وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٣٢

ذو الفقار

وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٣٢
حصريا لمجلة الكاردينيا

مقدمة
عطفا على مقالاتنا السابقة، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر واعتزاز على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي، ونزار حمدون، وعبد الجبار الهداوي، ووهبي القره غلي، ووداد عجام، ورياض القيسي، واكرم الوتري، وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم، نجوم لامعة في سماء الدبلوماسية العراقية بريقها مستمر حتى بعد وفاة من مات منهم رحمهم الله تعالى. اما سفراء الاحتلال فهم اضحوكة أمام بقية السفراء، وزير الخارجية الخبل إبراهيم الجعفري يجمع السفراء ليتحدث لهم عن أهمية زواج المتعة، وسفير عراقي يسأل سفير عربي عن زوجة بابا الفاتيكان (البابا لا يتزوج)، وسفير يعلم سكرتيرته قيادة السيارة وهي في حضنه، وسفير يهرب السكاير والمشروبات الكحولية، وسفير في لبنان يمسك قاذفة (آر بي جي سفن) معلنا تضامنه مع حزب الله، وسفير في اليوم الثاني من اعتماده يرتكب فضيحة جنسية، وسفير يسمي السفيرة (مستر)، وسفير في بولندا يسلم أمور السفارة الى عشيقته العراقية المتزوجة من رجل بولندي، وسفير يستقبل الضيوف بالشحاطة، وآخر يخرج للقاء الجالية بالدشداشة .. وهلم جرا، انهم سفراء دمج.

قائمة السفراء الجدد
تم تسويق قائمة أسماء السفراء الجدد في البرلمان العراقي في 26/8/2025 بنصاب غير مكتمل وفق تصريحات نيابية ، وتضم (112) اسماً بينهم يزن نجل السياسي مشعان الجبوري، وعبد الباسط نجل رئيس مجلس النواب محمود المشهداني واقارب زعماء الإطار وغيرهم . الغريب ان المشهداني سبق ان اصر بعدم تمرير القائمة لكن بعد إضافة ابنه الى القائمة وافق، مع ان القائمة لم تكن ضمن جدول اعمال الاجتماع، وقائمة السفراء الجدد أرسلت للبرلمان من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعد الإنفاق عليها من قبل زعماء الاطار، دون اطلاع النواب على السيرة الذاتية للسفراء الجدد، بل رفض رئيس البرلمان تزويد النواب بسيرة السفراء حتى بعد التصويت على القائمة، لكن لماذا رفض المشهداني تزويد النواب بسيرة السفراء حتى بعد التصويت على القائمة؟ الا يعني هذا وجود ما يريب في السير؟ ثبت بما لا يقبل الشك فقد تحولت المحاصصة في وزارة الخارجية من محاصصة حزبية الى محاصصة عائلية، وفق معايير الديمقراطية العراقية!!
الطريف في الأمر ان احد السفراء متهم بالإرهاب والاختلاس والاعتداء على موظفين واخلي سبيله بالعفو.
الحق يقال هذا هو افضل من يمثل العراق اليوم، فهو يحمل كل صفات الحكومة.

الحقيقة عن طاهر حبوش ونزاهته وخيانته
ذكر لي احد الموظفين الدبلوماسيين بأن سفير العراق في احد الدول الاوربية (فيصل البندر) أعطاه حقيبة مع رسالة وطلب منه ايصالها الى رئيس جهاز المخابرات العراقي طاهر حبوش، نظرا لتمتع الدبلوماسي بإجازة يقضيها في العراق لمدة أسبوعين، بعد وصوله الى العراق، ذهب في اليوم الثاني الى جهاز المخابرات، وفي الاستعلامات طلب منهم السماح بالذهاب الى مكتب رئيس جهاز المخابرات لتقديم ما ارسله السفير للسيد حبوش، رافقه احد الموظفين الى مكتب رئيس جهاز المخابرات والتقى بسكرتيره (اعتقد اسمه زهير)، وقدم له الرسالة والحقيبة، وطلب منه السكرتير الانتظار ليدخل الى مكتب رئيس الجهاز، حيث كان يتكلم بالهاتف، استفسر السكرتير من الدبلوماسي عن نشاطات المعارضين في خارج العراق، فاخبره الدبلوماسي بانهم من الشيوعيين القدامى، وتركوا العمل الحزبي وانشغلوا بحياتهم الطبيعية دون أي نشاط حزبي ملحوظ، عقب السكرتير بالقول" صدقني المعارضة العراقية في الخارج معظمهم متعاونين معنا، حتى ملابسهم الداخلية نحن نشتريها لهم". بعدها دخل السكرتير على السيد حبوش، وخرج قائلا" الأستاذ اخذ الرسالة وأعاد الحقيبة "، (هدية السفير، كانت عبارة عن قاط أي سترة مع بنطال)"، رغم علاقة القرابة بين السفير ورئيس الجهاز لكنه رفض استلام الهدية مما يدل على نزاهته. يقول الدبلوماسي انه احتار في الهدية، واتصل بالسفير واخبره بما جرى، فأرسل السفير احد اقارب واستلم الهدية. اما عن خيانته فهذا امر مثير للغاية، فقد اجتمع الرئيس الراحل صدام حسين مع القيادة في منطقة في مدينة المنصور، وحضر اعضاء القيادة جميعا، في حين تخلف حبوش عن الحضور، وهذا يعني احد الاحتمالين.
أولهما: انه تواصل مع القوات الامريكية الغازية قبل الاحتلال، وهرب قبل دخول الامريكان او بمساعدتهم الى دولة خليجية.
ثانيهما. انه توصل الى ان النظام البعثي على وشك الانهيار، وان الاحتلال الأمريكي سينتصر، ولا جدوى من البقاء في العراق، وكلاهما أمرٌ من الآخر.
اظن الاحتمال الأول هو الأرجح لأن القوات الامريكية لم تلاحق الحبوش، ولم تطلب من الدولة الخليجية تسليمه، على الرغم من أهمية وخطورة مركزه، وما لديه من معلومات مهمة.

نماذج من عملاء في وزارة الخارجية بعد عام 2003

السكرتير اول فلاح حسن مطرود. نقل من جهاز المخابرات الى وزارة الخارجية، عمل لفترة في دائرة المنظمات الدولية، ونقل الى بعثة العراق الدائمة في نيويورك، ورشحه برزان للعمل في الوزارة بسبب كفاءته واتقانه اللغة الإنكليزية، طلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، ولم يعد الى العراق واختفى عن الساحة الإعلامية، ولم يكن له أي نشاط سياسي معارض.
المستشار محمد الحميميدي كان في منصب قيادي في الحزب الشيوعي العراقي/محافظة ميسان، وسلم ملفات الحزب في العمارة الى القيادة السياسية في العراق خلال العهد السابق، فتم تكريمه بنقله الى وزارة الخارجية واعطي منصب سكرتير اول، عمل في دائرة حقوق الانسان مع السفير بسام كبه، والسكرتير اول سعد عبد عون، والسكرتير الثالث شاكر العزاوي، وكان متمكنا من اللغة العربية اسوة بأبيه المعلم في مدارس مدينة العمارة، نقل الى نيويورك، وعندما صدر امر نقله الى المركز، طلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، وبعد عام 2003 عاد الى العراق ومنح لقب سفير وكان قريبا من الوزير هوشيار زيباري.
السكرتير الثالث سعد محمد رضا، كان كاتب طابعة في معهد الخدمة الخارجية، وقبل في الدورة (12) في معهد الخدمة، ولم يتمكن من اجتياز الدورة بسبب فشله في امتحان اللغة الإنكليزية، وقبل مرة اخرة في الدورة (13) ولم يتمكن من اجتياز الدولة، فنسب كمدير إدارة المعهد، ونظرا لقربه من أساتذة المعهد وبالتنسيق معهم، تمكن من اجتياز الدورة، وترقى الى سكرتير ثالث ونقل الى الخارج، وكان دبلوماسيا فاشلا، انظم الى جماعة اياد علاوي عندما علم ان الوزارة بصدد نقله الى المركز، وبعد عام 2003 منح درجة سفير، وارتكبا ابناه جريمة في البرتغال بالاعتداء على مواطن برتغالي في نادي ليلي واصاباه إصابة بالغة.
السكرتير اول رعد الآلوسي. مهرج معروف في وزارة الخارجية كان بدرجة سكرتير اول عندما نقل الى خارج العراق، وعرف بمقالبه مع الموظف الإداري احمد حربي فجعله اضحوكة في الوزارة، وطلب اللجوء السياسي عندما صدر أمر نقله الى مركز الوزارة، انضم الى جماعة اياد علاوي، بعد عام 2003 عاد الى وزارة الخارجية ومنح منصب سفير.
السكرتير الثالث حاتم الخوام
عمل كسكرتير ثالث في وزارة الخارجية في قسم الجفرة الخاص بالبعثيين من عضو عامل فما فوق، ونقل الى الصومال خلال الحكم السابق فرفض النقل لأنها دولة متخلفة بنظره، ونظرا لوجود قانون في الخارجية يحرم من يرفض النقل (5) سنوات من العمل في الخارج، هرب الى الأردن وعمل مع اعمامه وكانوا متنفذين في الأردن، ولكن عندما علمت الحكومة الأردنية بأن نساء الخوام يجتمعن في عاشوراء ويقمن مراسم عزاء ولطم، هددت الحكومة آل الخوام بطردهم من الأردن وتصفية أعمالهم، على اعتبار ان أعمالهن طائفية. بعد عام 2003 عاد الى العراق وعيين سفيرا في اليونان، حيث انتشرت فضائحه الجنسية بين أبناء الجالية العراقية بسبب علاقته مع سكرتيرته التي لا تتجاوز العشرين عاما، علاوة على سرقة أموال السفارة (النثرية، وتعمير السفارة) وخسارتها في صالات القمار.. ومن هذا المال حمل جمال.

ذو الفقار

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1033 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع