سعاد عزيز
عن تزايد الاعدامات في إيران
التصريحات العنترية الهوجاء والسعي لإبراز العضلات المترهلة أساسا من جانب مسٶولي النظام الايراني في سبيل إظهار ثبات النظام وتماسکه أمام الاحداث والتطورات الدولية والاقليمية التي باتت تسير بسياق مضاد تماما لما کان يرغب به هذا النظام ويحلم به، لم تعد تلفت أنظار الاوساط السياسية والاعلامية بل وحتى تعتبر مجرد فورة إنفعالية لا تقدم ولا تٶخر.
بالامس، عندما کان الارهابي المقبور قاسم سليماني يصول ويجول في عواصم أربعة بلدان في المنطقة ويتصرف کالحاکم المطلق لها، فإن خليفته اسماعيل قاآني الذي يحذر من الظهور ويقلل زياراته لبعض البلدان ولاسيما العراق، فإنه يختفي کالجرذ المذعور خوفا من إقتناصه وإرساله الى حيث أرسلوا سلفه، وبصورة عامة فإن النظام وبشکل خاص خلال الاشهر والاسابيع الاخيرة والتي توجت بإعادة تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية، يشعر بحالة من الخوف والهلع غير العادي ولاسيما من إحتمال إنفجار الاوضاع بوجهه وإندلاع الانتفاضة الحاسمة التي يخشاها، فإنه وکعادته ومن أجل بث حالة من
الرهبة، فقد بات يزيد في عدد الاعدامات التي يتم تنفيذها، ووفقا للتقارير الواردة حتى ظهر يوم الثلاثاء، أعدم النظام 31 سجينا في يومي الأحد والإثنين 28 و 29 سبتمبر 2025 وحدهما، ليبلغ إجمالي عدد الإعدامات 51 شخصا في الأسبوع الأول من هذا الشهر.
وهذا يحدث تزامنا مع لجوء النظام الى القتل الممنهج عبر الحرمان من العلاج في سجون إيران حيث إن سياسة الحرمان من العلاج هي إحدى أحلك الصفحات في سجل نظام ولاية الفقيه، وهي انتهاك ليس فقط للقوانين الدولية، بل حتى لقوانينه الداخلية. لكن ما هو واضح أن هذه السياسة لم ولن تتمكن من كسر إرادة السجناء السياسيين، بل أصبحت دليلا على ضعف النظام وتآكله، وشاهدا على أن إرادة المقاومة أقوى من جدران السجون وأساليب القمع.
والذي يوضح أکثر مدى ومستوى حالة الخوف والهلع لدى النظام من إنفجار برکان الغضب الشعبي بوجهه ولاسيما مع تزايد نسبة الاحتجاجات ونشاطات وحدات المقاومة بوتائر باتت تلفت النظر، هو إن النظام لجأ الى تشديد الرقابة وتحرکات الشباب الايراني، إذ أنه وکرد فعل على الاحداث والتطورات المتسارعة التي تلف الحبل أکثر حول رقبته فإنه وبمجرد أن أصبحت العقوبات أمرا مؤكدا، أصدر القضاء التابع للنظام تهديدا مروعا لجميع وسائل الإعلام. وفي بيان له، حذر مكتب المدعي العام في طهران وسائل الإعلام من ضرورة "توخي الحذر الكافي واللازم في نشر الأخبار" وعدم السماح بأن تصبح منابرها "مكانا لزعزعة الأمن النفسي للمجتمع"، متوعدا بأن أي انتهاك سيقابل "برد مناسب" وإن توقيت هذه "الفترة الزمنية الحساسة"، كما يسميها النظام، ليس من قبيل الصدفة، فهو يتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، وهي فترة يخشى فيها من تعبئة الشباب في المدارس والجامعات.
ويتم فرض هذا التضييق من خلال حصار رقمي متعمد. فوفقا لتقرير صادر عن "سبيد تست" في أغسطس 2025، تحتل إيران الآن المرتبة الكارثية 139 عالميا في سرعة الإنترنت، وهو مؤشر واضح على سياسة الدولة لخنق المعلومات ومنع انتشار المعارضة.
651 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع