"شيعية - شيعية".. تحذيرات من انزلاق العراق لحرب أهلية ثانية

         

الحرة / وكالات - واشنطن:حذر جنرال أميركي، ومحللون سياسيون، من أن تؤدي ممارسات الميليشيات العراقية الموالية لطهران إلى سقوط العراق في أتون حرب أهلية ثانية، شعية - شيعية.

وقال الجنرال بول كالفيرت قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، في تصريحات لموقع ديفنس وان، في مقر الجيش الأميركي في بغداد، "أعتقد أن هناك تهديدين رئيسيين للعراق في الوقت الحالي الأول هو قوات الحشد الشعبي، والثاني الاقتصاد. وكلاهما، من دون رقابة، سيقوضان كل المكاسب التي تحققت، حسب اعتقادي".

ومن المعروف أن هيئة الحشد الشعبي هي مجموعات مسلحة ذات صبغة شيعية، تكونت بموجب فتوى من المرجع الشيعي السيد علي السيستاني في عام 2014، لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق.

وهناك فجوة متنامية داخل "هيئة الحشد الشعبي" بين جناح موال لإيران وآخر مرتبط بالمرجعية الشيعية في مدينتي كربلاء والنجف.

وأبرز فصائل الجناج الموالي لإيران عصائب هل الحق، والنجباء وكتائب حزب الله.

فيما تندرج الفصائل الموالية للمرجعية في النجف تحت اسم حشد العتبات، وأبرزهاه فرقتا "الإمام علي القتالية" و"العباس القتالية" ولواءا "علي الأكبر" و"أنصار المرجعية"، وتضم حوالي عشرين ألف عنصر.

وأوضح كالفيرت لموقع "ديفينس ون" أن المشكلة الكبرى تكمن في أن الحكومة العراقية لديها "سيطرة قليلة جدا" على نفوذ هذه المليشيات.

وأضاف "من الواضح لي وللأشخاص الذين تحدثت إليهم في الحكومة العراقية، أن هناك قدرا كبيرا من القلق في ما يتعلق باحتمالات اندلاع حرب أهلية شيعية داخلية بين أولئك المتحالفين مع إيران والشيعة العراقيين".

وإلى جانب المليشيات يواجهة العراق مشاكل أخرى من بينها مواجهة الجماعات الإرهابية مثل داعش، كما هناك خلافات بين بغداد وأربيل.

وسبق أن شهد العراق حربا أهلية بين عامي 2007 و 2008، ومعظم المجموعات التي شاركت في تلك الحرب، هي نفسها التي تعمل اليوم على زعزعة الوضع في العراق، حسب الموقع.

وقال المحلل السياسي على كاظم إن الاقتتال الشيعي "وارد جدا" مجددا، وأضاف لموق الحرة أن "جماعة مقتدى الصدر التي انقسمت لمجموعة موالية لإيران وأخرى مناهضة لها، هي التي سوف تشعل هذه الحرب، فهذه المليشيات لها تاريخ واضح في سفك دماء العراقيين".

وهناك خلافات حادة بين هذه المجموعات المسلحة، ليس على الصعيد العقائدي فحسب، بل حتى على الصعيد السياسي.

ويرى المحلل السياسي علي كاظم أن أكثر العوامل التي قد تشعل الاقتتال الشيعي الشيعي هو رفض المجموعات الموالية لإيران للعملية الديمقراطية في العراق.

وأضاف في حديثه مع موقع الحرة "احتتمالات الاقتتال تزداد مع قرب الانتخابات، وأي رئيس وزراء يأتي من دون موافقة إيران، يستحيل أن يتولى القيادة في البلاد".

وبعد فراغ سياسي امتد لشهور، تقود العراق حاليا حكومة يرأسها مصطفى الكاظمي، ومن المقتر إجراء انتخابات، تم تأجيلها من يونيو إلى أكتوبر المقبل.

ومع ذلك، يشهد العراق منذ أكثر من عام تظاهرات شعبية واسعة احتجاجا على الفساد وللمطالبة برحيل النخبة الحاكمة في البلاد. وقد تم قمع تلك الاحتجاجات بشدة وسط اتهامات موجهة بالأساس للمليشيات الموالية لإيران.

وتعمل تلك المليشيات أيضا على زعزعة استقرار العراق من خلال استهداف المصالح الأجنبية في البلاد، وآخرها ضرب قاعدة عسكرية تأوي قوات أميركية في الأنبار، ما أسفر عن مقتل شخص.

يأتي الهجوم بعد أسابيع قليلة من استهداف المجمع العسكري في أربيل وهو يأوي أيضا قوت أميركية.

وقال المحلل السياسي العراقي رمضان البدران أن "المليشيات الموالية لإيران أصبحت تشكل خطورة كبيرة على العراق، لذلك سعى السيستاني للعزل بين الحشدين لسحب الغطاء الشرعي منها".

وأضاف لموقع الحرة "عزل ألوية النجف عن الحشد هو تنبؤ مستقبلي بأن هذه التشكيلات الولائية هي عتبة عسكرية متقدمة لإيران لخلق صدام داخل المنطقة".

ورغم تقليص عدد القوات الأميركية في العراق، أكد الجنرال الأميركي بول كالفيرت قدرته على حماية قواته من هذه المليشيات، لكنه حذر من أن "التهديد لسيادة العراق أكبر بكثير".

وفي ظل هذه الأوضاع، حذر نائب قائد التحالف في العراق الجنرال البريطاني كيفن كوبسي من انقسام العراق، وقال لموقع "ديفنس ون" إنه "ما لم تتوصل الحكومة (العراقية) إلى استراتيجية مناسبة للتعامل مع هذه المليشيات، في غضون خمس سنوات، يمكن أن ينتهي الأمر بتمزيق البلاد".

    

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع