بغداد متى تطيب الجراح ..

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 31 تموز/يوليو 2025 03:52

كتب بواسطة: نوري جاسم

نوري جاسم

بغداد متى تطيب الجراح ..

بغداد يا مجدًا لا ينكسر يا وجعًا لا يُنسى يا نبضًا يسكن القلب حتى وهو يتكسّر يا قصيدة لا تموت حتى حين تُقرأ بعيون باكية يا أم الحكايا وعرش الحروف وروح الزمان بغداد التي إن نامت الدنيا لا تنام وإن خانها القريب لا تخون وإن تراكمت عليها الأوجاع تنهض كالأسطورة وتلبس ثوب الكبرياء ...

بغداد يا قلب العالم النابض بالعقل والمعرفة يا مدينة الأنبياء والأولياء والمفكرين والشهداء يا أرض العلم ومهبط الفقه والفكر واللغة يا من كنتِ للعالم مصباحًا وللحضارة منارة وللإنسانية عنوانًا وللتاريخ ذاكرة لا تنضب يا من تحلمين رغم الخراب وتكتبين رغم الحصار وتولد الحياة من دموعك المتدفقة كشلال الروح ..

متى تطيب جراحك يا بغداد متى تستريح قبابك من الحزن ومآذنك من الغصة ونخيلك من الظمأ متى يعود دجلة يغني للسلام بدلًا من أن يرثي الشهداء، متى تفرح مكتباتك بطلابها بدل أن تغلقها الرصاصات متى تمتلئ مساجدك وصلواتك بالخشوع بدلًا من الخوف والحذر..

بغداد يا رسالة حبٍ إلى كل الدنيا يا وطنًا محمولًا في ذاكرة كل روح تعرف ما هو الجمال وما هو الجلال يا مدينة تختزن الروعة كأنها خلقت لتُبهر وتُلهم وتُفجر البطولة من العدم وتنهض من كل جراحها وكأنها لا تعرف المستحيل يا من تعلمين العالم كيف يقف حين يسقط وكيف يحلم حين ينام وكيف يحب حين يُخذل ..

سلامًا على بغداد حين يشتد الليل فتوقد شمعة الأمل في مآقيها سلامًا على بغداد حين يرحل عنها الجميع وتبقى وفية لأرضها وشعبها وتاريخها سلامًا على بغداد وهي تخط بدمها رسالة العشق الروحي إلى كل حرّ في العالم سلامًا على بغداد وهي ترفض الخنوع والخذلان والذل وتصر على أن تكون سيدة الكلمة وقبلة الأحرار ...

بغداد لا تحتاج منّا سوى أن نحبها بصدق أن نؤمن بها رغم كل شيء أن نكون لها لا عليها أن نكتب لها لا عنها أن نكون جزءًا من ضياء شمسها لا ظلّ خرابها ...

اللهم صلِّ على بغداد صلاة الطمأنينة المحمدية في القلب والسلام في الأرواح صلاة الياسمين العلية حين يزهر على شرفاتك القديمة صلاة الكوثر القادرية حين يتدفق في عروق ترابك صلاة من يحبك لأجلك لا لموقعك صلاة الكسنزانية التي تعرفك مدينةً لا تموت لأنها تحيا فينا كل لحظة وكل يوم ...

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ..