إيلاف من جدة: حصل "جنائن معلقة" على جائزة أفضل فيلم بالدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في عودة قوية للسينما العراقية بالمهرجانات العربية خاصة وأنه سبق وعرض للمرة الأولى في النسخة الأخيرة من مهرجان فينسيا، عن الفيلم وكواليسه كان حوار إيلاف مع بطلي الفيلم وسام ضياء وأكرم مازن علي.
يعتبر وسام ضياء الفيلم هو التجربة الأولى باعتباره فيلمه الروائي الطويل الأول، بالرغم من أن لديه بعض المشاركات السابقة التي لا يستطع وصفها بالتجارب لأنها كانت مشاركات بأفلام قصيرة للهواة، مشيراً إلى أن الفيلم بالكامل جرئ وغير مألوف.
حصل الفيلم على دعم من مهرجان الجونة وعرض للمرة الأولى في فينيسيا كأول فيلم عراقي يعرض بالمهرجان الإيطالي قبل عرضه بمهرجان البحر الأحمر وحصوله على جائزة أفضل فيلم وهي رحلة طويلة لا يجد وسام ضياء كلمات يمكن أن يصف بها مشاعره أو تعبر عن ما بداخله.
يقول وسام، أنه يعتبر نفسه من أكثر الناس فشلاً في القدرة على التعبير عن ما بداخله لكنه فضل الحديث عن لحظة شعوره بالفخر عندما وجد علم العراق مرفوع مع أعلام الدول المشاركة بمهرجان فينيسيا للمرة الأولى بالدورة 79، فخلال كل الدورات السابقة لم يكن هناك فيلم عراقي مشارك رغم أهمية هذا المهرجان الكبيرة.
من المواقف التي لا ينساها الإعلامي والممثل العراقي الشاب العرض الأول للفيلم في فينيسا وتفاعل الجمهور مع الفيلم بعد عرضه، فلم يستطع السيطرة على نفسه عند استماعه إلى النشيد الوطني العراقي وعند الاستماع إلى ردود الفعل من الجمهور، نفس الأمر تكرر في البحر الأحمر فكان الجمهور يتفاعل مع الفيلم لكن بشكل مختلف فالجمهور السعودي والعربي تفاعل بمناطق مختلفة عن الجمهور في فينيسيا.
تحدي التحول للفيلم الطويل
يتحدث وسام عن تحدي التحول من مقدم برنامج كوميدي في العراق يحمل اسم "ولاية بطيخ" لممثل في فيلم روائي طويل، وهو تحد ارتبط ليس فقط لتقديمه دور مغاير لما يقدمه في البرنامج، ولكن لطبيعة الوقوف أمام كاميرا السينما وإدراكه لقيمتها.
يتحدث وسام عن إدراكه للفارق بين العمل في السينما واختلافها عن التليفزيون والمسرح بشكل كامل، معتبراً نفسه وافد على السينما من الدراما والمسرح لذا كان حريص على التعامل مع التجربة بشكل مختلفة، فشخصية طه أعجبته ووجد بها أشياء تشبهه لذا تحمس لتقديمها واستمتع خلال التعايش معه.
يلفت وسام إلى حصوله على وعد من المخرج أحمد ياسين الدراجي بأن لا تحدث مشكلات نتيجة الفيلم سواء فيما يتعلق بالأداء والايقاع أو حتى فيما يتعلق بالتهديدات حول سلامته الجسدية.
يقول وسام أن الفيلم جرى العمل عليه من عام 2015 وتم تصويره خلال 30 يوم تقريباً عام 2020 بظروف غاية في الصعوبة ليس في العراق فقط ولكن على المستوى العالمي فكان حظر التجول الشامل مع ذروة انتشار فيروس كورونا فكانت صعوبة التصوير مضاعفة خاصة مع وجود تصوير بمعامل صحية بذروة انتشار الفيروس.
استفاد وسام من دراسته للقانون وعضويته في نقابة المحامين بجانب دراسته بالمرحلة الأولى للفنون الجميلة في السينما قسم إخراج بالتحضير للشخصية والتعامل مع الدور، خاصة وأن رحلة تحضيره لأي عمل يشارك فيه تكون مرتبطة برغبته في البحث عن خلفية الشخصية وتفاصيلها منذ ولادتها وحتى اللحظة التي تظهر فيها أمام المشاهد الأمر الذي يساعده على تقمصها والتعايش معها خلال التصوير.
في الأحداث كانت غالبية مشاهد وسام مع الفنانين جواد الشكرجي وجواد الأسدي، وهو ما جعله يستفيد من خبراتهم الطويلة، فيتذكر طريقة تعاون الشكرجي الذي يحاول نقل خبرته للأجيال الشابة ويتعامل معهم بحب، فيما يصف تعامل جواد الأسدي بتعامل الأب والصديق من أول لحظة للتعارف معه بالفيلم.
يقول وسام أنه يتابع ويلاحظ التطوير الكبير الذي يحدث في السعودية على المستوى الفني خاصة في مجال الموسيقي الذي يهتم به بشكل أكبر حيث يتميز السعوديين بالموسيقي والتعامل مع الراب بشكل خاص مؤكداً على أنه يحرص بالوقت الحالي على متابعة الأفلام السعودية التي تطرح للعرض من خلال منصة نتفلكيس.
يحضر وسام لمشاريع فنية جديدة ما بين مسلسل لرمضان يحمل اسم "الكهف" سيعرض على أحد المنصات في تجربة درامية تحمل قصة مختلفة ولطيفة كما يصفها لفيلم سينمائي روائي طويل يفترض أن يقوم بتصويره مع المخرج علي طوفان خلال شهر فبراير المقبل.
يرى وسام أن أكثر ما ميز زميله أكرم في تجربتهما سويا في "جنائن معلقة" خبرته السابقة في التعامل مع الكاميرا وعدم وجود رهبة لديه من الوقوف أمامها والتي تواجه من يخوضوا التجربة للمرة الأولى.
حماس واكتساب خبرات
الفيلم هو التجربة الأولى بالأفلام الروائية الطويلة أيضاً للفنان العراقي أكرم مازن علي الذي شارك مع وسام في برنامج "ولاية بطيخ" ورغم ذلك قدم دور بعيد عن الكوميديا مبدياً في حديثه سعادته بعودة السينما العراقية مجددداً بعد توقفها لفترة طويلة وحماسه للفيلم بسبب اعجابه بالقصة وايقاعها وتحسسها للمواقف حياتية حيقية وجيدة الأمر الذي ساعد على خروج الفيلم للنور وحصده ردود الفعل الإيجابية.
يبدي أكرم سعادته بالتعاون مع المخرج أحمد الدراجي خلال فترة التصوير ليس فقط بسبب تعاونه في انجاز المشاهد الصعبة وخروجها للنور بشكل جيد وبتدريبات مكثفة قبل التصوير ولكن أيضاً لمحاولته نقل خبرته بطريقة سهلة وتشجيع الممثل ليقدم أفضل ما لديه حتى يخرج الفيلم بالصورة التي يريدها.
يقول أكرم أنه قدم شخصية أمير في الفيلم بالطريقة التي رغبها المخرج من دون تردد، فبعد لقاءهما وحديثهما خلال التحضير للاتفاق على التفاصيل الخاصة بالدور مبدياً سعادته بردود الفعل التي لمسها في كل مرة حضر بها عرض الفيلم.
566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع