خواطر حول مايحدث حولنا : محاولات مميتة لاجهاض حلم العراقيين

                                           

                            عبدالله عباس

خواطر حول مايحدث حولنا :محاولات مميتة لاجهاض حلم العراقيين

يتذكر القراء الكرام تحليلي المتواضع الذي نشر في هذا الموقع العراقي المتميز بعنوان ( وضع العراق في دائرة النفاق المغلق ) اشرنا فية الى وجود برنامج منظم لنشر الفساد ثم عمل أكثر تنظيماَ لتجذر هذه الظاهرة في جميع مفاصل المؤسسات الادارية في العراق وقلنا : ( دون ان نحتاج دليل ‘ ان سير الامور في العراق ومنذ اول يوم الاحتلال تؤكد دون ادنى شك ان السياسة الامريكية في العراق هو دعم الفاسدين ( ضمن البرنامج المعد مسبقا قبل بدء العملية العسكرية وضمن نهج نشر الفوضى الواسعه في هذا البلد بعد إسقاط كل ركائز دولته ) رغم انها تصرف بعض المبالغ المسروقة في اجهزتها الاعلامية المنافقة باسماء ( سوا و حره واخواتها ينقلون كطبيعة المنافقين مباشرة هموم العراقيين على الهوا ) كأن لسان حال هذه القنوات المنافقة تقول : ( ها نحن حررناكم من الديكتاتورية ولكن مسؤوليكم ظهروا ليسوا في مستوى المسؤولية في ادارة الدوله .....!!! وتسمع برامجهم وهم يتحدثون عن اللصوص في النظام الذي هم اسسوا بنيانه واختاروا شخصياته ويتحدثون عن موقف الحكومة في التعامل مع اقليم كوردستان بازدواجية وطريقة المنافقين ‘ يشجعون نزعة التفرقة في الليل وفي النهار يدعون عدم التخلي على دعم وحدة العراق ....ألخ 

وهذا النهج سيستمر الى ان يقترب الناس من نقطة اليأس ‘ لان عكسه ستكون الثورة حتمية و كارثة على خطط مصدر القرار الامريكي في العراق والمنطقة ‘ بل أن سياسة او ستراتيجية ذلك المصدر المخطط للتنفيذ الدقيق في العراق ليس العمل من اجل تاسيس نموذج ديمقراطي يكون قابل للانتشار في المنطقة كما ادعوا عند الاحتلال لذلك راينا انهم قاموا بتهديم كل ركائز الدولة و نظام المؤسسات فيه وبنوا على اطلالها مؤسسات سلمت الى اناس يعرفون كل شيء سيء الا بناء مؤسسات الدولة واخر انجاز النظام في العراق كان الانتخاب الاخير الذي يقول عنه ( كنيث بولاك ) الباحث في معهد ( امريكان انتربرايز ) : تميزت بالتزوير واحجام اغلبية الشعب العراقي عن المشاركة فيها ‘ وتم اختيار حكومة توافقية وهم على علم بأن مثل هذه الحكومة لا يمكن أن تتخذ إجراءات جريئة وستفشل بالتأكيد في معالجة المظالم العديدة التي يتعرض لها الشعب لانها مدعومة من كل اعداء الاستقرار الحقيقي للعراق )
والآن بدأت انتفاضة العراقيين ‘ فكانت بشرى خير كأول إشارة أن خطة المصممين على تخريب الكامل للعراق لحد إقتراب الناس من اليأس فشلت وأن العراقيين الاصلاء رغم كل ماحصل لم يتخلوا عن أصلاتهم في إلانتماء الصادق لوطنهم ‘ ولكن ‘ ومع أن إطار التوقعات الزمنية و قدرة صمود المنتفضين الذين انتفضوا بعد أن أثقل الفاسدين وأصحاب الخطة الجهنمية للذين جائوا بهولاء الفاسدين الذين لايمكن تحقيق حلم الناس وتسليم الفاسدين بسهولة لمطالب التغيير ‘ أن الخوف لايكمن في الفترة الزمنية و تحدي صمود الناس باصرار الفاسدين على عدم إلاستلام ‘ بل الخوف كل الخوف في لجوئهم الى خداع طرق لتفريغ الانتفاضة من هدفها المركزي وهو قلع جذور الفاسدين مع كل مظاهر فسادهم ‘ لان كما أشرنا في المقدمة أن ماجرى من عمل لاحتلال العراق اساساً ماكان الا من اجل ادامة ما مخطط له يهدف المنطقة كلها وحدد تحدديا العراق ان يكون منطلق لذلك ‘ منطلق ( الإنهاك – التأكل البطيء ) أولا بين العراقيين ومنهم الى البؤر الاخرى المتوقع في استراتيجيتهم البعيدة المدى ان يظهر منه نهوض الارادة الوطنية القادرة على التحدي ‘ ولكن ظهر من خلال سير الخطة منذ 2003 الى الان ‘ أن من أتفق مع أصل الخطة احتلال العراق كانت معدة من قبل ( الاستكبار العالمي ..!! ) أصبح منافس له في النتيجة وليس في الهدف ..!! الهدف إرغام كل مابقي في العراق لارادتهم دون مشارك من ( شارك و سهل الطريق ) .. ومنذ البداية لجأ الطرفين المتنافستين لترويض العراق والعراقيين لارادتهم الى اسلوب زعزعة الاستقرار ‘ ليكون طريقا لخلق ادارة فاشلة ليستطيعوا التحكم في الوضع عموما ‘ هكذا اصبح العراق ساحة التنافس بين ( مجموعة من القوى الممكن تسميتهم بالاخوة الاعداء ) ... اخوة في هدف خطة تحطيم و واعداء في النتيجة و التحكيم ..!!
والان نرى ‘ و الحمدالله أصالة العراقيين ‘ أن قوة و طريقة و توقيت الانتفاضة أثبت انه شعب حي قادر على إفشال خطة استعباده .. ولكن الخطر يكمن أن هذه الانتفاضة تواجه اعداء غير تقلديين متوازين في الحقد تجاه اي ظهور للارادات المستقلة داخل العراق خصوصا والمنطقة عموماً ‘ وليس فقط الفاسدين الذين يحاربونهم من اجل الحفاظ على مكاسبهم الغير مشروعة وعن طريق الفساد المدعوم من خارج الحدود ..!
منذ تحرك العراقيين للوقوف بوجه الفساد الذي تعمق وتجذر بشكل منظم وبالطريقة التي خطط لها منذ ماقبل 2003 بتحالفات غير نزيهة بين قوى الاستكبار والقوى المتصارعة في المنطقة ‘ كان خوف المخلصين هو في ( الذكاء الشيطاني ) للذين أوصلوا العراق والعراقيين لهذا الوضع ‘ واستغلال عمق المشاكل المتراكمة طريقا الى إجهاض الهدف الاسمى لانتفاضة الشعب ‘ بدئوا اولا بأن المنتفضين مدعومين من ثلاثي الشر ( المحتل الامريكي و الكيان العبري المسخ و الثالث توابعهم في المنطقة ) كأن الحكام ماكان ولم يكونوا لهم علاقة بهولاء ولم يصلوا الى ترف السرقة واللصوصية في المنطقة الخضراء بدعم دباباتهم ولم يشاركوا وباركوا اسقاط كل ركائز دولة العراق و لم يشاركوا في كتابة الدستور المليء بالالغام عمدا و مع سبق الاصرار ‘ لذا نرى ظهور قادة الفساد يعلنون خارطة الطريق للخروج من المأزق كأنهم من هذا المنطلق هم داعمين إلانتفاضة .
واخطر ما في هذه اللعبة ( ركوب هؤلاء لموجة الانتفاضة ) تركيزهم الغريب على ( الدستور والدستور فقط ...!!! ) دون اي شيء اخر ...!! وهذا توجه الخبيث يهدف الى ضرب ( من الصميم ) لوحدة العراق وموجه بوضوح للشعب الكردي في اقليم كردستان ويحرضون من هذا المنطلق اعداء وحدة العراق من الداخل والخارج من الذين لهم اطماع اقليمية في العراق ...

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع