حياة رقمية (الهواتف الذكية) الحلقة الخامسة

                                                       

                             بقلم أحمد فخري

         

           حياة رقمية(الهواتف الذكية) الحلقة الخامسة
           


من لم يتسنى له الاطلاع على الحلقة السابقة من مسلسل حياة رقمية فبامكانه مراجعتها من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/56039-2022-10-20-10-31-30.html

لم يبقى انسان على وجه الارض، غني او فقير، كبير او صغير، ذكر او انثى الا واقتنى على الاقل هاتفاً ذكياً واحداً. فما هي حقيقة هذه الهواتف الذكية ولماذا وصفت بالذكية بالمقارنة بسابقاتها الغبية؟ هل كانت هناك فروق كبيرة بينهم؟ ام انه مجرد اسلوب تسويق ليس الا؟

عندما نبدأ الاجابة على كل هذه التسائلات نكون قد علمنا المزيد عن ما يحمله الهاتف الذكي من احشاء داخلية. لذلك سننظر الى الاثنين بشكل مفصل:
نظرة الى التاريخ
في عام 1849 قام المخترع الايطالي انتونيو ميچي باختراع الهاتف الاول. بعدها بخمسة اعوام قام المخترع الفرنسي تشارلز بورسول والذي بنى هاتفه بشكل مختلف عن سابقه الايطالي. لكن المخترع الامريكي الكساندر گراهام بيل اول من سجل اختراعه في عام 1876. بدأ بيل ابحاثه عام 1874 والذي كان لديه دعم مالي كبير مما اعطاه خطط تجارية كبيرة لادخاله الى السوق. ما بين عام 1877 - 1878 نصب اول خط هواتف واول بدالة اخترعت وأدخلت للخدمة. بعد ثلاث سنوات فقط كان هناك ما يقارب 49000 هاتف دخل الخدمة. بقيت شبكات الهواتف تشيد وتنصب في امريكا حتى بلغت في عام 1900م ما يقرب من 600000 نظام. وخلال الخمس سنوات التالي ارتفع العدد الى 2,2 مليون هاتف.ثم 5,8 مليون بحلول عام 1905. وفي 1915 اول نظام هاتفي نصب عبر المحيط الاطلسي مما جمع بين القارتين الامريكية والاوروبية.
اكتفي بهذا السرد التاريخي لان الهواتف لم تتوقف عن تطورها لتواكب التقدم في التكنولوجيا على دارات الهواتف الالكترونية وعلى البدالات المحلية والعالمية. ولكن ما كان يجمع بينها جميعاً هو الاتصال السلكي. اذكر في الخمسينات عندما بدأت اعي ما حولي في هذه الدنيا كان هناك هاتف ببيتنا بمنطقة الكرادة ببغداد وقد قامت عائلتي بتحفيظي رقمنا ذلك الهاتف على ظهر قلبي مخافة ان اختفي يوماً. لا زالت حتى اليوم اخفظ الرقم.

         


لم يخرج الهاتف الجوال الى الوجود الا في الثمانينات من القرن المنصرم عندما كان يحمل بصندوق يزن اكثر من 5 كغم يتطلب من مستخدمه ان تكون لديه قوة عظلية كبيرة كي يحمله اينما ذهب. بعدها ولاول مرة في حياتي شاهدت الهواتف النقالة ببريطانيا عند زيارتي لها عام 1985. كانت اصغر حجماً واخف وزناً لكن المشكلة فيها كان الشحن. فالهاتف كان لا يدوم طويلاً دون ان يتطلب شحنه من جديد.

                 

 
بقيت الهواتف تسير نحو التطور وبقي حجمها ينكمش شيئاً فشيئاً حتى وصل حجمها الى مايقرب من حجم علبة السجائر.

       


من منا لا يذكر هواتف النوكيا والاريكسون التي غزت الاسواق العالمية وثقبت جيوب العباد؟
استفادت هذه الهواتف من التقنيات الاخرى ومن ضمنها تقنية البطاريات القابلة للشحن والتي تركزت على مادتي اللثيوم ايون (Li-ion) و مادة نيكل ميتال هايدرايد (NiMH). والتي حررت الهواتف من متطلبات الشحن بحيث اصبحت الشحنة الواحدة تدوم اسبوعين او اكثر. فبقيت الامور على ما هو عليه حتى دخلت الهواتف الذكية للخدمة

الهواتف الذكية
بقيت الهواتف المحمولة تتطور في ادائها والتقلص من حجمها حتى وصلت في منتصف العقد الاول من القرن 21 لتظهر بالاسواق الهواتف الذكية ذات الشاشات الكبيرة والتي تستجيب للمس.

                                                 



والآن ماذا بداخل هذه الهواتف الجديدة؟
للجواب على ذلك علينا ان نعرف ان لكل هاتف ذكي جزئين اساسيين منفصلين بداخله.
1 جزء هاتف اعتيادي (كما كان هاتف النوكيا القديم)
2 جزء كومبيوتر متكامل.
كيف يعمل الجهاز؟ كل واحد من هذه الاجزاء بامكانه ان يعمل بمعزل عن الآخر. اي ان الهاتف بامكانه ان يعمل كما كان يعمل اسلافه القدامى مثل النوكيا والاركسون وآخرون غيرهم. كذلك بامكانه ان يعمل ككومبيوتر معزول عن الهاتف الذي بداخله او يعملان معاً بآن واحد.
لاحظوا ان جميع الهواتف الذكية تمكنك من التحكم بها بشكل او بآخر ولكن باختلاف بسيط فيما بينها.
الشريحة الالكترونية SIM CARD التي نشتريها هي التي تمنح الهاتف على قدرة الاتصال الهاتفي. ومن دونها فان الهاتف سيكون عبارة عن جهاز كومبيوتر صغير يعتمد على اتصال الوايفاي في عمله للدخول على شبكة الانترنيت. أما إذا اردت ان يعمل الاثنان معاً، فانك وقتها تضع بطاقة السم بداخله وتعرفها برقمها السري ثم تربط الهاتف بشبكة الانترنيت وذلك بالتعرف على اسم الشبكة وكلمة سرها فيعملان الاثنان معاً. واذا ما ابتعدت عن شبكة الواي فاي فإن الهاتف سيستمر بالعمل الطبيعي (كهاتف فقط) لكن الاتصال بشبكة الانترنيت سينقطع. لكن بعض الاشخاص يودون لو ان شبكة الانترنيت لا تنقطع حتى لو ابتعدوا عن المنزل لذلك فإن مانحي شبكات الهواتف يقدمون خدمة اضافية تدعى الداتا DATA هذه الخدمة تمكن مستخدم الهاتف من الدخول على شبكة الانترنيت من خلال هاتفه حتى لو كان خارج المنزل او حتى خارج البلاد. فبعض الشركات يعلنون عن باقات معينة تمكن المستخدم من استعمال هاتفه داخل البلاد وخارجها بكلتا الخدمتين اي الهاتف والانترنيت.
والآن السؤال الذي يطرحه عليّ الكثير من اصدقائي ومعارفي. ما هي الاتصالات التي يقع عليها تكاليف اضافية؟
والجواب على هذا هو كالتالي: الهواتف التي تسمح بالتجوال الهاتفي المجاني (ROAMING) فذلك يمكنك من الاتصال باي شخص ببلدك حتى لو كنت خارج بلدك الاصلي. اما اذا قمت بالاتصال دون ان يسمح لك بذلك فانت ستفاجأ بفاتورة تلفون كبيرة جداً بآخر الشهر لانك قمت بمكالمة دولية غالية الثمن. لذا فعندما تقوم باختيار باقة جديدة لهاتفك، عليك ان تدقق كثيراً عن كل المعلومات التي يخفوها عنك والتي قد تسبب لك كارثة مالية.
ماهي قابليات الهواتف الذكية كجهاز كومبيوتر؟
مهما كان الهاتف حديثاً وغالي الثمن فإن الكومبيوتر الذي بداخله سوف لن يضاهي قوة وسرعة الكومبيوتر المحمول او المنضدي. لكن هذا لا يعني انه لا يستطيع ان يعوض الكومبيوتر في (بعض الاحيان).
فمثلاً بامكانك استلام وارسال الرسائل الالكترونية email على هاتفك إذا عرّفت الهاتف بحسابك EMAIL. كذلك يُمَكّنك الهاتف من اغلب برامج الاتصال الفديوي كالـ سكايب والڤايبر والواتساب والسيجنال والايمو ...الخ
وبما ان جميع امكانيات الهاتف الاضافية تستطيع ادخالها على هاتفك عن طرق البلاي ستور بنظام الاندرويد Play store او الآب ستور App store بنظام الاي فون. فان تلك الامكانيات ليس لها حدود، لماذا؟ لانها جميعاً برامج كومبيوترية كما اسلفنا بحلقات سابقة. وبما انك تحمل هذا الكومبيوتر اصغير بجيبك فإن امكانيات الاستخدام لم يبقى لها حدود. فالبرامج التي تنزل على الهواتف والتي تدعى آب Apps لا يمكن احصائها لانها تتبع خيال المبرمج والحاجة الملحة لها.
في العدد القادم ساتحدث عن الكثير من التطبيقات المفيدة للجميع للهواتف الذكية كالاستعمالات المصرفية وآليات التذكير وساعة المنبه واللعبات كالطاولي والشطرنج والبريد الالكتروني والموسيقى وعداد السير بالكيلومترات والرزنامة وما الى ذلك

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

752 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع