لن يستقيم حالنا إلا بالقرآن الكريم والسيرة العطرة والسنة النبوية المطهرة

احمد الحاج جود الخير

لن يستقيم حالنا إلا بالقرآن الكريم والسيرة العطرة والسنة النبوية المطهرة

بينما تواصل الفاشينيستات والبلوغريات والتيك توكريات العربيات، أسوة بالممثلين والممثلات، والمطربين العرب والمطربات،ممن أضفوا على كل واحد منهم ألقاب تفخيم رنانة،فهذه أميرة الإحساس ، وتلك النجمة الذهبية ، وأخرى الملكة ،وهذا الهضبة،وذاك النمبر وان،وآخرون نجم الجيل ، وأسطورة القرن،والبرنس، وسلطان الطرب،والكينغ، والقيصر – تخدير الأمة وتمييعها وتخنيثها وترقيصها على الواحدة ونص-،وفي الوقت الذي يحشد فيه الكيان الصهيوني المسخ اللقيط قواته،مستثمرا غرق الشعوب العربية إلا ما رحم ربك الى الأذقان، إما بالطائفية المقيتة الخرقاء، أو بالترفيه والتفاهة التسطيحية البلهاء، ليضع خططه، ويرسم خرائطه، ويكثف اجتماعاته تمهيدا لاجتياح مدينة غزة ، ووسط القطاع الجائع المحاصر بريا، تمهيدا لتهجير سكانه قسرا الى دول الجوار، أو الى دول ما وراء البحار ، للبدء بإقامة مشروع "ريفيرا ترامب" السياحي على ساحل القطاع المحاذي للبحر الابيض المتوسط ،وإذا بالمرشحة الامريكية لعضوية الكونغرس عن ولاية تكساس ، حفيدة كارتلات المخدرات الكولومبية - الأمريكية فالنتينا غوميز ، لصالح حزب عبد المال وسمسار الفنادق والعقارات وكازينوهات القمار والعملات المشفرة وبطولات المصارعة وملكات جمال العالم ،المدعو دونالد – أبو كذيلة - ترامب ، تظهر في مقطع فيديو مستفز للغاية وهي ترتدي فانيلة سوداء اللون مكتوب عليها اسمها وتحته رسم لبندقية أم 16 معلنة ما وصفته بـ"الحرب على الإسلام والمسلمين"،قبل أن تقدم على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام العدسة بقاذف لهب تحمله بيدها اليمنى وهي تصرخ "سأقضي على الإسلام في تكساس ،ساعدوني للفوز في الانتخابات حتى لا تضطروا للخضوع الى سلطة المسلمين الحمقاء وهم في طريقهم للسيطرة على الدول المسيحية !!" ، وغني عن البيان أن هذه العاهرة الكولومبية سبق لها وبعيد اقتحامها لتجمع للمسلمين هناك ،أن قالت ما نصه " لن أسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية هنا فهذه أمة مسيحية، عودوا إلى بلدانكم الـ57 الإسلامية ، لأن لا إله ها هنا في أمريكا إلا إله اسرائيل !!!”.

ولعل ما حدث هو نسخة حية مصغرة وبلا رتوش أبعثها على جناح السرعة الى كل من يعيد اجترار خلافات التاريخ ،والى كل من يحاول استهلاك وتكرار سجالات الماضي الفكرية والفقهية والكلامية والمذهبية تحت أية ذريعة كانت على نحو " هذا جهمي وذاك قدري..هذا معتزلي وذاك أشعري..هذا ماتريدي وذاك جبري..هذا سني وذاك شيعي..هذا صوفي وذاك سلفي..هذا كردي وذاك عربي..هذا تركماني وذاك أمازيغي ..هذا أزهري وذاك سروري" وهلم جرا من عناوين ومسميات تقال على سبيل التهكم والاستعلاء والسخرية والتسقيط والتنمر ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، يثيرها بين الفينة والأخرى بتحريض ودعم وإسناد من الوحدة الصهيونية 8200 ، كل رويبضة من الذباب الألكتروني ليشتت بها انتباه المسلمين عن الأخطار المحيقة بهم من كل حدب وصوب ، وليصرف بها أنظارهم عن عدوهم الحقيقي الذي يتربص بهم الدوائر، وليلهي جموع المسلمين عن مخاطر تداعي الأمم على بلدانهم وثرواتهم وخيراتهم كما تداعى الأكلة على قصعتها ،وليشغل المسلمين بكل ما سلف عن بناء حاضرهم ومستقبلهم، وليشق بالخلافات المقيتة صفوفهم، وليمزق بالجدالات العقيمة وحدتهم، وليفت بالنزاعات المثارة في عضدهم، وليهدر بها طاقاتهم ، وليضيع أعمارهم ، وليبدد جهودهم ، وليميت أوقاتهم ، وليختلس أموالهم،وليثير الفتن بين المسلمين في وقت يتآمر فيه عليهم وعلى نبيهم وقرآنهم وبلدانهم وشعوبهم ورموزهم ومقدساتهم،الشرق والغرب بقضه وقضيضه على حد سواء،وحري بكل من يثير الخلافات الماضية، أو يستدعي الخصومات الفكرية الغابرة لمرض ما في قلبه،ولهدف خبيث ما في نفسه، أن يعي ،وأن يرعوي،وأن يدرك حجم المؤامرة الكبرى التي لن تستثني مذهبا ولا طائفة ولا قومية ولا أثنية ولا بلدا ولا شعبا مسلما على سطح الكوكب قط ، فالكل سيؤكل تباعا ليُقدَمَ مقليا ومشويا ومسلوقا ومتبلا مع المقبلات والخمور على موائد الرأسمالية والفاشية والصهيونية والعنصرية والأحزاب اليمينية المتطرفة ، ومثلها الماركسية واليسارية العالمية الملحدة الشاذة المنحرفة، منذ أن سُمِحَ بأكل الشعب الأبيض= شعب غزة، من دون مواجهة رسمية تتماهى مع مستوى الكارثة، ولا حراك شعبوي يتوازى مع حجم الطامة، ولا مجابهة دبلوماسية تذكر مع أن عدد المسلمين يربو على 2 مليار نسمة حول العالم ، وذلك مصداقا لقول من لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ﷺ حين سئل عن أسباب تداعي الأمم على المسلمين تداعي الاكلة على قصعتها " ومن قلة نحن يومئذ يارسول الله ؟" قال:"بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم،وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ"قالوا وما الوهن؟"قال"حب الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ".

وأضيف ومع شروع الكيان المسخ اللقيط بتنفيذ مخططه "إي 1" القاضي بفصل شمالي الضفة الغربية عن جنوبيها وذلك في خطة استباقية لإجهاض مشروع ما يسمى بـ "حل الدولتين" التخديري ولاسيما مع إعلان العديد من الدول الأوروبية سعيها للاعتراف بدولة فلسطينية وبما أشكك فيه مطلقا وبالأخص ما يتعلق منه بفرنسا الديك ، وبريطانيا أم المصائب،ليطلق الكيان العنان لبناء الآف المستوطنات الجديدة التي تشق الضفة الغربية وتقضم معظم أراضيها، والضفة بوجود سلطة – عباس، التي نزعت منذ اتفاقات أوسلو، العقال والغترة والفانيلة واللباس – هي الضحية المقبلة ولا شك والتي ستنحر على مذبح اليمين الصهيوني المتطرف بسكاكين وخناجر الاشكناز و المزراحي والسفارديم والفلاشا، وبقية شذاذ الآفاق الصهاينة من طائفة الحريديم والحاسيديم الحاقدين على البشرية جمعاء والتي يطلقون عليها مصطلح "الجوييم" تعاليا واستكبارا واحتقارا ، وفي صبيحة اليوم التالي فور الفراغ من قطاع غزة، وهذا ما قد بدأ فعليا من خلال تكثيف اقتحامات الضفة، ومهاجمة مصارفها وبنوكها ومحالها ومنازلها ومخيماتها مع اعتقال العشرات من أبنائها ، واحراق ممتلكاتهم وعجلاتهم على يد المستوطنين بمساعدة الجيش والشرطة الصهيونية !

وأقول لا تستضيفوا أبواق الكيان بفضائياتكم فهذه ليست حرية رأي وإنما تصرف مشبوه ،أو أرعن ، أو غبي ، ولا غرو أن (التطبيع المموه الناعم) هو الأخطر بين كل أشكال التطبيع الأخرى المناظرة لأنه هو الممهد لاتفاقات ابراهام ، وصفقة القرن والديانة الوهمية المسماة جزافا بـ " الابراهيمية " حرفيا من خلال تشكيل وعي عربي جمعي أكثر قبولا لرواية الكيان،وأشد تصديقا لتلفيقاته وأكاذيبه ، واستيعابا لوجهة نظره،وأقل عدوانية تجاهه،وقد كتب في ذلك العديد من الكتاب يتصدرهم الكاتب الصهيوني يونتان جونان،قبل10 سنين خلت وبما لخصه في مقال له بعنوان"استراتيجيات ناطقي الجيش العبري في القنوات العربية"..

وعادة ما يتضمن،أو بالأحرى يتسلل هذا التطبيع المسموم المموه الناعم من خلال استضافة عشرات الكتاب والإعلاميين والأكاديميين والمؤرخين والباحثين الصهاينة في قنوات عربية بصورة شبه دائمية يتصدرهم ايدي كوهين، وأفيخاي أدرعي ،لينفثوا سمومهم الزعاف،وليعرضوا وجهة نظرهم بكل ثقة وأريحية مع استعراض القوة، مقابل الرد على حجج خصومهم، ومحاولة تفنيدها أو تكذيبها فضلا عن الحط من قدر المقابل واظهاره بمظهر الضعيف المنكسر هو وحكومته بلاده وشعبه، وبما انطلى على كثير من الشباب العربي التائه وسط كم لا يحصى من الترفيه والمغريات، حتى أن تغريدات هذين الثعبانين على إكس ( = تويتر سابقا ) باتت تحظى بتفاعل مئات الشباب ولاسيما حين يثيران النزعات الطائفية والقومية التي يجيدان اللعب على أوتارها لكسب ود فريق وتحريضه ضد آخر ، أو العكس مشفوعا بصب الزيت على نيران العصبيات لتأجيجها، لأن أصل – فخفخاي بعبعي = عراقي ، ولأن أصل صنوه كوهين = لبناني ، وقد تركت للتو قناة عربية مهمة وهي تستضيف "الباحث اليميني المتطرف غولان برهوم" ليدلي بدلوه ولينفث سمومه الناقعة قبل الضيف العربي على الطرف الآخر الذي تذرعت القناة بعدم جهوزيته للظهور ولوجود مشاكل في الصوت من المصدر !! فانطلق برهوم متفوها بكم لا يحصى من - الخريط - ليستعرض من خلاله وجهة نظر الكيان المسخ اللقيط ، والذي يعد "برهوم أفندي " أحد الأعضاء البارزين في مركزه الدولي للدبلوماسية العامة ..

أما لماذا استضافت القناة العربية خمس نجوم الدعي الآفاق برهوم بوجود عدد لا بأس به من الباحثين والمفكرين والأكاديميين العرب النجوم ؟! فالجواب هو لتبرير الأجندة ، وتسويق البروباغندا الكيانية ، وبغية الدفاع عن تصريحات مستفزة أدلى بها عدد من ساسة الكيان مؤخرا تزعم بأحقيته في السيطرة على الاردن كاملة هذه المرة ،مع التمهيد لاحتلالها وضمها الى اراضيها لأن ضفة نهر الاردن الشرقية أرض تابعة له منذ قديم الازل !

ومن أشكال " التطبيع المموه الناعم " استضافة الفرق الرياضية " تحت يافطة الرياضات الأولمبية والبارالمبية ، والمنافسات الدولية والقارية "، ومثلها استضافة الفرق الفنية والموسيقية وأحيانا الروحية تحت شعار "السياسة تفرقنا إلا أن الموسيقى والسمو الروحي وتدويخ الجمجمة ..توحدنا !!"، وعلى منوالها الوفود الدينية الكيانية وتحت شعار "حوار الأديان"، مع تسليط الأضواء الكاشفة عليها جميعا ، والترحيب المبالغ به بأعضائها والحرص على استضافتهم عبر الاذاعات والقنوات العربية بزعم الأخوة الانسانية ، والأخلاق الرياضية ، والوحدة الثقافية ، وتلاقح الأفكار البشرية ..

وإن كنت أعجب فعجبي" كيف يهدد الكيان جهارا نهارا باحتلال الأردن والضفة الشرقية على غرار الغربية ، وإعادة احتلال سيناء مجددا ، وضم الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة السورية والى الأبد ،مع إقامة منطقة صناعية عازلة بادارة أمريكية جنوبي لبنان، ثم لا تسمح السلطات المحلية في كل هذه الدول مجتمعة بخروج تظاهرات حاشدة منددة بهكذا تصريحات إعلامية ستتحول لا محالة الى وقائع ميدانية على الارض، في حال لم يكن الرد الشعبي والرسمي مناسبا وبمستوى الحدث وبما يوازيه في القوة ، ويعاكسه في الاتجاه .

 

لنتعلم قليلا من هؤلاء ...

برغم كم المؤلفات الاستشراقية الهائل وبما يوازي 60 ألف كتاب ألفت معظمها للطعن برموزنا ومقدساتنا وعلمائنا خلال ثلاثة قرون حاولت غسل عقول الاوربيين وتشويه صورة الاسلام والمسلمين متأثرة في بعض ما ذهبت إليه بالشعوبية الحاقدة وحركاتها الباطنية المشبوهة على مر التأريخ، وإذا بمايكل هارت يؤلف كتابه” العظماء مائة وأعظمهم محمد” قائلا عن السبب في ذلك ،إن “اختياري محمدًا ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون إتمامها” = انا كفيناك المستهزئين.

وهذا ما قاله الشاعر المسيحي جاك شماس :

إني مسيحي أُجِلُّ محمدا.. وأجل ضادا مهدُه الإسلام

وأجل أصحابَ الرسولِ وأهلَه.. حيث الصحابة صفوة ومقام

أودعت روحي في هيام محمد.. دانت له الأعراب والأعجام

و لسان حاله يردد ماقاله الشاعر المسيحي المغترب جورج سلستي ، في حق النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة بعنوان “نجوي الرسول الأعظم” :

يا سيدي يا رسول الله معذرةً إذا كبا فيك تبياني وتعبيري

ماذا أوفيك من حق وتكرمةٍ وأنت تعلو على ظني وتقديري!

ولم يختلف الحال مع باني أول مسجد في انكلترا عبد الله كويليام ، المولود عام 1856 بمدينة ليفربول الانجليزية ،وقد درس القانون وأصبح محاميا عام 1878، ليعتنق الإسلام عام 1887 ويغير اسمه الى "عبدالله كويليام" قبل أن يشرع ببناء أول مسجد في إنجلترا عام 1893 ،أتبعه بمعهد ليفربول الإسلامي ،ومن ثم افتتح مدرسة للبنين وأخرى للبنات ، و دارا للأيتام ،وأصدر مجلة ”الهلال ”الشهرية ، ومن مؤلفاته كتاب (دين الإسلام) و ( أحسن الاجوبة ) حتى لقب بـ شيخ الجزر البريطانية قبل وفاته عام 1932 .

ومن أشهر مقولاته ،" قرأت القرآن المترجم ،وكتاب الأبطال لتوماس كارليل ،والعديد من الكتب الأخرى ، وعندما غادرت طنجة كنت قد اعتنقت الإسلام واستسلمت لسلطته واعترفت بأنه الدين الحق" و " لا ينبغي على المسلمين حمل السلاح ضد بعضهم بعضا خدمةً لمصالح غير المسلمين".

كذلك هو الحال مع الساموراي الياباني "عمر ميتا" المولود عام 1892 لعائلة بوذية من محاربي الساموراي غرب اليابان ، الذي تخرج في "كلية التجارة " بجامعة ياماغوتشي عام 1916، ثم سافر الى الصين لغرض العلاج قبل أن يتعرف على إمام مسجد "نيوتشى" في بكين، ليعلن إسلامه رسميًا عام 1941 وأصبح اسمه "الحاج عمر ميتا "ليؤسس"المنظمة الإسلامية اليابانية " عام 1953، ومن أشهر مؤلفاته كتاب( فهم الإسلام) و ( مدخل إلى الإسلام ) وترجمة كتاب (حياة الصحابة).

بدأ بترجمة معاني القرآن الكريم وهو في الـ(69) ولم ينجز كتابه الا بعد بلوغه سن الـ 80 عاما ، لتكون ترجمته تلك الاشهر باللغة اليابانية وعدد الناطقين بها 130 مليونا ، توفي عام 1976 عن عمر ناهز 82 عاما .

وأما “ربحت محمدا ولم أخسر المسيح ..قصة إسلام دريد متي بطرس الموصلي”فهذا هو عنوان الكتاب البديع الذي ألفه الشيخ دريد متي بطرس الموصلي، وهو نصراني سابق كان والده شماسا في الكنيسة ، تأثر دريد كثيرا بآيات القرآن الكريم التي تتحدث عن مراحل تكوين الجنين ومراكز الإحساس في الجلد ونحوها فأسلم وزوجته – أم مريم –وحفظ القرآن الكريم كاملا وأجاد عددا من القراءات المعتبرة وأجيز بها على يد الحفاظ المعتبرين ، ليقوم بتأليف كتب عن القرآن أبرزها “احفظ القرآن كما تحفظ الفاتحة ” ،” ضبط بدايات ونهايات أحزاب وأرباع القرآن الكريم “، ” أسئلة وأجوبة بضبط الألفاظ المتشابهة في القرآن “بعدة أجزاء ، " الأربعون القرآنية "، " 900 سؤال وجواب في تدبر آيات الكتاب " وغيرها من الكتب المهمة التي تعنى بالقرآن الكريم .

وعلى منوالهم مترجم معاني القرآن الكريم الى الكورية "حامد تشوي" الذي أشهر ،اسلامه عام 1980 ، درس في المدينة المنورة،وحصل على الدكتوراه عام 1986 في جامعة "أم درمان "الإسلامية بالخرطوم، وكان عنوان أطروحته "الدعوة الإسلامية في كوريا"، شغل عدة مناصب أكاديمية في جامعة "ميونغ جي"، وترأس قسم الدراسات العربية والدراسات العليا فيها .

ويعد تشوي أول مترجم لمعاني القرآن الكريم الى الكورية وذلك بالاعتماد على النص الإنكليزي في ترجمة عبد الله يوسف علي، وتعدّ ترجمة الدكتور تشوي المرجع الرئيس والوحيد لنحو 200 ألف من مسلمي كوريا الجنوبية ، ويشغل منصب رئيس الاتحاد الإسلامي الكوري (FMK) .

قام بتأليف وترجمة (100) كتاب عن الإسلام ،أبرزها "كتاب حياة محمد ﷺ "، و" مختصر صحيح البخاري "، اضافة الى كتاب" الطريق لتعلم اللغة العربية" ، و" الأربعون النووية"، و" رياض الصالحين"، و " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" وكتاب "الحديث النبوي: تقاليد وعادات 1.8 مليار مسلم" وغيرها كثير ، ومن ثم ابتكر أول جهاز رقمي لدراسة القرآن ،وأول كتاب إلكتروني للتعريف بالإسلام باللغة الكورية .

وعلى منوال ما سبق قصة اسلام السياسي الهولندي الدكتور يورام فان كلافرن، و كان عضواً بارزا في البرلمان الهولندي عن الحزب اليميني "من أجل الحرية " ، قرر عام 2018 أن يؤلف كتاباً ضد الإسلام، بل وحاول تمرير تشريع لإغلاق جميع المدارس الإسلامية في هولندا، وعلى منوالها إغلاق كل مساجد هولندا مع حظر القرآن الكريم كذلك ولكن وأثناء البحث والتقصي والقراءة والمتابعة في كل ما يخص الإسلام بغية مهاجمته ولاسيما وأنه متخصص بالفلسفة والعلوم الاجتماعية، وإذا به يعجب بهذا الدين الحنيف أيما إعجاب فاعتنقه ليؤلف كتابا عن روعة الاسلام هذه المرة في عام 2019 بعنوان "مرتد من المسيحية إلى الإسلام "باللغتين الهولندية والإنجليزية ، مؤكدا على صفحاته بعدم صحة الأفكار المعادية لهذا الدين الحنيف في الغرب ، عادا إياها بالأيديولوجية الشريرة والمتخاذلة تجاه الإسلام " مضيفا بالقول "آمل أن ندرك كمسلمين في الغرب أن معظم غير المسلمين لا يقرأ القرآن أو الحديث،إنهم يقرأون أخلاقنا وأفعالنا وغالباً ما نكون المصدر الوحيد لديهم، لذلك دعونا نحاول أن نعيش مثل المسلمين الحقيقيين وهذه هي الطريقة المُثلى لإظهار الإسلام لغير المسلمين" وفقا لقناة "تي آر تي" التركية.

أما في الصين فدعوني أنقل لكم ما قاله الباحث والاكاديمي الصيني المسلم سعيد جمال الدين ما ينغ جغ، " لقد حاول بعض العلماء المسلمين في السنوات الأخيرة أن يدرسوا ويترجموا السيرة النبوية العطرة لتعريف الناس بالنبي ﷺ لكونه إنسانًا كاملًا ومثلًا أعلى في تاريخ البشرية" مضيفا بالقول، إن "مؤلفات العلماء الصينيين في السيرة والسنة النبوية قليلة إلا أنها كبيرة الأثر ومنها أربعة كتب مختصرة عن سيرة النبي ﷺ ، ألفت في خمسينات القرن العشرين وهي من تأليف كل من الصيني " ما فو لونغ" و "محمد مكين ما جيان "، وتشن كه " و" شيونغ تشن تسونغ"، أعقبها تأليف عدة كتب في الثمانينات على يد كل من " يوسف تشن كه لي"و" ما مينغ دأو" لتتابع المؤلفات بعد ذلك في عقدي التسعينات والألفينات على يد كل من "ما تشونغ يي" و " لي شو جيانغ" و " ما فو لونغ" و "وانغ جيون رونغ " و" لي لي " و" دين شي رن " وغيرهم ومعظمها قد ألفت بالصينية ، وبعضها تم ترجمته عن العربية ، أو الانجليزية ، أو الفرنسية الى اللغة الصينية وعدد المتحدثين بها يقرب من الـ 1.2 مليار انسان، وجل ما ذكر آنفا مقتبس عن بحث مطول للباحث والأكاديمي الصيني "ما ينغ جغ " وبتصرف غير مخل بالنص .

ولله در القائل في حضرة النبي الأكرم ﷺ ، ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى السنوية لمولده الشريف 1447 هـ ، وشعارنا لهذا العام هو (ولدت بمولدك الفضائل كلها..فانهارت الفحشا وزال المنكر) :

لكَ في قلوبِ العالمين محبّةٌ ..يا خيرَ مبعوثٍ بخَيرِ كِتابِ

جئتَ البريةَ هادياً ومُبشرًا ..بجمالِ وجهٍ باسمٍ وخِطابِ

أودعناكم أغاتي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

673 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع