الخالصي: الشعب العراقي يرفض العملية السياسية وسينتفض ضد الدجل السياسي والديني

     

رووداو ديجيتال:رأى المرجع الديني جواد الخالصي، أن الشعب العراقي يرفض العملية السياسية في البلاد، وسينتفض ضد الدجل السياسي والديني، مشيراً إلى أن توصيف الأحزاب الإسلامية، سواء كانت شيعية او سنية، بالوطنية بشكل عام، "ليس توصيفاً دقيقاً خاصة إذا قبلت المشاركة في مشروع الاحتلال الأجنبي"، حسب قوله.

وقال مكتب المرجع الديني جواد الخالصي، في رد على اسئلة شبكة رووداو الاعلامية، إن "كل من يقبل بالمشاركة في مشروع الاحتلال وافرازاته يفقد هويته الإسلامية والوطنية، ولا يمثل طائفة معينة او جهة وطنية معينة".


وأدناه نص الأجوبة:

رووداو: ما هو تعليقكم على حالة تذمر الشعب العراقي من سوء الخدمات وسوء إدارة الدولة بشكل عام، خاصة وأن رئاسة الوزراء المتعاقبة كانت من حصة المكون الشيعي في البلاد؟


مكتب الخالصي: لقد بيّنت مدرسة الإمام الخالصي موقفها من الاحتلال حتى قبل غزو العراق، وأكدنا مراراً بأن التغيير الذي حصل بعد 2003 جاء من أجل مصالح استعمارية قديمة في المنطقة متمثلة بالمشروع الصهيوني، والهيمنة على مقدرات الشعوب ومصالحها، وجاء بهدف واضح وواحد وهو تهديم الدولة وليس إزالة النظام كما قالوا. وهذا ما اوصلنا إلى حالة لا نُحسد عليها اليوم ولا نستطيع ان نخرج منها بقرار موحد جامع لصالح الشعب العراقي. وما تذمر الشعب العراقي اليوم إلا دليل واضح على هذه الحالة البائسة التي يعيشها العراق اليوم.

ان مدرسة الإمام الخالصي أكدت مراراً بأن الشعب العراقي الصابر المحتسب ان كان خلال هذه السنوات مخدّراً بسبب الاغراء الكبير والدجل السياسي والديني الكثير، مثله كمثل الأسد الكبير والضخم وصاحب القوة الهائلة، ولكنه لن يبقَ مخدراً طول العمر؛ فإن انتفض وكما هو حال الشعب العراقي اليوم فلن يُبقي لكم يا أحزاب السلطة الذين تساندون الاحتلال أية باقية. ان الشعب العراقي أكد رفضه مراراً وتكراراً للعملية السياسية ولأحزابها البائسة حين رفع شعاراته ضدهم وضد الاحتلال الذي أنتج الفساد والمحاصصة والفتنة، فالأدلة اصبحت واضحة امامنا وضوح الشمس، وظهرت الحقائق، وانهارت المعادلات الظالمة الفاسدة، وكُشفت عصابات اللصوص التي قتلت الناس وذبحتهم، وإننا على يقين تام بأن من يخون امانة الشعب العراقي لن يخرج سالماً بإذن الله تعالى إما بمرض قاتل او بفضيحة كبرى، فلم يبق امام هؤلاء الذين في السلطة إلا امر واحد؛ وهو ان يذهبوا إلى غير رجعة.

رووداو: كيف تصفون الاحزاب الاسلامية التي تشارك بالعملية السياسية في العراق، خصوصاً وأنكم ترون أن تواجد الاميركان هو "احتلال"؟

ان توصيف الأحزاب بالإسلامية سواء كانت شيعية او سنية وتوصيفها بالوطنية بشكل عام ليس توصيفاً دقيقاً خاصة إذا قبلت المشاركة في مشروع الاحتلال الأجنبي، أي بمعنى آخر كل من يقبل بالمشاركة في مشروع الاحتلال وافرازاته يفقد هويتَه الإسلامية والوطنية، ولا يمثل طائفة معينة او جهة وطنية معينة، وكل من تسلّم سلطة او منصب في هذه العملية السياسية كان ضمن المحاصصة الطائفية التي هي محاصصة غير مقبولة وغير موجودة حتى في الدستور (الذي لا نعترف به جملة وتفصيلاً)؛ وهي من وضع الحاكم العسكري بول بريمر، فالمناصب التي تُوزع وفق هذا الأساس هي مناصب تخدم الاحتلال وتضر بمصالح الشعب العراقي وبالنتيجة لا تمثل المشروع الإسلامي سنة او شيعة مطلقاً، ولا تمثل المشروع العربي او الكوردي.

رووداو: انتم لازلتم مصرين على رفض تأييد الانتخابات بسبب وجود القوات الأميركية في البلاد، لكن بعد 31/12/2021 ستتحول القوات الأميركية وحسب الاتفاق المبرم بين الحكومتين العراقية والأميركية، من قوات قتالية إلى قوات استشارية وتدريبية، فهل سيبقى موقفكم كما هو بأن العراق بلد يخضع لاحتلال ولا يجوز فيه اجراء أي انتخابات؟

مكتب الخالصي: اننا في مدرسة الإمام الخالصي رفضنا المشاركة في العملية السياسية بعد 2003 وكل افرازاتها ابتداءً من مجلس الحكم وحتى الانتخابات الهزيلة الأخيرة بسبب تسلّط الاحتلال الأجنبي عليها، رغم كل المغريات التي قُدمت لنا للقبول فقط بهذه العملية السياسية البائسة، فمنهجنا السياسي هو ان العملية السياسية في ظل الاحتلال هي عملية تابعة وفيها خيانة للأمة ولن تصل إلى نتيجة مفيدة، فلن نشارك بعملية سياسية يديرها ويسيطر عليها الاحتلال، ومن يشارك فيها يوقّع على مخطط قتل الشعب العراقي وتدميره.

معلوماتنا تؤكد أن الاحتلال - وهو صاحب القرار - يتصل بالجهات السياسية العراقية يقول لهم شاركوا في العملية السياسية ونعطيكم العدد الفلاني من المقاعد والحصص والكراسي الأخرى، فأية انتخابات توزع مقاعدها حتى قبل حصول التصويت في صناديق الاقتراع؟ وعليه فإن الانتخابات في العراق في ظل الاحتلال العلني وغير العلني هي أداة لخداع الناس، وكل الانتخابات التي جرت في العراق بعد 2003 هي انتخابات مزيفة ولم تعبر عن إرادة الشعب العراقي، والكل اعترف بذلك حتى المتمسكين بالعملية السياسية، وهذا تأكيد لما قلناه سابقاً بعدم وجود انتخابات حقيقية في ظل الاحتلال الأجنبي.

لا يمكن المشاركة في أي عملية سياسية او دعمها إلا وفق شروط معينة أعلناها سابقاً لخلاص الشعب العراقي من محنه ومآسيه، وهي الانتقال بالوضع السياسي الحالي إلى بناء دولة ذات سيادة مستقلة وموحدة، وصولاً إلى عملية سياسية وطنية مبنية على الثوابت الكبرى الثلاث وهي: استقلال القرار العراقي عن سلطة الأجنبي، ووحدة العراق ارضاً وشعباً وعدم التفريط بأي شبر من أراضيه وعدم التفريق بين أي مكون فيه، والحفاظ على هوية العراق الإسلامية التي تحتضن وتقدّر كل الاديان الاخرى، والعربية التي تعتز بالقوميات المتآخية معها الكوردية والتركمانية، وكل انتماء آخر يعتز بوحدة العراق واستقلاله؛ وهذا لا يكون إلّا من خلال برنامج عملي مدروس.

رووداو: ما هو هذا البرنامج العملي الذي ترونه مدروساً لتحقيق استقلال القرار العراقي والحفاظ على هوية العراق؟

مكتب الخالصي: البرنامج العملي المدروس، يتضمن المراحل التالية:

المرحلة الأولى: استقالة الحكومة الحالية استجابة لمطالب الشعب العراقي المنتفض من سنة 2011 وحتى اليوم.

المرحلة الثانية: إيقاف العمل بالدستور الحالي المفروض على الشعب العراقي، والذي كان الأساس في المحاصصة وزرع الفتنة داخل الدولة الواحدة.

المرحلة الثالثة: تشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية ممثلة لجماهير الشعب، وتكون من خارج العملية السياسية الحالية، تتولى هذه الحكومة المهام التالية:

1 محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين مهما علا شأنهم ومنصبهم، بالإضافة إلى تقديم الخدمات العاجلة لرفع الاعباء عن الشعب العراقي.

2 التهيئة لإنتخابات جديدة بعد كتابة قانون جديد للإنتخابات يلبي طموحات الشعب العراقي، وبعد تبديل مفوضية الانتخابات الحالية بمفوضية جديدة من أهل الخبرة والاختصاص من غير المنتمين لأحزاب السلطة ولا التابعين لسفارات الاحتلال.

3 كتابة دستور جديد للعراق بأيدي مختصين في الفقه الشرعي والدستوري، ومن أهل الخبرة والكفاءة، ثم يعرض للتصويت عليه بعد مرحلة كاملة من الدراسات والتوضيح والنقاشات.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع