فاكهات الدم إن يرَ الأماني رحلةً
مــع الضبـابْ
لو أنه يحضن شيئاً من أصابع الطفولة الخرابْ
يلهو بدمّه السديميَّ ويبني عالماً بالأحمر السحيقْ
لا تفْتَتَنْهُ فاكهات الدم إن يرَ الأماني رحلةً
مــع الضبـابْ
لو أنه يحضن شيئاً من أصابع الطفولة الخرابْ
يلهو بدمّه السديميَّ ويبني عالماً بالأحمر السحيقْ
لا تفْتَتَنْهُ فاكهات الدم إن يرَ الأماني رحلةً
ينهش الطير لحم القصيدة من جبهتي

صلبوني على صدر أمّي طويلا
فتّتوا للعصافير قلبي
انتحلتُ المدى جسدا
وتعمّدتُ في دمع أمّي ارتقيت رسولا
ودخلتُ عذوبةَ موتي
تورّدتُ قيثارةً في وداعة مرثيّتي
سرتُ وحدي
أنا المتغمّد رمح الصديقْ
وحنوّ الطريقْ
مولعاً بالتشرد تحت المطرْ
ذاهباً في ابتهال الحجرْ
تستبيح القصيدة في سدم الحلم مجد الظنونْ
سنبلاتٍ تفضّ بكارتها بسؤال العيونْ
عبثاً أتوحدّ في الغيم ماءً
فتنزفني الريحُ
هل كنتُ دمعاً على حجرٍ انهملْ
أم دماءً على قمرٍ  اكتملْ
يا سديم الطريق إلى أين
أضواء أغنيتي ذبلتْ
يا خناجرهــم كم رقصتُ عليها وغنّيتُ
يفتنني وطنُ في دمي فمشيتُ تزمّلتُ سيف السؤال بأعين أمّي :
أَمَا كان لحميَ مرّاً بطاولة البرلمان  ؟
أمَا زلتَ ترفعني قمراً للعزاءات بين وقار الحضورْ
تتفسّخ من إصبعي السموات الغريبة مغرمة بالبكاءْ
كنتُ وحدي بعزّ الهزيمةِ
كنت أضيء قرنفلة الجنّة الضائعةْ
في عيون ذئاب تصلّي لآلهة تتعثّر في دمها
كم أطارد ظلي فيتبعني
فرساً شارداً نحو برّ المراثي
أحاولكِ الآن يا أمّنا
دثّريني ببعض الضلوعْ
يا بنــي
تتهادى من الجرح أغنية الانتماءْ
فجناح تكسّره الريح تكمل منه أصابعها
ـ أمّــنا
ـ يا بنـيْ
آن للأعين الذاهلةْ
فوق شبّاكنا أن تبوحَ بلحن القصيدة خاتمة لدمي
أو تعيدَ مفاتن وجهي لكـــي
ينهش الطير لحم القصيدة
من جبهتـــي

غزالي من ورق

لا تطلقيني بين ظلينا حماماً عابراً
لا توقظيني الآن عشباً خالصاً
ينمو على يديك إذ ينأى غزالها
لا تتركيني كالسؤال أنجلي عن الخطايا كالصدى
مذ كنت صغيراً أتسلق الهواء باتجاه قمم الضوء القديم في عينيك
اللتين تورقان الموج ما بعد الربيع والعشايا
كنت لا أدرك فيك غير قمصاني على السبايا
غير أني الآن أدركت بصحرائي غزالي فيك من ورقْ
وأنني لم أزرع الورود فوق قبر أمي النائمهْ
إلاّ لأستعيد فيك نحوها الطرقْ
أو نحو مالي فيك يا حبيبتي من أمهات قادمهْ
بلى حبيبتي فإنْ بالحب لا نَسْرقْ
فإننا به يوماً سنُسرَقْ
................................
حائط الياسمين

لا تطرقــي
هذا الحجـرْ
ليس بقلبي كي يلين في يديكِ
وليس هذا الملح من
بحري الذي فيك انحسرْ
لا تطرقي ولا تغنّي
مـرّةٌ تفّاحتي
بأي أرض سوف أغويكِ
فصلّي لي قليلاً
كي أنقّي حائط الورود في دمي
لعلّه – لو متُّ – يحميكِ
فلا الغيوم قمصاني
لكي أصفوْ فراتاً في عيونكْ
لا الريح جنّي أو ملائكي
لتلقي أدمعي وروداً في غصونكْ
لا تطرقي
غداً أجيء لابساً دمع الأبوّاتِ
يقودني حنيني قمراً
ينشرني نهراً أنيني
لن أجيء زائراً أو عاتباً
لستُ بناشرٍ بكائي فوق باب داركْ
ولا بفاردٍ على يديكِ يأسي
كي أضيء ناركْ
غداً أجيء لابساً دمع أبوّتي
فلا تدقّي باب صدري
لا ضلوعاً
فيه كي أعدّ للصغير بعضاَ من دماهْ
ولا دموعـاً
كـي أُعيد القلب
أبيضاَ حريّاً بغناهْ
لا تبحثي
في أعيني عن لؤلؤة الجرح العتيقْ
لا تطرقي حبيبتي
قد ضيّعت في الطريقْ
ملامحـي
فكفكفي القلبَ الذي ترقرقينه
على يدي دموعاً
واهدئـي
علّ الصغير لا يفيقْ

* *
* *
* * * *
حتى أصير ملاكا صغيرا
"إلى روح أبي"

هي أغنيتي
فرس تتسلّق رمح ضراعتكم
لا يراودها عطش عن زجاج عيونكمو
لا ندى عن شراب فراتكمـــــو
منذ أنكرنا حبق الدار
والقلب نهر من الدمع يجري ورائي
وللأهل عينان في القلب لو يتلفّت
أعلى نخيلاً من العتبْ
ليس أجمل من أن نسوي الردى بيننا بالغناء
وننهي بالبكاء الحوارْ
هي أغنيتــي
هدهد حاملٌ قبره خاتمات النهارْ
يستريح على عوسجاتْ
حبكم في القــرارْ
كنت أستطلع البحر من ظلها مشهداً
يتوسّد سكين حكمته
وأهيم بجرحي لأبتكر الانتحارْ
بالزنابق والذكرياتْ
سوف يتركني النهر مجرى وينسى أنينه ناياً
يبددني كاليراعة ضوءاً ضريراً ، ويجمعني آهاتْ
فأغني لجرحي لنكبر ورداً على فم نارْ
سوف يقتسم الأصدقاءْ
خبزهم من دموعي
وينتزع الغرباءْ
من رموشي المجاديف
يغتصبون البحارْ
من أصابع حبي
ويبدأ لحن الفرارْ
هي أمنيتي
قمرٌ صاعد مهرجان أظافركم
شجرٌ طالع في سراب بشائركم
وأنا الجسد التأمت ناره موكبا للزفافْ
يتشقق من خنجر الذاكرةْ
وجه أمي احتفالا لأقمار تموز
ثمة أغنية تتسامى لأزهار روحي العجافْ
هي تستلهم الوهم أجنحة
وتكور غيم الجفافْ
أزرقاً لأفض دموعي محيطاً أخف
على ريش نورسكم
وكأن صليبيَ حبي
فوحدت قلبي قرابين أفراحكم
ما أحيلاك يا دربُ
تركض خلفي ولولا تلفّت
تشبهني بالسراب
وتنكرني بالعتابْ
ما أحيلاك يا قلب
شمعاً يبددك الليل
يجمعك الصبح ورد هبابْ
فلماذا أداري غرابي
وكأن لعمري ضجيج القبور بأمواتها
أتفرد في الحلم تفاحة للقصاصْ
سوف أمضي إلى لغتي الضحكة اتكأت
في المفاوز ضوء رصاصْ
وكأن طريقي
حبال نشيج الخلاصْ
هي مرثيتــي
مطر ساقط في احتمال حجارتكم
وردة أشرقت من دمائي بأطلال أرواحكم
كنت أستنبت الحب
من عشب قبر أبي أنهراً
لشواطىء روحي اليباس
وأغنــي
من عذّبــكْ
في ضلوعي
وهام بحبّــكْ
وردة في دموعي
ومن قتلـكْ
كي يحبـكْ
فكأن دماك شموعي
وكأني أحبك ليلا أصبكْ
نجمة في دموعي
وأسمو صباحا سماء بهدبكْ
سوف أحلو كثيرا
وينهمر الرقص بيني وبين حدود جروحي
سأمشي طويلا على شوكة الحلم
حتى أصير ملاكا صغيرا
وألقاك خلف غمامة روحي
تحاولني لتقبلني وتموت بنعشي
وتبسط ظلي بحر حنينْ
جامعا من دموع أبي
صخرات الضفـافْ
وعلى إصبع الجرح ترفع من ظلها قمراً
فيسميك جرح السنين
وطن الياسمين

لنحظى بأُمّ شفيفة
"صباح أفقنا على حرق بغداد 1991"

خطــوةٌ :
وَتَوَكّأنَا في المسير – الطريقْ –
شمـــعةٌ :
وانطفأنا وما زالت دمانا خطا الفُرْسِ
نحو الحريقْ
تترجّل فينا السماء حليباً كفيفاً فنركضُ
عميان عبر الزجاج لنحظى بأمّ شفيفةْ
ننفض الأمس عن شَعْركِ الحرّ ملحاً
ليأكل – من كتفيك – كلانا رغيفًهْ
لِمَ تبكيـــنَ
نحن رمادٌ يقاوم ريحْ
لا الصدى وجه أمّ حنونْ
كي أصيــــحْ
لا دمائي ســراج الظـنونْ
كي أموت وفيَّ أُريح المسيحْ
لِمَ تبكينَ
والأمس لــيس بـفــاكهــة مــن ذهــبْ
وغدا ليس مملكتي كي عيونك تحرسها بجدار العتبْ
لا بياض يديك يعين السنونو على الارتطام ببعض نصاعتها
لا اتقاد الكنائس بالدمع يكفي لروما احتساب وداعتــهـا
فعلى أيّ رجل سنبكي لنهدي براغ على جملٍ أعرجٍ
وعلى أيّ سكّينة نتلوّى سدى
لتراقصنا نينوى ليلة القبض فيها على وطنٍ
وردةٌ :
وكأنّا اتقاء صراخك ننسلّ من جلد آبائنا
عرقاً أو نبيذاً أشدّ احمرارْ
ولأنّ حصان الفضيحة آخر ما ظل فيئاً لنا
لم يردّ الجدار صهيلاً ضجيج دموعكِ في الجلّنارْ
كوكبٌ :
ولآثامنا وبرٌ غير شَعْر الخنازير
والأنبياء سوانا لنرضع ألسنة النارِ
خمراً وننحلّ قطْراً على ساق غارْ
لِمَ تبكينَ
قلبيَ لا حرمون ولا قاسيونْ
كي أشارك غزلانه الاضطراب بحبكِ
إن كان حلمك قدْ قُدَّ من دُبُرٍ
ما أنا بمراهنٍ عجل السماء على مائه
قد رمتْ حجر من قساوتها لحن ميلادنا
والطيور تلوك دموعكِ مالحةً
تتخبط عبْر جهات دمي
ما الذي فعلته الليالي بنا
وكأنّ بعينيك نخل الفراتِ أنين جريح قبيل السحرْ
كيف خبّأت في صوتك الياسمين وكانت عيونك أقسى دموع الوترْ
فمتى الحبّ إن كنت عاشقةً
ومتى نلتقي خلف برد الحنينِ
أظنكِ ما زلت في الدرب تعتركين مع الريحِ
راحلةً مع إيقاع غربتنا
أبجرحك هرّبتِ كلّ نخيل العراقْ ؟
أمُ 000 سنبدأ بالاحتراقِ العناقْ ؟
....................................

لا تمتْ لَعِباً يا ولد
ألهمينـــي
أغاني ليَبْيَضَّ فيّ ملاكُ العتبْ
0000 ألهمينــي
يدايَ خريف الحمام وعيناك أعلى هديل القصبْ
ألهميني الجبال دمى لأشارك غزلانها في أعالي يديك اللعبْ
بعدُ لم تُلِنِ الريح لي فرساً
ألهميني مرايا سواكِ
فتصْف عيوني ينابيع والورد يصحو هدبْ
لم يمتْ فيّ بعدُ ذهول الفراتِ سدىً لضفاف العنبْ
والعصافير تلقي على الدموع قميص ذهبْ
هي غربتنا لا تَحُكّي سواد السنونو
ليصحو فيك البلدْ
فأنا بلد بحدود جسدْ
ملك غير أنّ عروشي عراك الصدى للأبدْ
كابري لو قليلاً طويلٌ بَكَا دربنا
والمقابر أصغر من جسدينا
كم أطوّق في حجرٍ وطناً بدماي فيدهشه ياسميني
يسميني نبياً بألعابه انفردْ
فإلامَ سألقي دمي في الهواء وأصرخ : يا وطني
فيردّ الصدى :
: لا تمت لعباً يا ولدْ

لؤلؤة الفضيحة
لا تسقطــــي
لم يبقَ ليْ في الجرحِ إلاّ كبرياؤكِ
بعضَ مملكةٍ تقيني مِنْ عَراءِ الأرضِ
كمْ أكبرتُ فيكِ الموتَ مُتَّـكـَأً
ولؤلؤةُ الفضيحةِ في عيونكِ لَمْ تَعُدْ وطناً
لأدركَ فيكِ أمَّاً أرتقيها
لَمْ يبقَ في كأس الأمومةِ دمعةٌ
تَحْنو عليَّ بخبزِ أيتامي
وتمنحُني بقايا القلبِ شمعاً للفرارْ
مِنْ أينَ أَبْدأُ فيكِ موتيْ
لمْ يزلَ في دفءِ جرحكِ ما يُثيرُ الحلْمَ
متَّسعاً لموتاكِ الصغارْ
لا تسقطــي :
هوَ آخرٌ لا تُشْرعي ما في الأماني
مِنْ أزاهيرِ البكاءِ
فلا الفصولُ الخضرُ تدركُهُ
ولا الأرضُ المشاعُ
غداً يُفاجِىءُ فيكِ مَوْتَهُ
يَجْتليكِ مُبَاغِتاً ذئبَ الحقيقةِ
في عيونِـــكِ
ينهشُ العنبَ السديميْ
علّميهِ حدودَ منفاهْ لكيْ يتوجّسَ القمرَ
اتضاحَ دماكِ
لو تتلمسينَ دماءهُ سدرَ الخلاصْ
حتّى يجوسَ بنومهِ
إغماءةَ التحنانِ في ضلعِ الحجارْ
يا أمّنا لا تسقطي :
يا ما وهبناكِ اندثارَ الروحِ شوكاً في الديارْ
هل في المراثي ما يُعيدُ
فَراشةَ الماضي لقلبٍ بالحرائق مولعٌ
كَمْ عذّبــوه
وبكـــوا 
وكَمْ رسمَتْ يداكِ صليبَه
إنْ فرَّ منهُ موتُهُ 
فترجّلي عن رمحِ أسئلتي
ومِنْ جرحٍ تسمّينَ الرفاقَ لهُ الحوارْ
وتجدّدينَ الانتحارَ بكبرياءِ الراحلينَ
لكِ اجتهادُكِ في افتضاحِ ضحيةِ القتلى
وملْح الحربِ في تفّاحةِ اللغةِ المضيئةِ
فاكشفي ضلعاً تكْمّل فيكِ أحصنةَ الحصارْ
يا حيفُ تنكسريـــنْ
كـمْ عذّبــوهْ
في الفجرِ سمّوهُ المسيحْ
كي يصلبــوهْ
والله كانَ يعدُّ مِنْ عينيكِ
بعضَ الليلِ للملقى الجريحْ
عمَا بعينيهِ تبحثينْ :
عنْ نجمةٍ ضاقتْ بفتنتها فأطفأتِ السنينْ 
عمّا أَعَنْ لغو المدنْ
بوسامةِ القتلى وهمْ يتراكضونَ بنعشِها
ياحيفُ تنكسرينَ
أعمدةُ المشانقِ لَمْ تكنْ كالأمِّ حتَّى يطمئنَّ بصدرِها
ولأنّ تمثالَ المدينةِ كانَ أكبرَ دائماً من اسمهِ
ما كانَ ينضح دمعه وطناً يقرُّ بياضه في غفلةٍ من حبّنا
يا أمّهُ كَمْ عذّبوهْ
وعلى الصليبِ نسوهْ
طِفلاً يكوّن من دِمَاهُ دُمَاهْ
ويَفتُّ من شجر الحنايا قمر الوصايا
للعندليب عساه يكملُ مِنْ دِمَاهُ غُنَاهْ
لا تسقطـي
لم يبقَ لي إلاكِ مملكةً
تُشرِّدني لتَنْحلَني حدوداً ساقطةْ
يا أمّنا لا تسقطي
إنَّا جميعاً ساقطونْ

للصمت ضوءُ القمر

سقطتْ وردة من دمي
وأنا في عيونكِ أحرسُ تيهَ القمرْ
لا تحكّي يدي نخيلاً أُسمّيه فيكِ حجرْ
وارقصي لعصافير يحرسها دمعها لِيلكاً في فمي
لملميني قليلاً بقايا صدى
فعسى بيديكِ المدى يختصرْ
كم سألتكِ فضّي دمي عرقاً بارداً
لندوّخ فينا حصان القهَرْ
لا عيونك في النبع تصفو لكي أوقظ القلبَ
في قاعه نرجساتٍ بشكل صَخَرْ
لا بهاؤكِ تخبو لآلئه كي يطوّقني الليل هوْناً
ويصحو فيّ القمرْ
لو " حبيبة " نعتق فينا من البحرِ
ما ابيَضَّ أوْ مَا انحسرْ
فتعالي نحدد بقية زرقتنا في النَهَرْ
لم يزلْ فيكِ للصمتِ ضوء القمرْ
مَنْ بعينيك أخْمدَ صَخْب الينابيعِ
من يا حبيبةُ أخْمد فيها اندهاش الشجرْ
أمس متنا بملْء دِمانا على وردنا
أمس متنا عميقاً على دمعنا في الوترْ
فلماذا بدمّي تبثّين صمتكِ أغنيةً للسفرْ
وكأني بكفيكِ أكبر من وطنٍ للغجرْ
فإلام نعلّق دمعاتنا في الجبين
قناديلاً تشربنا في السفرْ
لو تنامين قليلاً
سقطت وردة من دمي
وأنا في عيونكِ أحرس تيه القمرْ
...........................
الوردة الدافئة على جسر بغداد

أغلقي الباب خلفي ليمشي معي الآن قلبي
مشوا ..
تركوا ظلهم بأكفّ الأنين يدقّ شبابيك صدري
لأمشيِ... مشوا
أغلقي الباب خلفي
رأيت الفرات على بابنا واقفاً
و الحمام يقسّم ظهري على ساقه
أغمضي الآن قلبك عني لكي أتفقّد قلبي
وأمشي ... مشوا
حادي العيس ردّ الصدى
نام قلبي قبيل سقوط الندى
حادي العيس ..هم رحلوا
أمس سوّوا رياح الشمال ـ على عجل ـ جملاّ أعرجاّ
حادي العيس : في جرة ملؤوا أمس كل المدى
وعلى درب بغداد ألقت عليهم كواكبها ..
فبنوا ريحهم خيمة للردى
كسّروا ظلهم في المرايا
وردّوا لجيرانهم ملحهم
دثّروني بحبر الوصايا
وشدّوا على جرحهم حبق الدار ...
قاسوا هنا ... كل أضرحة الآفلين بقاماتهم
وعلى جسر بغداد ألقوا عصا الحلم
أحصوك في ليلهم نجمة نجمة
كان ينقص أقواسهم هدبك الحلو
ناموا على لونه دمعة دمعة
....
حادي العيس : قلبيَ هذا ...وليس بركبك
خلّي الطيور عليه تسوق بلادي إليْ
بيننا حبل هذا الحنين أضيع إذا فـَـلَـتَ الآن مني الأنين
على جسر بغداد ردت عليّ دمي
لم تكن وردة
غير أني انحنيتُ
وأنَّ العصافير تشبهني
إن مشيتُ على ذهَب الجرح بالروح حافية ً
حاديَ العيس إنْ طال ليلكَ في شعرها دارِها
طال عشب الغناء على دارَها
حادي العيس ماذا جرى
يأكل الطير قمصانها
ويلوك صفير غيابي
على البعد إني أرى الحاسدين على مقعدي
شربوا قهوتي .. الصبحَ في صوتها
و أرى كيف نامت على أواني الضيوف
الذين بأصواتهم سكنوها
على البعد إني أرى
كيف أغفت حنيني ونامت
وكيف على دفتر الأدب الجاهلي
بدلت عطرها
كلما مرّ ليل على صمتها
أطعمت نجمه كل نعناع أسرارها
وعلى ليل بغداد ألقت كواكبها
لم تكن وردة ً
شمّها الطير.. لّما ـ على درب بغداد ـ
أنّ الذي نام فيّ من عطرها
وشممتُ قميص الجبال
يردّ ُ عليّ بياضي دمي
حادي العيس : ردّ عليّ المنام ْ
أمس قد أطعموا الذئب لحمي
ولم يسجد النجم لي بعد...
يعرفني نخل بغداد
يعرف ما خبّأ الصمت في قلبها من حمامْ
عندما يغفو البحر
تطلع أعينها العسلية نجماً يشاجرُ نجما
سرو بغداد يعرفني من علوّي بأعينها
ِانشققنا أليفين من صخرة
قسّمتنا الرياح على مهَلٍ
فبقينا شقيقين ... رسما
حادي العيس هم ودّعوني ..وما سلّموا
وكأنّ...نسوني على جسر بغداد
لمّا نسوا في يدي يدهم ؟؟
آخر الليل يمتدّ شعري.. بعيداً
فتشْـددني منه بنتي إلى وطني
أغلقي نصف قلبك أكتب رصيف الرؤى
واتركي نصفه للعصافير تحرس بوابة المدرسهْ
لنغلقها علينا صاغرين مدى
فأنا رحلةََ الملح في البحر
كم غسّل الدوحة َ البحرُ
كم شرّدته بشاطئها
نورساً من حجرْ
قل لها : مَنْ هو الأمس كان قمرْ
إنه الآن صار صورْ
قل لها لم تكن وردة
غير أني على جسر بغداد
لما تفقّدتها ..رجفتْ في دمي
وردةً دافئهْ .

مؤلفات د. خالد زغريت :

- المجموعات الشعرية:
1) الثريا في ليالينا نائمة
2) للجرح شكل الوتر
3) ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
4) مرايا المعاني.
5) عشاء حمص الأخير
6) رأيت وردت الدبلان
7) القندريس على دروب البوير
8) فاضلة بالطرة بالنقش رذيلة
9) العزف شرقي و النايات سريالية
10) وطني ظلّ السنونو
11) الآن الوعل يجر غابته بعيدا
12) بستان الديوان
13) غششت بالدمع الأطلال أضحكت الخراب
14) ديوان الأربعاء
15) همس بوجه الريح.
- المجموعات القصصية :
16) حرف العين الذي فقأ عيني .
17) صديقي الذي صار عنزة .
18) لو كانت الكرافات حمراء.
20) الضحك من لحى الزمان .
21) قلق أممي من الباطرش الحموي.
22) الطريق إلى الهفا.
23) وحطوا رأس الوطن بالخرج.
24) قصص أقصر من سبابة أطول من إبهام.
- الرواية
25) خربة العنز
‌- المقامة
26) مقامات وقف السرسرية
‌- النثر الفني
27) الأبالسة الثلاثة زائد واحد
28) زمن المضاف إليه
29) ركن هادئ للبنفسج
‌- ومضات نثرية
30) قناديل الحكمة
31) الدومري لا يطفئ عيونه
32) فرس تتعثر بظلال الغيوم
- المقالة
33) العين الثالثة
34) الحفر على موج العاصي
35) رصيف الرؤى.
- مقالات سياسية :
36) الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة.
37) التاريخ يكتب بسبابته.
38) رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج.
39) سهرة مع المهاتما غاندي وعنزته على كأس متة .
- دراسات في الأدب القديم
40) جماليات تأثير اللون في شعر الأغربة الجاهليين
41) القيم الجمالية بين الشعر الجاهلي و صدر الإسلام
42) أوراق في قضايا الأدب الجاهلي
43) عتبات في أدب صدر الإسلام
44) إضاءات في قضايا الأدب الأموي
45) مقدمات في قضايا الأدب الأندلسي
46) الكاريكاتور الشعري في العصر العباسي
47) مشاهد شعرية نادرة في التراث العربي
48) الأنوار المحرمة في التراث العربي
49) في مدى النظريات الجمالية ( دراسات تطبيقية).
50- التجربة الجمالية (دراسات تطبيقية في الشعر العربي)

- دراسات في الشعر الحديث
51) خريف السيدة الأولى
52) أهرامات السراب
53)الصفير في وادي الشياطين (طبعتان)
54) الخلاص الجمالي في شعر الرواد
55) جدل الثقافات في الشعرية العربية الحديثة
56) حكمة الشاعر حين يصير حوذي الرياح – دراسة في شعر محمود درويش
57) الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس
58) هجرة الشعرية
59) الكتابة بالياسمين الشامي دراسة في شعر غادة السمان
60) الذات الأنثوية في الشعر النسوي
61) مقالات في دواوين شعرية معاصرة
62) قراءات في دواوين شعرية حديثة
63) أغان حائمة على سراج الروح (قراءات في الشعر العالمي)
-دراسات في القصة و الرواية:
64)جدليات الفكر و الفن في الرواية العربية
65) ضفاف اللغات في قصص دريد يحيى الخواجة
66) الأنماط الأسطورية في القصة النسوية
67)قراءات في القصة العربية
68) قراءات في السرد العالمي
- دراسات في القرآن الكريم
69) روعة مشهد يوم القيامة
70) تجليات إدارة الجودة الشاملة في سورة القصص
- دراسات في التراث:
71) أصداء عميقة في ذاكرة التراث
72) أضواء على أفكارهم.
73) قراءات في الكتب.


المحتوى


الإهداء 4
هذه القصائد 5
الصدى ما فرّ مِن طرقي 6
للجرحِ شَكْلُ الوَتَر 7
لا تفسدوا في الياسمين صفائي 8
شقيقان نحن..... يا قمر؟؟؟ ؟ 10
هي الأرضُ خطوتي الضائعة 13
هَبْهُ القَلَمُونَ 16
لمن يغنّي البحرُ 18
ضحكٌ أقلّ من أسود 21
كأنّ في عينيكِ ميناء المراثي 23
وغرقتُ في المرايا 25
بقيّةُ السؤال 28
بريءٌ ياسميني من دماكَ يا أخانا 31
ما لي جبينان لأنقسم 33
ولدٌ يغنّي في زحمة الموت 35
الرقصُ تحت أضواء بابل 38
عيناكَ وضاءتان بعنف 40
حمـــص 43
هدهدٌ إلى إشعار آخر 46
ينهش الطير لحم القصيدة من جبهتي 49
غزالي من ورق 51
حائط الياسمين 52
حتى أصير ملاكا صغيرا 54
لنحظى بأُمّ شفيفة 58
لا تمتْ لَعِباً يا ولد 61
لؤلؤة الفضيحة 62
للصمت ضوءُ القمر 65
الوردة الدافئة على جسر بغداد 67
مؤلفات د. خالد زغريت 71
المحتوى 74

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع