شفق نيوز/ لم يعطل حصار بغداد الجوي ضد إقليم كوردستان الرحلات الدولية فحسب، بل اعترض هواية شاب يريد التحليق عاليا عبر إمكانياته المتواضعة.
آري كامل (28 سنة) شاب من مدينة السليمانية اشتهر بانه تمكن حتى الآن ان يصنع العشرات من الطائرات المسيرة.
الحديث عن آري بين مواطني كوردستان ليس بجديد، بل الأمر الجديد هو انه نقل خطواته من صنع طائرة مسيرة الى صنع طائرة صغيرة حاملة للركاب واكثر من ذلك يسعى الى الوصول الى ارتفاع قياسي عبر الطيران ببالون.
آري صنع منذ أشهر طائرة صغيرة يمكنها حمل أربعة ركاب، الا انها لم تبدأ بالطيران بعد وهي بحاجة لبعض القطع. ومع ذلك من الصعب عليه تجربتها حتى بعد الانتهاء منها، اذ لم تمنحه حكومة الاقليم الاجازة الرسمية للعمل كما لا يسمح قرار بغداد بتحليق طائرة فوق سماء كوردستان دون أذن.
وقال آري حول الطائرة التي صنعها، "الطائرة هي من نوع (STOL-CH 750) ومن تصميم الاميركي كريس هانز وقد صنع من الألمنيوم والبلاستيك والخشب والفوم، ولم يبق سوى المحرك الذي سيصلني من خارج البلاد، اما باقي القطع الاخرى فقد صنعت 95% منها بنفسي".
طائرة آري بإمكانها الارتفاع لعلو كيلومتر والبقاء لخمس ساعات في السماء، وقد ابدى استعداده لإخضاعها لجميع الفحوصات الهندسية والميكانيكية بمجرد الانتهاء منها.
ولا تعد تجربة صنع الطائرات امرا جديدا بالنسبة لآري، ولكنه كان في السابق يصنع الطائرات المسيرة فقط، وبدأت قصته منذ أربع سنوات عندما شارك في معرض للطائرات المسيرة في باريس وأيقن انه يستطيع القيام بالتجربة، وعن ذلك يقول: "عندما رأيت الطائرات أيقنت ان صنع الطائرات المسيرة ليس أمرا مستحيلا".
بدأ الشاب البحث عن تصميم وطريقة صنع الطائرات في الانترنت وجربها وصنع عدة طائرات لم يكن بإمكان اي منها الطيران الى ان تمكنت طائراته من التحليق اخيرا كما يقول: "لقد صنعت حتى الان (120) طائرة مسيرة كانت معظمها من تصميمي".
وما ساعد آري في عمله انه موهوب في الرسم والنحت على الرغم من انه درس حتى الصف الثالث المتوسط فقط.
آري يصنع طائراته من الفايبر جلاس وتكلف كل واحدة منها مبلغ (200 - 500) دولار، اما محركاتها فهي في الحقيقة ليست محركات طائرات بل هي لآلات اخرى يشتريها من خارج العراق.
عمل آري لفترة طويلة في البناء وجمع مبلغا كبيرا من المال ولكنه أنفق كل ثروته على تلك الطائرات بمساعدة من والدته وشقيقه.
وطلب العديد من المسؤولين العسكريين الاستفادة من طائرات آري المسيرة خلال الحرب ضد داعش اذ كان من الممكن تزويدها بكاميرات مراقبة ونوع من الأسلحة الصغيرة، الا انه رفض ذلك لانه "لم يأته طلب رسمي من حكومة اقليم كوردستان" لذا لم يرغب في القيام بذلك كما يقول.
المحاولة الفردية لآري لم تتمكن من فعل كل شيء، لذلك شكل مع عدد من الخبراء في مجال الطيران مجموعة تدعى "سماء البيشمركة" كانوا ينوون بدعم من حكومة الاقليم انشاء معمل صغير لصنع الطائرات وتدريب البيشمركة على كيفية استخدامها، ولكن محاولتهم لم تتحقق.
وقال بافل عثمان عضو مجموعة "سماء البيشمركة" ان "عقبات حكومة الإقليم هي اكثر من مساعداتها، لذلك لم يأخذ المشروع موقعه".
من الصحيح ان حكومة الاقليم لم تدعم مشروع آري، ولكن هناك العديد من الخبراء في مجال الطيران يدعمون مثل هذه المساعي، ويرون حسب رؤيتهم المشروع، انه اذا تم دعم هذا الشاب فانه سيقوم بأعمال كبيرة جدا.
شورش سعيد (58 سنة) الذي شارك في عدة دورات لصنع الطائرات الصغيرة في روسيا قال ان "آري ليس لديه خوف ويريد خوض جميع المغامرات وهذه نقطة نجاح الشاب".
ويعمل آري الان ليل نهار لإنهاء طائرته ذات الركاب الأربعة، الا ان هناك عقبات كثيرة تنتظره، اذ لم يسمح له حتى الآن باستيراد قطع محرك الطائرة كما ابلغته الاجهزة الامنية أنهم لن يسمحوا بطيرانها.
وكما يقول آري فان خطته لما بعد الانتهاء من طائرته هي الوصول ببالون الى اعلى ارتفاع في السماء يمكن لبالون ان يبلغه والقفز من هناك بالمظلة، وهو ينتظر لحظة بلحظة آخر المحاولات لرفع الحصار الجوي عن سماء كوردستان، لأنه يعلم ان تلك المرحلة ستقربه كثيرا من انجاز المشاريع الكبيرة التي يفكر فيها.
479 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع