خميني والشياطين..ما تحت الطاولة غير ما فوقها!!

أحمد العبدالله

خميني والشياطين..ما تحت الطاولة غير ما فوقها!!

دخل ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ(ﺨﻤﻴﻨﻲ), ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ, ﻓردّ عليه(ﺨﻤﻴﻨﻲ)ﺍﻟﺴﻼﻡ, وسأله؛ ﻣﻦ أﻧﺖ؟.. ﻗﺎﻝ: أنا ﺗﻠﻤﻴﺬﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.. ﻗﺎﻝ؛ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ؟.. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻠّﻢ ﻣﻨﻚ.. ﻗﺎﻝ(ﺨﻤﻴﻨﻲ):ﻭﻣﺎﺫﺍﺗﺘﻌﻠّﻢ؟!..ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻮﻱ ﺃﻭﻻﺩﻩ, ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥﻳﻘﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻨﺪﻣﻮﻥ ﻭﻳﺘﻮﺑﻮﻥ, ﻓﻴﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ.. ﺃﻣﺎﺃﻧﺖ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﻠّﺘﻚ فقد ﺃﻗﻨﻌﺘﻢ أتباعكم؛ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻳﺘﻘﺮّﺑﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟله ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺑﻮﻥ!!.

وهذا الحوار المُتخَيّل, هو تعبير دقيق عن حقيقة هذا الدجال الذي تفوّق على(إبليس)ذاته في نفاقه وخبثه وإجرامه. وهو أول من أدخل مصطلح(الشيطان)كمفردة تتكرّر باستمرار في خطابه السياسي. إذ أطلق تسمية(الشيطان الأكبر)على أمريكا, وكانت شعاراته الصاخبة بلعنها, تصمّ الآذان، ويتوعّدها بالموت والدمار, وتحويل البيت الأبيض لـ(حسينية)!!. ويهدد إسرائيل بمسحها من الخريطة وإزالتها من الوجود, ونعَتها بـ(الشيطان الأصغر), ولم يوفّر كلمة لاذعة في وصفهما. وكل ذلك في العلن وفوق الطاولة, أما في الخفاء, فهم ينامون في فراش واحد, والعلاقة التخادمية بينهم(سمن على عسل)!!.

وفي الوقت الذي كانت تبدو العداوة, في الظاهر, مستحكمة بين إيران وأمريكا في ثمانينات القرن الماضي، كانت تعقد سلسلة من المفاوضات السرية بين الطرفين، تُوّجت باتفاق باريس الذي وقّعه؛ جورج بوش، الذي كان آنذاك نائبا للرئيس ريغن، مع رئيس الوزراء الإيراني، وبحضور مندوب عن الموساد الإسرائيلي. وبموجبه تبيع إسرائيل أسلحة متطورة لنظام خميني الدجال لمقاتلة العراق؛ تشمل ثلاثة آلاف صاروخ(تاو)ضد الدروع, وصواريخ(هوك)المضادة للطائرات, إضافة لقطع غيار لطائرات الـ(فانتوم). والتي افتضحت تفاصيلها المخزية في أواخر عام 1986, وعُرفت بـ(فضيحة إيران غيت).

وكانت أولى الفضائح قد انكشفت في الثامن عشر من تموز عام 1981، إذ رصدت الرادارات السوفيتية هدفا جويا يقترب من مجالهم الجوي. فاعترضته مقاتلة سوفيتية, ليتبيّن إنه طائرة مجهولة، فتمكنت المقاتلة من إسقاطها فوق الأراضي السوفيتية. ليتبيّن إن الطائرة كانت تابعة لشركة أرجنتينية، وأنها كانت في رحلة العودة من طهران, بعد أن أفرغت حمولتها من الأسلحة الأمريكية. وكانت قادمة إلى إيران من تل أبيب!!.

ووقّع رجل الأعمال الإسرائيلي وضابط الموساد السابق(ياكوف نمرودي)، وهو من يهود العراق، والذي عمل ملحقا عسكريا بطهران في الستينات, صفقة عسكرية مع نظام خميني, بقيمة أكثر من(135)مليون دولار. وبموجب هذه الصفقة، زوّدت إسرائيل الخمينيين بأسلحة متطورة وعتاد وقطع غيار. كما سلّم مستشارون إسرائيليون خططا عسكرية لقوات الحرس الثوري الإيراني خلال سنوات العدوان على العراق.

ويقول الرئيس الإيراني الأسبق(بني صدر)في مقابلة مع قناة الجزيرة؛ إن خميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت. وفي المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع؛ أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل، فاستغربت من ذلك، وقلت للوزير: من سمح لك بذلك؟!، قال:(الإمام الخميني)، قلت هذا مستحيل.. قال: أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. فسارعت للقاء خميني وسألته: هل سمحتَ بذلك؟, قال:(نعم..إن الإسلام يسمح بذلك، وإن الحرب هي الحرب)!!.

ويذكر(تريتا بارسي)؛أستاذ العلاقات الدولية في جامعة(جون هوبكينز)، في كتابه؛(التحالف الغادر..التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة)؛إن إيران وإسرائيل بحاجة لتصوير صراعهما الاستراتيجي الظاهري، على أنه صراع أيديولوجي(ديني). وإن الهاجس الرئيس لدى صنّاع القرار في طهران منذ عهد الشاه وحتى عهد خميني-خامنئي، هو الهيمنة على المنطقة، لإظهار إيران إنها ذات أهمية استراتيجية لواشنطن, كي تكون لاعبًا إقليميًا أساسيًا في الشرق الأوسط.

ويضيف(بارسي)؛إن إيران(الثيوقراطية)ليست(خصمًا لا عقلانيًا)للولايات المتحدة وإسرائيل، كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام حسين، وأفغانستان بقيادة طالبان*. فطهران تعمد إلى تقليد(اللاعقلانيين)من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية فقط, وهي اعتمدت(سياسة الإكثار من الصراخ, لكن مع القليل من الأفعال)!!.

ووصف مسؤولان رفيعا المستوى, يعملان في وزارة الخارجية الإيرانية, هما؛ مهدي صفري(نائب وزير الخارجية)ومحمد رضائي, لصحيفة(ويك ايند)الدانمركية, العرب بـ(البدو وهمج الصحراء)!!، وقالا في تصريحات للصحيفة الدانمركية, نقلتها عنها صحيفة(داغ بلادت)النرويجية,في عام 2016, إن؛(حضارة العرب طارئة ومرتبطة باكتشاف النفط في دول عربية)!!.

وأكد المسؤولان؛ تعاطفهما مع إسرائيل واحترامهما لها, بعكس العرب الذين يكرهون اليهود منذ القدم. وأضافا؛ إن مواقف إيران ضد إسرائيل, هي مواقف إعلامية, لغرض خداع العرب والمسلمين!!. وأعترفا بأن؛ تصريحات المسؤولين الإيرانيين المعادية لإسرائيل والغرب, هي(تصريحات فقاعية)لكسب ثقة الشعوب الإسلامية، وتحقيق حلم الثورة الخمينية بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي. وإن(الحلم الفارسي)قد تجدّد بعد سقوط نظام صدّام حسين, الذي وقف في وجه هذا الحلم.

وبتاريخ 14 حزيران 2024، كشفت صحيفة(جيروزاليم بوست) الإسرائيلية عن تفاصيل رُفعت عنها السرّية مؤخرًا، عن قيام إسرائيل بتقديم الدعم الاستخباراتي والدعم بالأسلحة والمعدات والتدريب للنظام الإيراني، خلال حرب الثمان سنوات ضد العراق, وقُدّرت قيمتها بحوالي 500 مليون دولار سنويا. كما ان المخابرات الإيرانية عاونت إسرائيل بعملية الهجوم على مفاعل تموز العراقي النووي عام 1981، إذ زودتها بالمعلومات التي مكنتها من استهداف المفاعل وتدميره!!.

وفي مقابلة للرئيس الإيراني الحالي(بزشكيان)مع صحفي أمريكي, نُشرت في 7 تموز 2025, يقول فيه؛(إن شعار الموت لأميركا، لا نقصد به الشعب الأميركي, ولا حتى المسؤولين الأمريكان)!!. وفي تصريح آخر لبزشكيان أيضا في 16-9-2025, قال متوسّلا بالأمريكان؛(نحن أخوة للامريكيين.. ونحن لسنا طلاب حرب وإنما دعاة سلام )!!. وهذا إقرار صريح ومخزي منه, وبعظمة لسانه, إن شعاراتهم الفارغة عبر نصف قرن, هي للمتاجرة والضحك على المغفّلين والسُذج.

ومما تقدّم من وقائع, نستخلص؛ إنه رغم الصراع التنافسي الذي يطفو على السطح بينهما أحيانا, فإن إيران وإسرائيل يجمعهما هدف مشترك, وهو العداء للعرب والمسلمين, والسعي لإضعاف دولهم بتفكيك النسيج الإجتماعي, وإشعال الحروب والنزاعات الطائفية والعرقية, وتجنيد شراذم يرتبطون بهما لتحقيق مآربهم الخبيثة بغرض السيطرة على أرضهم وثرواتهم. وكانت إسرائيل أحيانا تسخّر إيران لخدمة أهدافها. كما لا يمكن إغفال العامل التاريخي, يوم تآمر الفرس واليهود لإسقاط الدولة البابلية قبل 2600 سنة.

**************

* كان أهل السُنّة في أفغانستان هم وحدهم من جاهد الاحتلال الروسي لبلدهم على مدى عشر سنين قاسيات؛(1979-1989), حتى أجبروه على الرحيل مهزوما مدحورا. أما الأقلّية الشيعية(الهزارة)فقد امتثلوا لأمر الدجال خميني, بقوله لهم:(يا شيعة أفغانستان.. إن جهادكم يبدأ بعد خروج الروس)!!. وهذا هو ديدن الأغلبية من الشيعة في كل مكان وزمان.. مطايا للغزاة, وخنجر غدر في ظهور المسلمين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع