قضية سجاد العراقي.. الميليشيا روجت لـ"فتنة" من أجل "السيطرة على الجنوب"

           

الحرة / خاص - واشنطن:منذ السبت الماضي، اختفى الناشط سجاد العراقي، أحد متظاهري الناصرية، بعد اختطافه من قبل مسلحين اقتادوه إلى جهة مجهولة وأصابوا زميله بطلق ناري.

في الساعات الأولى، كان من الصعب معرفة من اختطف سجاد، الذي هاجم قبلها ميليشيات سرايا السلام والعصائب وبدر، وكان موجودا في مقطع فيديو يطالب أحد مدراء الدوائر بالاستقالة، لكن شهادة زميله المصاب، الذي قال إن أحد الخاطفين ينتمي إلى ميليشيا بدر، وتصريحات قيادة شرطة الناصرية، التي قالت إنها حددت مكان احتجاز سجاد، منحت قليلا من الأمل بعودة سريعة للناشط.

لكن بعد أربعة أيام، بدأ الأمل بعودة سجاد يتضاءل، خاصة وأن القضية مستمرة بالتوسع، وبدأت تهدد بالتحول إلى صراع بين جهاز مكافحة الإرهاب، وبين العشائر في منطقة (سيد دخيل) في الناصرية، التي يقال إن سجاد محتجز فيها.

وبالتزامن مع اقتحام قوة من الجهاز منزل أحد شيوخ العشائر في المنطقة، بحثا عن الناشط المختطف، انطلقت حملة إعلامية فيها الكثير من التحريض، مصدرها قنوات فضائية تابعة للميليشيات، مثل قناة العهد التي تديرها ميليشيا العصائب، وقناة الاتجاه التابعة لميليشيا كتائب حزب الله.

الحملة حاولت التركيز على أنه ليس من حق الجهاز البحث في منزل "شيخ عشيرة مجاهد"، والإيحاء بأن وجود قوات عسكرية في مناطق محافظة الناصرية هو "إساءة" لعشائر تلك المناطق، بل إن إحدى القنوات نقلت مطالبات بإيقاف تحليق الطائرات العسكرية فوق "أجواء القبيلة".

ويقول الصحفي العراقي، أحمد حسين، إن "هذا الخطاب كان من الممكن أن يؤدي فعلا إلى تصاعد التوتر وتحويل العملية من بحث عن ناشط مختطف إلى صدام بين العشائر المسلحة والقوات الحكومية، ما قد يؤدي إلى انهيار للأمن في كامل الجنوب".

وفي هذه الحالة، قد يواجه العراق حالة مماثلة لما جرى في عام 2014، حينما أدى الصدام بين القوات الحكومية والمتظاهرين إلى انهيار الأوضاع وسيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من العراق، بحسب حسين، الذي قال "في هذه الحالة، الميليشيا ستسيطر على الأوضاع".

ودعت عشرات الحسابات المرتبطة بالميليشيا، جهاز مكافحة الإرهاب، إلى "عدم إطاعة أوامر قادته"، ونشرت الكثير من الحسابات الإلكترونية المرتبطة بالميليشيا مشاهد قديمة من معارك عشائرية في المنطقة، ومواكب احتفالية قديمة للعشائر، تسمى "العراضة" بلهجة أهل العراق، في محاولة للإيحاء بوجود توتر عسكري في المنطقة، لكن مصادر موقع "الحرة" نفت تماما وجود أي اشتباك بين العشائر والقوات الأمنية.

كما أن نجل شيخ العشيرة الذي تعرضت داره للمداهمة، قال إن "الموضوع انتهى" بعد تلقيه مكالمات من مسؤولين وسياسيين.

وقال مصدر في جهاز مكافحة الإرهاب لموقع "الحرة"، إن الجهاز قد يكون تلقى "معلومات غير دقيقة" أدت إلى اقتحام منزل الشيخ، مضيفا أن "مصدر المعلومات قد يكون تعمد التضليل من أجل زيادة التوتر".

وأوضح المصدر أن "الجهاز لا يهتم بهوية الخاطفين أو موقعهم الاجتماعي أو العشائري بقدر اهتمامه بإنقاذ الضحايا، والجهاز تصرف على أساس أن حياة المخطوف في خطر، لكن لاحقا تبين أن المعلومة لم تكن دقيقة".

وساند شيوخ عشائر عراقيون القوات الحكومية، وهاجموا "الأحزاب وميليشياتها" بصراحة.

وقال بيان منشور على صفحة "عشائر بني زيد"، وهي قبيلة كبيرة وقوية منتشرة في محافظة الأنبار، إن "الأحزاب وميليشياتها بدأت تشعل فتيل الفتن بعد أن ضيق عليها جهاز مكافحة الإرهاب الخناق".

وأشاد البيان، المنسوب لزعيم القبيلة، بجهاز مكافحة الإرهاب، محذرا من "النوايا الخبيثة" للميليشيا والأحزاب.


وتلقى المنشور نحو 2000 تعليق، غالبيتها مؤيدة، بعد ساعات قليلة من نشره.

ويقول ناصر آل حمود، وهو من الشخصيات العشائرية في المحافظة، لموقع "الحرة"، إن "الأحزاب فشلت في قيادة العراق، والميليشيا هي عنصر قلق أمني وليس استقرار، ولن تمنحها العشائر فرصة للسيطرة على الجنوب"

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع