رثاء زوجتي جنان في اربعينيتها

    

           رثاء زوجتي جنان في اربعينيتها

   

 زوجك أبو ريم - الفريق الركن المتقاعد نعمه فارس 

 أبدأ رثائي لكِ ياجنان الغالية في أربعينيتك بقوله تعالى :

( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )
(كل نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) صدق الله العظيم
هكذا هي الدنيا ياجنان الغالية رحالة وراحلون منه الرحيل المفعم بالغربة ومنه الرحيل الأخير لجوار العزيز الكريم .
ماأقصر رحلة الحياة معك (أم الأريام )،وماأقسى وقعها علينا بعدكِ ماأقساها يوم تتوقف فجأة لتضعنا أمام موقف تختفي فيه رفيقة العمر وتتحول الى مجرد ذكريات !!!
مرت أربعون يوما ياجنان على رحيلك الى باريها لحظة حيرة توقفت فيها الكلمات وحلت محلها الصور التي باتت تسترجع من خزين العقل بقوة إنفعال الحزن ،وفي جميعها تظهرين أمامي تلك الزوجة المخلصة الوديعة الباسمة لي وللحياة مثلما تظهر أمامي الزوجة الوفية ،الصديقة والرفيقة ،الوطنية الغيورة ،الأم المثالية الحنونة التي أدت الأمانة بكل تفاني وتربية فاضلة لكريماتنا ،أخلاقياً،إجتماعياً ،وطنيا ،دينياً وإخلاصاً بالمستويين العائلي والوظيفي …
وشاعرنا يقول بحقك :
إلى من طاولت رؤوسهم السماء فأضائتها
الى من دنت السماء من رؤوسهم فتوجتها
الى روحك الطاهرة

       

مر أربعون يوماً على رحيلك عنا (أم الأريام ) ،كنا فيها نزورك ونحيط بكِ في قبرك كل يوم ،ولم يثنينا عن ذلك بردُ ولاثلجُ ولاعواصف .
لقد عشتِ ورحلتِ بعيداً عن من أحببتهم وأحبوكِ جداً ،ويعدونكِ الآن بأنهم سيبقون أوفياء لكِ دوماً .
مر أربعون يوماً ولم يخرج علينا نهار واحد ليشرح قلوبنا حيث غابت شمسك في نهارنا .
مر أربعون يوماً والحزن لم يفارقنا بل يذكرنا بما قاله الجواهري حيث مر بمثل فاجعتنا بكِ ،يقول :
في ذمة الله ماألقى وما أجد
أهذه صخرةُ أم هذه كبد
قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا عنه
فكيف بمن أحبابه فقدوا
حُييت أمُ ريمْ إنَ والدةً
بمثل ماأنجبت تكنى بما تلدُ
ناجيت قبركِ أستوحي غياهبه
عن حال ضيف عليه معجلاً يفدُ
لايوحش الله ربعاً تنزلين به
أظن قبرك روضاً نوره يتقدُ
حبيبتي جنان
مر أربعون يوماً ولاللفجر لون
ولاقمراً ينير سمائنا
ولا طيوراً تغردُ فوق أشجارها
ولا ورداً فيه عطرُ
ولا…ولا…ولا…
أم الأريام
أتذكرين بأنني سألتك يوماً قبل حين وهو:
إذا فقد أحدنا الآخر مبكراً فهل يبقى الآخر بالبيت بعده ؟؟
فقلت
( وهل من السهل أن يترك الوطن )!!!
والآن وبعد أن رحلتي عني مبكراً أقول :
(نعم ليس سهلاً أن نترك الوطن ألاول لولا إجبارنا عليه) .
لكن هذا الوطن (بيتنا) أعدك بأنني سوف لن أتركه إكراماً لعينيك ياغالية ،وسأبقى فيه رغم قساوة الوحدة وألم الفراق والذكرى متحملاً أية بلوى ،فإطمئني حبيبتي ونامي مرتاحة قريرة العين الجميلة وذات الإبتسامة الحلوة ولكن ستبقى لكِ في الفؤاد غصةُ .

جنان حبيبتي 

أتذكرين عندما كنت أقول لكِ أحياناً خلال حديثنا شعراً وانتِ تكملين فقلت :
أحبكِ حبين حب الهوى …وحب لأنك أهل لذاك
فتكملين :
عرفت الهوى مذ عرفت هواكَ …وأغلقت قلبي على من عاداكَ
ثم تردفين بالقول :
رحم الله رابعة العدوية
والآن ياجنان لك الرحمة ياغالية والى جنات النعيم
وسوف لن يغيب عن ذهن بناتنا وحفيداتنا واحفادنا حنانك ياجنان وعواطفك وحبك وتفقدك الدائم لهم . كما سيبقى عالقاً في ذهني وقلبي ذلك الحب المستمر والمودة الدائمة والطيب واللطف والكلام الحلو المريح معي ، واما الان فلسان حالي يقول :
فيا من غاب عني وهو روحي
فكيف أطيق من روحي انفكاكا
يعز علي حين أُ ديرُ عيني
أفتش في مكانك فلا أراكا
وختاما في ذكرى أربعينيتك أقول :
الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه ،وليس لنا غير الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره ،ولله ماأخذ وماأعطى .
وداعاً لكِ ياغالية
والى اللقاء
والفاتحة على روحكِ الطاهرة
زوجك ( الفريق الركن المتقاعد نعمه فارس)

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع