المدى/الموصل / سيف الدين العبيدي:تشتهر ام الربيعين بالعديد من الصناعات القديمة في مختلف المجالات، اذ استطاعت ان تحافظ على بقائها واستمرت رغم التطور الكبير في الادوات البديلة، الا ان صناعة الفخار في الموصل بقيت تشكل مهنة شعبية تراثية ومازال هناك من الناس من يعتز بها ويلجأ إلى شراء مصنوعاتها.
العم (عبد الرزاق يونس) ذو الـ(٦٧) عاماً ويعد أقدم كواز في الموصل، تحدث لصحيفة (المدى) عن ما وصلت اليه المهنة اليوم. يقول عبد الرزاق انه يعمل بهذه المهنة منذ كان عمره ١٣ عاماً، واكد انه لا يوجد بيت موصلي يخلو من الأواني الفخارية التي تستخدم لشرب الماء وتبريده في فصل الصيف وللطبخ وحفظ الطعام فيه وخزن بعض المواد الغذائية من خلاله.
ويصف المهنة في مدينة الموصل منذ القِدم بقوله انه "كان يوجد فيها ٦ كوازين كبار ولهم ثقلهم بالسوق الموصلي ومنهم والده ولكنهم تركوا العمل بها منذ ثمانينيات القرن الماضي وبقي هو مستمر فيها، وبينَ ان سبب هذا الاستمرار هو وجود زبائن لها في مكان وزمان ولكن ليس مثلما كانوا في الماضي".
وتابع: "كان اصحاب المهنة قبل تأسيس الدولة العراقية مستقرين في منطقة تسمى بالكوازين على اسمهم والواقعة في الساحل الايمن للموصل وبالقرب من نهر دجلة وما زالت إلى اليوم حاضرة وتسمى بهذا الاسم لكنها خالية من هذه المهنة، وبسبب توسعة المدينة على مرور الزمان تنقل مقر المهنة إلى أكثر من منطقة إلى ان اصبحت منفردة وتصنع إلى جانب منازل من يعملون بها".
ويعزو العم عبد الرزاق تراجع مهنة الكوازين في الموصل إلى "فقدان الدعم الحكومي من بعد عام ٢٠٠٣، ففي السابق كان يتلقى دعما بالوقود والماء والكهرباء وتخصيص قطعة أرض خاصة لعمله، بالإضافة إلى دخول صناعة الفخار الإيراني إلى العراق وطغت على السوق إلى جانب وجود منافسة من العاصمة بغداد التي هي ايضا تصدر فخارا إلى ام الربيعين". ولفت إلى ان "مادة الطين يتم جمعها خلال فصل الصيف من بعض الاودية او المناطق ذات التربة الخاصة التي تصلح للفخار، منها منطقة الغزلاني وحي الاقتصاديين، فبعد امطار الشتاء تترشح هذه التربة من الشوائب وتجف خلال الصيف لتكون نقية، ثم يضاف اليها الرمل النقي المخصص للحدائق، وعند صناعة اية قطعة يتم المزج بين المادتين بنسبة ٦٠٪ للطين و٤٠٪ للرمل".
واوضح أن "الجرة في ايام زمان كان هناك إقبال على شرائها لغرض تبريد الماء فيها ولكن مع دخول الكهرباء والثلاجات استغنى الناس عنها الا "الحِبْ" فأن الإقبال عليه مستمر".
675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع