صدر في بغداد مؤخراً عن دار مكتبة عدنان، عام ٢٠٢٥، كتاب بعنوان: “زكي عبد الوهاب من رموز الحركة الديمقراطية في العراق (١٩١٩–١٩٧٠)”،

صدر في بغداد مؤخراً عن دار مكتبة عدنان، عام ٢٠٢٥، كتاب بعنوان: “زكي عبد الوهاب من رموز الحركة الديمقراطية في العراق (١٩١٩–١٩٧٠)”،

تأليف الدكتور حميد حسون، أستاذ مساعد في الجامعة المستنصرية، كلية الآداب.

عرض له الاقتصادي العراقي لهب عطا عبد الوهاب.

يتألف الكتاب من ثلاثة فصول على النحو التالي:

الفصل الأول: الجذور الاجتماعية لزكي عبد الوهاب.

الفصل الثاني: دور زكي عبد الوهاب السياسي وانضمامه إلى الحزب الوطني الديمقراطي.

الفصل الثالث: دور زكي عبد الوهاب الوظيفي بعد ثورة 14 تموز 1958 حتى إعدامه عام 1970.

ولد زكي عبد الوهاب في بغداد عام 1919 لعائلة ميسورة تنتمي إلى عشيرة القيسية، وهي إحدى العشائر العربية المعروفة.

زكي عبد الوهاب هو الشقيق الأوسط بين ثلاثة أشقاء:

الأكبر جميل عبد الوهاب (وزير العدل في العهد الملكي).

الأصغر عطا عبد الوهاب (الأديب والدبلوماسي والسفير).

بعد إكمال دراسته الابتدائية والثانوية، التحق بكلية الحقوق عام 1937 وتخرج فيها عام 1941.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم تشكيل وزارة جديدة برئاسة توفيق السويدي عام 1946، التي أجازت عمل خمسة أحزاب سياسية، منها الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي.

انضم زكي عبد الوهاب إلى الحزب الوطني الديمقراطي، وسرعان ما تمكن من الفوز بعضوية اللجنة المركزية للحزب، وتولى مسؤولية جريدة الحزب (صوت الأهالي) الناطقة باسمه.

لكن زكي عبد الوهاب قدم استقالته من الحزب عام 1947 إثر خلاف مع زعيم الحزب حول فلسفة الحزب، حيث أراد الجادرجي تبني الفلسفة الفابية لحزب العمال البريطاني، في حين رأى زكي عبد الوهاب أن هذه الفلسفة بعيدة عن الواقع العراقي الذي يعاني من فقر شديد، وأنه يمكن تطبيقها لاحقاً.

بعد ذلك، تفرغ زكي عبد الوهاب للعمل الوظيفي، حيث أصبح نائباً لرئيس بنك بغداد، ثم عيّنه محمد حديد، وزير مالية عبد الكريم قاسم، رئيساً لـمصرف الرافدين للفترة الممتدة من عام 1959 حتى عام 1966.

وقد أدار زكي عبد الوهاب العمل المصرفي بكفاءة ونزاهة كبيرتين، يشهد له بها الجميع.

قدم استقالته من المصرف عام 1966 إثر خلاف مع وزير المالية آنذاك شكري صالح زكي.

وفي عام 1967، انضم زكي عبد الوهاب للعمل محامياً في شركة الوكالات الفنية بعقد لمدة عام، وهي الشركة التي كان يديرها رجل الأعمال لطفي العبيدي، وهو اسم كانت تتوجس منه الجهات البعثية، إذ يُقال إنه ساهم في تمويلهم بمساعدة الأمريكيين بمبلغ وصل إلى عشرة ملايين دينار.

وعند نجاح ثورة 17 تموز 1968، ذهب العبيدي لتهنئة أحمد حسن البكر بنجاح الثورة، لكنه فوجئ بأن من كانوا يقدمون له الشاي والقهوة سابقاً باتوا مدججين بالسلاح في وجهه، فما كان منه إلا أن غادر العراق متوجهاً إلى بيروت في اليوم التالي.

قلب حزب البعث ظهر المجن لكل من عمل في هذه الشركة.

وفي الساعة الثالثة صباحاً من يوم الإثنين، الموافق 22 أيار (مايس) 1969، زاره “زوار الفجر”؛ زمرة من عناصر المخابرات، اقتادوه إلى قصر النهاية، حيث تعرض لأقسى أنواع التعذيب والترهيب، قبل أن يظهر على شاشات التلفزيون ليدلي باعترافات بكونه جاسوساً أمريكياً جنده العميل الأمريكي بول باركر.

من هو بول باركر؟

هو مدير “بنك أوف أمريكا”، زار البنوك التجارية العراقية عام 1962، ثم زار بنك الرافدين، حيث وجد أن زكي عبد الوهاب قد هيّأ أمامه كافة الأوراق المطلوبة. وبعد المرور عليها، وقف زكي وقال له: “شكرًا، انتهت المقابلة”.

ومن الأسماء التي ذكرها في إفادته أنه التقى محمد مهدي كبة، رئيس حزب الاستقلال، وتناقشا في قضايا سياسية واقتصادية.

لكن نصير كامل الجادرجي أفاد لاحقاً أن كبة قد زاره بعد أيام من ظهور زكي عبد الوهاب على التلفزيون، وبعد أن أثنى عليه، أكد أنه لم يلتقِ بزكي عبد الوهاب وجهاً لوجه في حياته.

وقد صُدم زملاؤه في الحزب الوطني الديمقراطي، ومنهم حسين جميل ومحمد حديد، فقرروا لقاء البكر لتزكية زكي عبد الوهاب والدفاع عنه ضد هذه التهمة الظالمة، لكن البكر أصر على أن زكي عبد الوهاب هو جاسوس، كما جاء في “اعترافاته”.

 وهكذا، أُعدم زكي عبد الوهاب يوم 22 كانون الثاني عام 1970، ليخسر العراق واحداً من أبرز رجالاته الوطنية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع