ارتفاع الاقبال على "دروس اللغة الفارسية" واعلاميون يحذرون من "التشكيك بعروبة الشيعة"

  

المدى برس/ بغداد:اكدت منظمة مجتمع مدني، تقيم دورات لتدريس اللغة الفارسية في بغداد، ارتفاع الإقبال على دوراتها في الاونة الاخيرة، مؤكدة ان هذا يشير إلى "انفتاح العراق الكبير على ايران"، وفيما اكد اعلاميون ان ذلك يبعث برسالة إلى "المتصيدين بالماء العكر"، تفتح امامهم الباب لـ"اتهام سكنة المناطق الشيعية بانهم فرس"، عدها باحث امرا طبيعيا خاصة بعد اتساع مجالات التبادل مع ايران.

وقال مدير منتدى (إضاءات فكرية)، عقيل العزامي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المنظمة تركز على تعليم اللغات خاصة الفارسية والتركية، باعتبارها ثقافة مشتركة بين شعب العراق وشعبي البلدين الجارين".

وأضاف العزامي، أن "غالبية الرجال والنساء الذين يراجعون المعهد التابع للمنظمة، يرغبون بتعلم اللغة الفارسية، وتأتي بعدها الإنكليزية ومن ثم التركية"، عازياً الإقبال على اللغة الفارسية إلى "انفتاح العراق على إيران خاصة في القطاع الزراعي والسياحي والطبي، فضلاً عن التعليمي من جراء قبول عدد متزايد من الطلبة العراقيين في الجامعات الإيرانية".

وأوضح مدير منتدى (إضاءات فكرية)، أن "لدى المنتدى  فروعا عدة في مدن الصدر والشعلة والشعب وبغداد الجديدة"، مبيناً أن "الدورات التي يقيمها المنتدى تخرج وجبة جديدة تضم 30 طالباً من الرجال وما يتراوح بين 15- 20 امرأة، كل ثلاثة أشهر".

وذكر العزامي، أن "دورات المنتدى مجانية، برغم قبوله التبرعات الرمزية من المشاركين لصرفها على طباعة المناهج وغيرها من المستلزمات"، لافتاً إلى أن "المنتدى بدأ نشاطه منذ خمس سنوات إلا أنه بدأ التركيز على تعليم اللغات في السنتين الأخيرتين".

 ومنتدى (إضاءات فكرية)، منظمة مجتمع مدني تأسست منذ خمس سنوات، مركزها الرئيس في مدينة الصدر، ولها نشاطات كثيرة على المستوى الاجتماعي والثقافي.

من جهته قال الباحث التاريخي، كاظم الربعي، في حديث إلى (المدى برس) إن "أغلب سكان مناطق الفرات الأوسط، خاصة المناطق التي تضم مزارات دينية، يتحدثون اللغة الفارسية بسب كثرة توافد الإيرانيين إليها"، عاداً أن من "الجيد اطلاع أبناء الشعب العراقي على ثقافة دول الجوار، كإيران وتركيا، وتعلم لغتها".

وذكر الربعي، أن "انتشار معاهد تعلم اللغة الفارسية في العراق ليس معيباً لأنها كنظيرتها المختصة بتعليم الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها"، مؤكداً أن "اللغة الفارسية تدرس في كليات اللغات العراقية، وأن القسم المعني بها في كلية الآداب جامعة بغداد، تأسس سنة 1969 من قبل العلامة الراحل حسين علي محفوظ".

ورأى الباحث، أن من الضروري "تعلم العراقيين اللغة الفارسية لأن حضارة فارس عريقة ومتطورة وتاريخها يحفل بالإنجازات التي لا يمكن انكارها".

إلى ذلك رأى أستاذ اللغة العربية في الجامعة المستنصرية، حمدي إسماعيل، أن البعض "يعزو الإقبال على دراسة اللغة الفارسية، لأغراض سياسية، باعتبار أن العراق يمر بمرحلة خطيرة، نتيجة الأفكار الدينية لبعض السياسيين الذين كانوا في المنفى إبان حكم النظام السابق".

وأعرب إسماعيل، في حديث إلى (المدى برس)، عن "عدم اتفاقه تماما مع الآراء التي تشير إلى وجود أغراض سياسية وراء دراسة اللغات الأخرى، برغم سعي إيران لخلق تيار مساند لها في العراق"، مستدركاً "لكن الآراء تقال ولا تقاس بالنحو الصحيح".

وتابع أستاذ اللغة العربية في الجامعة المستنصرية، أن "جامعة بغداد تحتضن دراسة اللغة الفارسية ومن غير المعقول القول إن ذلك ينطوي على دوافع وأغراض سياسية".

على صعيد متصل قال الإعلامي، فرات الشويلي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التوجه لتعلم اللغة الفارسية والتركية والانكليزية ظاهرة إيجابية بحسب المثل المعروف من عرف لغة قوم أمن شرهم".

ورأى الشويلي، أن "الجانب السلبي في ذلك يتمثل بالتركيز على تعلم اللغة الفارسية خاصة في المناطق الشعبية"، عاداً أن هذا "التوجه يبعث برسالة إلى كل من يتصيد بالماء العكر مفادها أن الأهالي يفضلون تعلم اللغة الفارسية، ما يفتح الباب لاتهامهم ظلماً بأنهم فرس".

وتابع الإعلامي، "لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار دعايات عن معاهد لتعلم اللغة الفارسية بنحو مكثف"، مستطرداً أن لهذا "الموضوع تبعات سياسية قد لا يدركها البعض".

وواصل الشويلي، أن هناك "أطرافاً سياسية تبحث عن مثل هذه المواضيع لإثارة الشارع العراقي من خلال إطلاق سيل من الاتهامات والتشكيك بعروبة الشيعة على اعتبار أن الطرف الآخر لا يحتاج لتعلم لغات أخرى حفاظاً على عروبته".

وكان وزير الثقافة الإيراني محمد حسيني، أعلن في (الـ28 من آذار 2013) خلال لقائه وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، علي الأديب، أن بلاده مستعدة لتأسيس مركز للتعريف بها في العراق، وإقامة دورات تدريبية لتعليم اللغة الفارسية.

يذكر أن سياسيين عراقيين يتهمون إيران، بالوقوف وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق، من خلال دعمها لبعض الجماعات المسلحة، وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات، لكن الحكومة والتحالف الوطني ينفيان ذلك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع