كاميرات المراقبة عيون لا تنام ولا تدمع

                                                   

                                زيد الحلي

كاميرات المراقبة عيون لا تنام ولا تدمع

ايمانه بالقدر كبير ، ولكل اجل كتاب ، لكن لم يدر بخلده ان يذهب دم اخيه، هدرا من خلال تصرف انسان لا يعرف الانسانية، حين اكمل فعله غير المسؤول بدهس ارعن، بترك ضحيته وسط الشارع بين عجلات المركبات السريعة ولاذ بالفرار، بينما كان بمقدوره حمله، الى اقرب مستشفى، إذ ربما كان قد انقذه، لاسيما ان الحادث وقع ضمن رقعة سكنية معروفة في كرخ بغداد، وتحديدا في بداية شارع مدينة ألعاب البياع باتجاه تقاطع الدرويش.. كان الامل معقودا على كاميرات المراقبة التي سمعنا بنصبها في الشوارع والساحات العامة كثيرا، لمعرفة الجاني او سيارته، ليس للانتقام، بل للاطلاع على ملابسات واقعة الدهس، غير ان هذا الامل كان سرابا، حيث يقول انه، علم من خلال مراجعاته، ان امعظم كاميرات الخط السريع هي لعمليات بغداد ولَم تدخل الخدمة للآن، فيما كاميرات المنطقة لم تستطع تعقب الجاني ولا التعرف على لوحة المركبة اذ سجلت تلك الكاميرات فقط صورا هلامية، مشوشة، لا تظهر فيها سوى لقطات ضوئية، تتراقص امام الرائي دون ان تظهر شيئاُ مفيدا، او غير مفيد.. مجرد خربشات اقرب الى سراب في صحراء الربع الخالي، رحم الله، ضحية الرعونة في السياقة، اخا المصور الصحفي الزميل قيس زنكنة، الذي ضاع دمه، يوم الاربعاء العاشر من الشهر الحالي، في ظل غياب كاميرات المراقبة الرصينة التي يأمل الجميع ان تكون عيونا راصدة ، في البيوت والمحلات والساحات والشوارع، لاعتبارات تخص السلامة العامة، كالمسالك المرورية والنقاط الحدودية وغيرها، فهي أصبحت ضرورة أمنية وتدبيرا احترازيا للأفراد والمؤسسات مع تطور العصر، وما يحمله من تعقيدات مجتمعية، فالإنسان كان ولا يزال منذ نشأته رقيبا ومراقبا، بحكم الحاجة التي استحالت إلى طبيعة ثانية، ومع تطور مفهومي المجتمع والدولة، باتت المراقبة حاجة تمليها قوانين التعايش وتداخل المصالح، والرغبة في العيش المشترك. ان فوائد كاميرات المراقبة مهمة بدرجة كبيرة، ويهتم بها الكثير من الناس لاستخدامها في عملية المراقبة المستمرة والفعالة، لما تقدمه من أمان وحماية طوال الوقت، وتعتبر فوائدها والقيام بتحديد انواعها وتقنياتها، والتكنولوجيا المستخدمة بها مهمة بدرجة كبيرة، حيث يطلبها العديد من الناس في عملية المراقبة المنزلية وغير المنزلية، لتوفر لهم الحماية اللازمة. اقترح ان تكون هناك مؤسسة، مدعومة بكل السبل، تتحمل مسؤولية (ادارة كاميرات المراقبة) من الادامة حتى قراءة احداثياتها، فالدولة القوية، هي بمراقبتها الشاملة للمخاطر، وهنا ينبغي التأكيد، انني لا اطالب بانتشار كاميرات المراقبة، للشأن المجتمعي الخاص، فهذا امر مصان، كالنوادي الاجتماعية والتجمعات العامة، وفعاليات الزفاف والافراح وغيرها من الامور الشخصية الاخرى..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1084 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع