منشطات جنسية تنتشر في الاسواق المحلية بـ«طريقة ممنهجة»

  


        اسعارها ارخص ومصادرها مجهولة


بغداد ـ علي لطيف:حذرت مصادر طبية من مخاطر منشطات جنسية غير خاضعة للفحص الرسمي، مؤكدين ان الفحص المخبري اثبت احتواءها على مواد خطرة ومضرة بالصحة، وانها ترسل الى العراق بطريقة ممنهجة ومقصودة.

وتنتشر في الاسواق العامة ببغداد وعدد من المحافظات انواع عقاقير يقال انها منشطة جنسيا، من مناشيء غير معترف بها عالميا. وتباع المنشطات باثمان متدنية جدا بالمقارنة مع المنتجات المعترف بها عالميا.

يقول احد مشتري العقاقير المنشطة جنسيا، مشترطا عدم ذكر اسمه في حديثه مع "العالم" انه "جديد" على تناولها، وانه يقف "محتارا بين كل تلك الانواع الكثيرة متعددة الالوان والإشكال والمناشئ من المنشطات الجنسية الموضوعة بشكل متناسق على منضدة البائع المتجول في منطقة الباب الشرقي."

ويتابع "في كل مرة اسال البائع يجيبني بان هذا النوع ممتاز والاخر جيد جدا وهذا لا بديل عنه."

ويقول ان "لكثرة ما موجود امامي، لا استطيع استيعاب وحفظ كافة الانواع والأسماء."

ويشير الى ان هناك "الفياكرا، او ما يعرف بالحبة الزرقاء، والنوفاكرا البريطانية، والكماكرا الهندية 50 ملغم و100 ملغم، وهناك حبة الكنغر، والسيالس والـ(خرتيت) و(ملك النمر)، وما يعرف بحبة (فاندام) وهي عبارة عن حبة مكونة من خليط دواء وحبة اخرى زيتية تؤخذان معا،" قال له البائع.

بالاضافة الى هذه، هناك مجموعة كبيرة من الحبوب، التي لا تحمل علامة تجارية او تحمل شعارا مكتوبا بالصينية، والى جانبها واقيات جنسية.

يقول صاحبنا هذا، ان "حسوني"، صاحب الصيدلية الجنسية الجوالة، اجابه بابتسامة عريضة غامزا باحدى عينيه عند استفساره عن "جهاز كبير يحتوي على ضاغطة تشبه تلك التي بجهاز ضغط الدم،" وقال انها "لتكبير العضو الذكري"!

وتابع "عند سؤالي عن وجود منتجات نسائية، اجاب حسوني: نعم لدي واحد من اجود الانواع واكثرها رواجاً وهو (سائل العذراء)،" فساله عن وظيفة سائل العذراء هذا، فقال حسوني انه "يزيد من الرغبة الجنسية ويسرع ويزيد الاثارة والرغبة لدى النساء."

لكن ابو وسام، وهو كاسب عمره 55 سنة، يقول لـ"العالم" ان "من المستحيل ان اشتري اياً من هذه الادوية التي تباع في الشوارع."

ويقول ابو وسام بلهجة تاكيد ان هذه العقاقير "غير مرخصة وغير معروفة المصدر وعادة ما تكون مغشوشة، ولا فائدة فيها."

وعن سؤالنا بشان تاكيده ان "لا فائدة منها،" قال بسرعة "جربت سابقاً بعضا منها ولم اجد فيها فائدة."

وأضاف "بالنسبة لي، اذا احتجت اي نوع من انواع المنشطات الجنسية، فسوف اشتريه من الصيدليات الرسمية، وليس من الباعة المتجولين، الذين من الممكن ان يروجوا لاي شيء، حتى وان كان مضراً بالصحة."

محمد، 25 عاماً موظف، قال "غالباً ما كنت اشتري هذه المنتجات بكثرة عندما لم اكن متزوجاً."

وقال ان شراءه لها كان "على سبيل التجربة فقط."

الا انه قال ان "الموضوع الى هوس، فصرت اجرب كل ما هو جديد في سوق هرج."

واضاف ان "بعد زواجي، لم استطع الانقطاع عن استخدام هذه المنتجات السيئة، حيث لم اكن امتلك الوعي الكافي حينها."

الا ان محمد الان، كما يقول هو، "معتاد على استخدامها وبكثرة دون علم زوجتي."

وعن سبب استمرار استعماله لهذه المنشطات يقول "غالباً ما يكون لدي احساس بانني عاجز عن اتمام العملية الجنسية بدونها."

اما علي سعد، 30 عاماً تاجر، فيقول انه "ضد فكرة استخدام المنشطات سيئة السمعة جملة وتفصيلا."

ويتابع انه سمع انها "تقع ضمن مؤامرة كبيرة لتدمير الشباب العراقي،" معربا عن اعتقاده ان لا وجود "لرقابة على هذه المنتجات ولا يعرف احد مصدرها."

ونصح علي باستعمال "المنتجات الطبيعية والاعشاب في حال الحاجة الى ذلك،" موضحا ان هناك "الكثير من المنتجات العشبية الطبيعية، التي تباع لدى العطارين مثل مادة الجنسنج وجوز الطيب."

ويرى ان هذه "مواد عشبية ان لم تنفع فلن تكون ضارة، اذا كانت طبيعية وغير معبأة او مضاف اليها موادا كيمياوية."

سعد مسعود، 40 عاما ومتزوج من امرأتين، يقول ان "افضل واجود المنشطات الجنسية هي المنتجات الموجودة في الطبيعة، والغذاء اليومي."

ويقول "بالنسبة لي لم ولن استخدم يوما هذه المنتجات الجنسية سواء ما كان يباع في الشوارع او في الصيدليات الرسمية."

واضاف سعد "انا استمد طاقتي الجنسية، والحمد لله، من المنشطات الطبيعية، السمك والبصل والجرجير والزنجبيل والحبة السوداء والعسل الطبيعي والتمر، فهذه كلها منتجات طبيبعية ومغذية ومليئة بالسعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم البشري."

ويتفق باعة المنشطات الجنسية في الاسواق العامة مع صيادلة واطباء على ان اسعار المنشطات المعترف بها عالميا والخاضعة للفحص، اغلى بكثير من اسعار تلك التي تباع في "البسطيات" و"زوايا الاسواق." فعلى سبيل المثال يباع شريط احد المنتجات المقرة عالميا ويحتوي على 4 اقراص بـ"50" دولارا، بينما يباع "التقليد"، وهو من منشا اخر، بـ"10" الاف دينار بعلبة تحتوي على اكثر من 20 قرصا.

الدكتور الصيدلاني ناصر عزيز قال لـ"العالم" ان انتشار هذه الادوية وبيعها في الشوارع من دون رقابة امر خطر جدا على صحة متعاطيها.

ويقول "انا، كصيدلاني، انصح بعدم التقرب لتلك المنتجات، فقد ثبت علميا احتواؤها على مواد خطرة ومضرة بالصحة." ولفت الى انها "ترسل الى العراق بطريقة ممنهجة ومقصودة."

وبشان دور سلطات الرقابة الصحية في العراق، قال عزيز ان "لجانا رقابية من وزارة الصحة والداخلية، واللجنة الاقتصادية، تقوم بجولات تفتيشية مستمرة على الصيدليات الرسمية، واماكن بيع الادوية في الاسواق بدون ترخيص."

واكد ان تلك اللجان "تصادر الادوية غير الخاضعة للضوابط وتحاسب اصحابها."

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع