كلام مباشر ادعاءات النخبويين و حال الناس

                                                 

                               عبدالله عباس

قبل فترة قرأت ملاحظة في صفحة احد ألاصدقاء في (الفيسبوك ) فكانت صياغة الجمل بشكل معقد وبعد جهد كبير فهمت خلاصة كل كلامه ‘ فهو يريد أن يقول لنا ( نحن والبشرية قريبين من عصر ظهور دور مؤثر لطبقة الكادحين نتيجة اشراقات تبشر بميلاد اليسار الجديد ).

مع إني في البداية رغبت اهمال اي تعليق او مناقشة ( حلمه الغريب ) ولكن  وبعد وقفة ولرغبتي وفضولي النابع  كصحفي كتبت له : ( .... مع ان اقولك تظهر كحلم فات عصرتحقيقه ‘ ولكن كنت اتمنى : لوكنت طرحتها بلغة سلسة الفهم من قبل الكادحين ..... إلخ ) ... لم يتأخر الاخ في الرد ‘ كتب لي وفي نفس الليلة ‘ معتقداً أنه ( سهل علية فهم الهدف ..! ) ... وبعد تكرار كلمات وصياغة جمل معقدة غير مترابطة نهائياً ‘ ختم رده بقوله : ( على اية حال من الصعب ان تفهم هدف طرحي لاننا ...!!  عندما نتحدث نوجه افكارنا إلى : النخبة ....!!)
منذ سنوات ليست بالقليله ‘ ظهر عندنا  مجموعة من اصحاب الاقلام ‘ لايشك أحد أنهم يقلدون تماماً - العالم الاوروبي الذي صنعه ثورة كانت بدايتها قبل قرون وليس ولادة التقليد الاعمى والسطحيات المخادعة – ‘ وهم يشبهون أنفسهم قديماً بـ (ألارغون ) من جانب الابداع  ‘ و تطرف بعضهم يخادعهم ويعتبرون أنفسهم أكبر من ( برنار هنري ) احد مفكري اليسار الفرنسي..
المصابين بهذه الظاهرة عندنا في مجال إلابداعات الادبية والفنية لايضرون المجتمع بشكل مؤثر و واسع ‘ لانهم مغرورين‘ والمقلدين في هذا المجال يعتبرون الاكثرية ( خرفان ) وانهم يبدعون للنخبة فقط ...!!
ولكن المشكلة تكمن في كلام السياسيين ومزايداتهم بلغة النخبة ويدعون دفاعهم عن الكادحيين والمظلومين ‘ وهم في البرج العاجي ويدعون النضال من اجل ( إنقاذ البشرية عموماً والمظلومين الكادحين على وجه الخصوص ) ونرى امثالهم في العراق الجديد جالس في البرلمان يصوت على الاستقطاع  من راتب المتقاعد ولا يسمح بالتقرب من تقليل ( فلس ) من امتيازاته حتى لوكان من اجل ( إطعام المسكين ) ...  يدعون بين الناس انهم مع الحكم المدني في العراق ولكن يرفعون أيادهم بالموافقة على كل قرار يعمق المحاصصة  ويشجع  على الطائفية  ‘ وحتى في المجال الاجتماعي كثيرين منهم داخل بيوتهم يتصرفون بروح العشائريه .
كثيرا ما اتسال كمواطن في هذا البلد : ماذا فعل الاحزاب الوطنية العلمانية واليسارية بالتحديد خلال عشرات السنين من اجل بناء الارادة الوطنية الذي يفتح باب المستقبل المضيء لابناء شعبهم غير التضحية بأولاد الخايبة وبعد كل انعطاف ترى من يعتبرون انفسهم رموز  في تلك الاحزاب يركضون وراء الاجنبي او يرضي اعتى عتاد الرجعية فقط من اجل ان يكون له الموقع بالكسب من وراءه ؟
وانا اراجع هذا الوضع البائس لادعاءات النخبة تذكرت هذه الحكاية الشعبية التي تقول : ( كان يا ماكان في حديث الزمان ‘ كان هناك الاب والام تعبوا من اجل تعليم ابنهم الوحيد الى ان اكمل الدراسة الجامعية ‘ بل اكثر من هذا سهلوا له كل طرق  النجاح الى ان ذهب الى الخارج وحصل على ( الدكتواره ) وعند عودة الابن من الخارج ‘ في اول ظهيرة  من عودته ‘ قامت الوالدة باعداد طعام له ذابحه دجاجتها الوحيدة  وبعد الغذاء قام الولد قائلا للام والاب انه يخرج لزيارة بعض اصدقاءه ‘  طلبت الام منه ان لايخرج لانها اوصت جيرانها بزيارتهم اليوم ناذره لهم ان يقوم ابنهم الدكتور بفحصهم مجاناً ‘ فقال الابن  : ولكن يأمي انا لااستطيع ان افحص المرضى ..! استغربت الام قائلة كيف ذلك اليس انت دكتور ؟ قال الولد نعم ولكن ليس دكتور في الطب ‘ قالت الام : اذن دكتور في اي شيء ؟ اجاب الابن : دكتور في الفلسفة ‘‘ قالت الام وماذا يعني فلسفة ؟ هنا اراد الابن ان  يشرح اختصاصه الفلسفي بشكل بسيط لامه قائلا: فلسفة يامي ببساطة يعني انا الان جالس على هذا الكرسي والكرسي على الارض ‘ اذا ممكن تقولين انا رغم اني جالس على الكرسي ولكن في الواقع انا جالس على الارض ....!! استغربت الام وتوجهة الى زوجها ابو الولد قائلة والله ولا افتهمت .. انت ياابو فلان فهمت شيء ؟ الوالد الذي كان صامت ومستغرب طوال فترة حوار الابن والام ‘‘ اجاب قائلا: لماذا لم تفهمين يا امرأه ؟ الدجاجة التى ذبحتيها واكل لحمها ابنكِ ماذا كانت تاكل ومن اين ؟ اجابت الام : أوي غير تاكل النجاسة بالدرابين ؟ فقال الاب بحزن : هذا يعني ان ابنكِ لم ياكل دجاجة بل اكل نجاسة الدرابين وهذه هي الفلسفة ؟
ان نخبنا يتعلمون مصطلحات اليسار واللبرالية والديمقراطية والحقوق العامه والخاصه فقط ليتباهو ويفتحون الطريق للحصول على مكاسبهم الخاصة ...  ولكي نبقى نحن خرفان نصفق لهم عند الحاجة ... ولله في خلقه شؤون .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع