طعنات في قلب الحياة

عائشة سلطان

طعنات في قلب الحياة

عندما انتشر خبر محاولة قتل الأديب المصري نجيب محفوظ على يد شابين ينتميان لتنظيم متطرف، في 14 أكتوبر 1994، بدا الخبر ظالماً وصاعقاً بالنسبة لكثيرين، خاصة أن السبب الذي طُعن لأجله كان رواية أصدرها الأديب عام 1959.
ولم تُنشر في مصر بناءً على أوامر الأزهر ورغبة محفوظ في أن لا يتصادم معه، إلا أن الأمر بالقتل جاء من لندن عندما أفتى المتطرف «عمر عبدالرحمن»، المقيم هناك، بجواز قتله لتجرؤه على الدين! فكمن له شابان في مكان قريب من بيته، وفي اللحظة الحاسمة وجّها له طعنة في عنقه. توقف الزمن لحظتها ونُقل محفوظ لمستشفى الشرطة، ولم يعد بعدها كما كان.

وإذا كان محفوظ قد دفع ثمن كلمته، فإن ملكاً قبله بآلاف السنين دفع حياته ثمن إيمانه ببروتس صديقه الذي دبّر هو والآخرون الانقلاب عليه خلاصاً من ديكتاتوريته.
ففي عام 44 ق.م، تعرض يوليوس قيصر لهجوم من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، بقيادة كاسيوس وصديقه بروتس، وعلى الرغم من تلقيه العديد من الطعنات، فإن قيصر استمر واقفاً حتى رأى صديقه بروتس يطعنه، فكانت طعنة بروتس هي الضربة الأخيرة القاضية التي جعلت قيصر يسقط لشدة الطعنة وصدمة الخيانة، وهنا كانت تلك العبارة التي خلّدتها مسرحية شكسبير: «حتى أنت يا بروتس.. إذاً فليمت قيصر».

الطعنات من الخلف قد تأتي بسبب الحب كذلك، ففي ديسمبر 1993، وهي في عمر العشرين، كانت بطلة التنس مونيكا سيلش المصنفة الأولى عالمياً، تسير بثقة في عالم يعج بالأساطير في هذه اللعبة، الذين أطاحت بهم سيلش سريعاً في انطلاقها نحو القمة، ولعل أشهرهم الأسطورة الألمانية شتيفي جراف، وباتت تتحرك وكأنها خلقت لا تعلم ما الذي يخبئه لها من مفاجآت.
فبينما كانت تخوض مباراة عادية في بطولة هامبورج، اقترب منها أحد المتفرجين في فترة الاستراحة، وغرس سكيناً في ظهرها أمام أنظار العالم، كانت الطعنة قاب قوسين أو أدنى من الرئتين، لكن مونيكا نجت بأعجوبة، إلا أن شيئاً مات فيها وفي روح اللعبة، لقد طعنها ذلك الرجل انتقاماً لمعشوقته الألمانية شتيفي جراف التي أزاحتها مونيكا عن عرش اللعبة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع