ذاكرة المدينة - حصّنه العثمانيون بأسوار سوق المسقف في البصرة القديمة

        

ذاكرة المدينة - حصّنه العثمانيون بأسوار /سوق المسقف في البصرة القديمة

  

 

                 إعداد وتحقيق/حسين العطية

   

* 1ـ / كان لكل سوق مقهى أو عدة مقاهي خاصة بأصحاب السوق ورواده يلتقي فيه الباعة ويتبادلون شتى الاحاديث / 

2ـ / اذكر من الباعة الجوالين يوميا يعقوب بائع الكبة وهو يدفع عربته وبها قدر الكبة مناديا : ليّة ولوز ! /

لابد لكل من يمر بسوق البصرة القديمة أن تعلم أنه امتداد لأقدم اسواقها ويسمى سوق ( كاظم اغا ) الذي شيده الوالي العثماني محمد كاظم آغا وسمي باسمه وكان عبارة عن قلعة محصنة كبيرة يجوبها الحراس ليلاً وفيها فتحات علوية جانبية للمراقبة . هذا السوق هدم سنة 1940 م، ثم قامت بلدية البصرة بإنشاء سوق يتكون من عدة أسواق نتحدث عنها في الفترة التي ازدهرت فيها وهي اواخر الخمسينات .وهي :

سوق النجارين
ويقع في بداية مدخل السوق الشمالي مقابل سرة العرباين عبر الشارع العام وتحضرني مجالس المرحوم الشيخ الوائلي في عزاء سوق النجارين في محرم سنة 1962 انتقل هذا السوق إلى سوق العقيل سنة 1975
سوق ( العبايجية )
لخياطة وتطريز العبي بالخيوط الذهبية وصنع العكل وريافة الملابس .
سوق الصفافير
لعمل وصيانة القدور الصفر والصواني والأباريق الصفر وغيرها وكان يضج طوال النهار بأصوات المطارق على السنادين . لم يعد له اثر في يومنا هذا لانقراض حرفة الصفافير.
سوق القماش والخياطين
ومن أصحاب المحلات فيه من الخياطين نوري أبو قدوري وجعفر وياسين وخضر أبو الياس وماهر محمود الاحدب ومن البزازين كاظم الخصيبي وابو كامل وغيرهم.

   

وأذكر من الباعة الجوالين يومياً في هذا السوق يعقوب بائع الكبة وهو يدفع عربته وبها قدر الكبة مناديا (ليه ولوز ) ،وكان سعر الكبة الواحدة 20 فلسا .

             

ومحمد شريف بائع السيكاير. وكان يحمل صندوقا خشبيا معلقاً من الأمام في رقبته يحتوي على علب السيكاير تركي وغازي ولوكس مع الشخاط وهو ينادي شخاط جكاير. وكان سعر علبة السكاير 36 فلس وسعر الشخاطة 4 فلوس .

                    


أما ذلك قدوري الكردي بائع الشربت فكان يحمل بيده (سراحية الشربت ) وينادي شربت زبيب بارد .
والزم أصحاب المحلات سنة 1959 بصبغ أبواب محلاتهم باللون الرمادي الفاتح . وكنت ترى الصناع العاملين لدى الخياطين يهيئون مكواة الفحم امام محلاتهم .

              

ومن اجهزة المذياع كنت تسمع محاكمات المهداوي وبرنامج... من اقوال الزعيم ... يوميا ينطلق من بعض المحلات التي يمتلك اصحابها الراديوهات .وقد انتقل هذا السوق إلى سوق العقيل سنة 1975.
سوق الصاغة لصياغة وبيع وشراء المصوغات الذهبية
سوق النداديف لعمل المفروشات القطنية وما زلت اذكر عودة النداف تلك الشخصية المرحة رحمه الله .
سوق العطارين
لبيع البهارات وبقية التوابل والقند والحناء والبخور وماء الورد والاعشاب والبذور ... الخ وكان يقع فيه حمام الحسيني , بقي هذا السوق في مكانه إلى يومنا هذا .
سوق الكماليات ( الخرده فروش ) لبيع أدوات الخياطة والتطريز والعطور والالبسة الداخلية الجاهزة والتحفيات والصيني والمكياج .
سوق الطيور ( الصكاره )
لبيع وشراء الطيور والدواجن وكانت تقام فيه مباريات صراع الديكة
سوق الهرج
لبيع وشراء الاثاث والأدوات المنزلية المستعملة والقديمة .
بقي هذا السوق في مكانه إلى يومنا هذا
سوق القصابين
لبيع لحوم البقر والغنم المختومة من قبل الصحة
بقي هذا السوق في مكانه إلى يومنا هذا

   


سوق ( التنكجية )
لعمل وبيع صناديق الثلج والأباريق والمناقل والمناكيش ... الخ
سوق البقالين
لبيع الفواكه والخضروات
بقي هذا السوق في مكانه إلى يومنا هذا
- بنكلة السمك ( السماجة ) لبيع الأسماك النهرية والبحرية ويقع في محلة عز الدين قرب مقهى أم السباع بقي هذا السوق في مكانه إلى يومنا هذا وإن توسع باعة السمك إلى اماكن أخرى خارج البنكلة .


ذكريات سنة 1959
تقع عند ( سوگ المسگف ) الخياطين دربونة صغيرة تصله بـ ( البنگلة ) التي كانت تباع فيها الخضار ومن باعة السوق ( جاروشة أبو الطماطة )
كذلك تقع جنب الدربونة مقهى ( حمدان )

      


وفي الزاوية المقابلة لنهايتها يقع ( مطعم كباب الميرزا ) وفي آخر السوق ( گهوة حاجم )
وقد علقت فيها صوره كبيره للمصارع ( محمد بهلوان ) كتب في اسفلها عبارة ( القوه لله الواحد القهار ) ويقابلها محل ( سليمون الاوتجي )
- إلى الجهة الشرقية يقع مركز الشرطة القديم وعند بوابته توجد ( كهوة طه أبو محمد ) يقابله موقف باصات المصلحة القديم بصرة ـ عشار وكان مأمور المركز حينذاك المفوض فؤاد وهو مسيحي ملون العينين اجعد الشعر .وكانت تجلس قرب المركز امرأتان سمراوتان ترتديان العباءة والفوطة وكانت احداهما سمينة نوعاً ما واسمها ( فضة ) و عندها قط سيامي ملون العينين ، وكانتا تفترشان الأرض لبيع السويكة في قدور كبيرة مصنوعة من الفافون .
القسم البلدي
ويقع خلف مركز الشرطة واعتقد كان مسؤول القسم يدعى عدنان خلف عبد الله .
سوق الصفاة حيث كانت تباع الأغنام حيث محل ( عباس الجامجي )
وعيادة الدكتور ( ستاوري ) وفرن ( بيت الدهان ) ومخبز الخطيب
و ( علوة شراد أبو الجص )
سوق العقيل
أما سوق العقيل قبل بناءه فكان عباره عن بيوت شناشيل وعلاوي لبيع الفحم والجندل والحبال والنفط الأبيض المعبا بالتنك بسعر 10 فلوس للقنينة الواحدة .

ومن منا لايتذكر ( موشيخ الحلاق ) الذي كان يحلق للصغار الصبي بـ 30 فلسا ، وبجانبه الحلاق مسعود يحلق ب50 فلس يقابله عبر الشارع ( موبليات علي موسى ) كما كانت تنتشر هنالك محلات لقراءة الكف وكثيراً ماكنا نشاهد النسوة المتسوقات وهن يحملن اطفالهن على اكتافهن وبأيديهن سلال (علاليك ) الخوص وقد نكون ضمن هؤلاء الأطفال كذلك الحمالين مع جللهم مثل الحمال ( غافل المسودن ) والرجل الذي كان يضرب بعصاه الطويلة من يشتم الشيطان ويدعى عبد الواحد البلوشي.

باب الزبير
وكان الحراس يتفقدون إحكام إقفال المحلات ليلاً . ومن مداخل السوق غرباً باب محلة باب الزبير وباب محلة القبلة وجنوبا مدخل المشراق القديم وفيه محل ( مليكة الاوتجي ) الذي كان يملأ جدران دكانه الصغير بصفحات من مجلة العالم التي كانت تصدر في تلك الفترة .
وإلى الشرق مدخل محلة ( الكطانة ) وشمالا مداخل محلتي السيف والباشا .
في محلة القطانة يوجد (سوق القطانة )المخصصة لتأجير الفوانيس واللوكسات ومناقل الفحم . وعند الغروب كنت تشاهد بعض الناس يحملون اللوكسات المؤجرة ذلك لأن قسما من اصحاب الدور لم يتعودوا على الكهرباء بعد .
رحم الله من عمل في السوق ورواده واطال في عمر من بقي ليسترجع ويروي هذهِ الذكريات !
------------------
* الصور بعدسة محمد سهيل احمد

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع