أسامة مهدي: فيما تعهد المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الكاظمي في أول خطاب إلى العراقيين بتشكيل حكومة خدمات وليست حكومة أسرار، فقد اجمعت القوى السياسية على دعمه في مهمته الصعبة، بينما سجلت إيران أول ترحيب خارجي بتكليفه.
وفي أول خطاب له إلى العراقيين الليلة الماضية وتابعته "إيلاف" بعد تكليفه بمهمته الجديدة، فقد تعهد المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة خدمات للشعب وليست حكومة غرف مغلقة وأسرار.
واعتبر منحه الثقة في هذه المرحلةِ الحساسة من تاريخِ العراق اختبارا وطنيا عسيرا وكبيرا، و النجاح فيها وصولا إلى الانتخابات العادلة النزيهة ليس مهمةَ فردٍ واحد بل واجبٌ على عاتقِ الجميع.
وأضاف أن التشكيلة الوزارية التي سيقدمها في أسرع وقتٍ إلى مجلس النواب مع البرنامج الحكومي ستكون حكومة خادمة للشعب بالأفعال وليس بالأقوال والجميع من دون استثناء يتحملون مسؤولية دعمِ هذه الحكومة وإنجاحِ خطواتها والمشاركةِ في خدمة الشعب.
وأشار الكاظمي إلى أنّ الاقتصاد العراقي منهك والترهل الوظيفي انهك الدولة "ولذلك سنحرك عجلةِ الاقتصاد بتوسيع الاستثمارات وتنويعِ الدخلِ وتشجيعِ الصناعةِ والزراعةِ والتجارة.
ونوه إلى أنّ هناك مطالب الناس التي عبروا عنها خلال التظاهرات وقال إن "هذه المطالب هي امانة في اعناقنا، الدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في الحرب على داعش غالية، والدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في ساحات التظاهر للمطالبة بالحقوق غالية كذلك.. وسنحمي هذه الحقوق".
وشدد على أنه "لا تنازل على حساب كرامة العراق فهو بلد سيادي والحكومة ستكون ساهرة على مصالح العراقيين والسلاح هو اختصاص الدولة فقط وسنعمل على حصره بيدها.
وقال إن "المؤسسات العسكرية والأمنية بمختلف صنوفها، الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة ستقوم بواجبها لمنع انفلات السلاح". وأكد بالقول "لن أتخلى شخصياً عن إعادة النازحين".
وعن علاقات العراق الخارجية، أشار إلى أنّ هذه العلاقات "يجب ان تكون ناجحة ولن نسمح بإهانة أي عراقي من أي جهة داخلية أو خارجية، فالعراقي ليس تابعاً ونحن أنداد لخصومنا وأشقاء لجيرانا".
واعتبر المكلف محاربة الفساد والفاسدين "مهمة وطنية وعلينا أن نثبت اننا نليق بالعراق بالأفعال وأن نتعاون ونثق بالدولة فهي ليست شخصاً أو طائفة أو قومية".
وأكد بذل كل الجهود والعلاقات الداخلية والخارجية لحماية العراق في مواجهة وباء فيروس العالمي ودعم الكوادر الصحية والطلبة والاجهزة الامنية الآن ومستقبلاً وتوفير الميزانيات اللازمة لحماية الصحة العامة.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف أمس الخميس الكاظمي مدير المخابرات العراقية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب اعتذار عدنان الزرفي وأمامه 30 يوما لتقديم برنامجه الحكومي وتشكيلته الوزارية إلى البرلمان للتصويت عليها بالثقة من عدمها.
دعم سياسي واسع لمهمة الكاظمي الصعبة
وتم تكليف الكاظمي بمهمته الجديد وسط دعم سياسي واسع من قوى البلاد المختلفة التي وصفتها بالصعبة. فقد عبر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في اتصال مع الكاظمي عن دعمه لتشكيل الحكومة وتمنى له النجاح في مهمته، وان تكون هذه الخطوة سببا للتقارب بين المكونات العراقية وبوابة لحل المشاكل والازمات في البلاد.
ومن جانبه، كشف زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي عن اتفاقه مع بارزاني لطرح اسم الكاظمي لتشكيل الحكومة الموقتة منذ أكثر من شهرين. وقال علاوي في تغريدة له على حسابه في "تويتر" وتابعتها "إيلاف" إنه "منذ اكثر من شهرين اتفقت مع الاخ مسعود البارزاني على مفاتحة القوى السياسية لطرح اسم الكاظمي لتولي مسؤولية تشكيل الحكومة الموقتة".
وأضاف "اليوم وبعد ضياع كل ذلك الوقت ادعو الاخ المكلف لاشراك الاتحادات والنقابات والمتظاهرين السلميين ومن الواجب والضروري على القوى السياسية تسهيل مهمته".
كما عبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني عن دعمه للكاظمي للعمل معاً بهدف حل جميع ما تبقى من قضايا عالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بموجب الدستور، كما قال في اتصال هاتفي مع المكلف.
المرسوم الجمهوري بتكليف الكاظمي لرئاسة الحكومة
أما هادي العامري رئيس تحالف الفتح فقال إن "السياقات الدستورية عادت إلى طبيعتها ".. مشيراً إلى أن " الكتلة الأكبر أخذت استحقاقها" في إشارة إلى القوى الشيعية. واكد دعم الكاظمي بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وأكد تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم دعمه للكاظمي في مهمته الوطنية الجسيمة من أجل خير العراق.
وقال ائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي انه حريص للتوصل إلى تفاهمات وطنية تفضي لتشكيل حكومة جديدة بعيداً عن أي وصاية خارجية لتحقيق طموحات المواطن العراقي. وعبر عن ثقته بأن يخطو الكاظمي باتجاه العمل للتخفيف من واقع الازمات المالية والصحية والجماهيرية واجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ومن جهته، اعتبر بشير حداد نائب رئيس مجلس النواب ان الكاظمي يحظى بفرصة افضل من المكلفين السابقين محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي في نيل حكومته الثقة. وأضاف أن "الكاظمي لديه مقبولية من الجهات والقوى السياسية الشيعية والكردية والسنية".
طهران: تكليف الكاظمي خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح
ورحبت ايران بتكليف الكاظمي لتشكيل الحكومة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريح صحفي إن بلاده تدعم دائما الاستقلال والسيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والاستقرار السياسي في العراق، وأن الإجماع بين جميع التيارات السياسية العراقية من خلال العمليات الديمقراطية هو السبيل الوحيد لحلها.
وأضاف أن طهران ترحب باتفاق الجماعات السياسية في العراق، والذي أسفر عن ترشيح الكاظمي رئيسا جديدا للوزراء وتعتبره خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح وتمنى له النجاح في مهمته وتلبية مطالب الشعب والسلطة الدينية العليا في العراق وانه سيكون في مهمة جادة لخلق عراق مستقر يكون مندمجا وله مكانة مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.
ومعروف أن الكاظمي يرتبط بعلاقة متينة مع الولايات المتحدة وحريص على التواصل مع إيران التي استثمرت ذلك بوضع ثقتها فيه كشخصية قادرة على نزع فتيل الأزمة في البلاد.
كما ان للكاظمي علاقة أكثر من جيدة مع الجارة السعودية خصوصاً وأن هناك علاقة صداقة تربط الكاظمي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب مصادر سياسية.
ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في ديسمبر الماضي يعيش العراق ركوداً سياسياً وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية عام 2020 بعد اعتذار عدنان الزرفي وقبله محمد علاوي.
وأمام الكاظمي عدة تحديات منها عقبة المطالبة بالانسحاب الأميركي من البلاد ومواجهة أزمة وباء كورونا، إضافة إلى تراجع إيرادات النفط العراقي إلى نحو النصف في شهر مارس الماضي.
1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع