سوق "البالة".. ملاذ الفقراء لاقتناص بهجة العيد بالعراق

 

بغداد - الخليج أونلاين (خاص):بورصة الملابس المستعملة، سوق رائجة في العالم، حيث تتخلى شعوب الدول المنعمة عن ملابسها في أوقات أبكر من تلك التي تتمسك بها شعوب الدول الفقيرة، فتجمع الملابس المستعملة عبر منافذ وآليات خاصة، وتجوب البحار باتجاه الدول الفقيرة، في أفريقيا خصوصاً، حيث العوز وقلة الموارد، والصحارى القاحلة التي لا زرع فيها ولا ماء.

لكن العجب كل العجب في أن تتجه السفن المحملة بتلك الملابس إلى بلد كان يصدر نحو 6 ملايين برميل نفط في اليوم، وفيه نهران يشقان أرضه طولاً، من تركيا شمالاً إلى الخليج العربي جنوباً، ويحج إلى مراقد فيه نحو 10 ملايين شيعي في العام، وفيه اليورانيوم في الغرب، والكبريت في الشمال!

مزدهرة سوق الملابس المستعملة في كل أرجاء العراق، ويسميها العراقيون سوق "البالة"، والاسم مأخوذ من عبارة "الملابس البالية".

في هذا التقرير تشاهدون كيف يرتدي سكان بلد الثراء ملابس الشعوب البالية!

- فقراء يستعدون للعيد

تحضيرات العيد تمر هي كذلك على الفقراء، وهم كما اعتادوا استقبالها بشراء الملابس من أسواق الملابس المستعملة المعروفة بـ"البالة"، التي توفر الملابس بأسعار زهيدة جداً، ما يجعلها ملاذ الفقراء في العراق، البلد النفطي، الغني بالموارد المعدنية.

يقول عبد محمد، بائع ملابس مستعملة في سوق "البالة" وسط بغداد، لـ"الخليج أونلاين": إن سوق البالة يحتوي الفقير، متسائلاً: "أين يذهب الفقراء؟ ليس لهم سوى هذا السوق، من يملك المال يشتري الملابس الجديدة من المحال الخاصة، لكن الفقير يأتي هنا، من هنا فقط يستطيع الشراء، فسوقنا هو سوق الفقراء".

وشهدت تجارة الملابس المستعملة رواجاً كبيراً منذ أكثر من عقدين من الزمن؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي مر بها العراق. وبحسب تاجر الملابس المستعملة فهد النعماني، فمنذ تسعينيات القرن الماضي، عُرفَ العراقيون بـ"البالة" التي انتشرت أسواقها وارتفعت أعداد روادها بسبب رخص أسعارها، وارتفاع نسبة البطالة والفقر.

وأضاف النعماني لـ"الخليج أونلاين" أن الفقراء يجدون في البالة ضالتهم، فبإمكان رب العائلة تجهيز أسرته من كافة أنواع الملابس بسعر قطعة واحدة جديدة، مبيناً أن "سوق البالة شهد موسماً قوياً في الشراء قبل عيد الفطر المبارك".

ساهرة قاسم، أرملة تعمل في ورشة للخياطة، تقول إن سوق البالة أصبح رفيق أسرتها منذ أكثر من عشر سنوات، مضيفة لـ"الخليج أونلاين" أن ارتفاع أسعار الملابس الجديدة، يضاف إليه قلة المردود المالي لأسرتها، يرغمها على الاعتماد على سوق البالة لشراء ما تحتاجه من ملابس.

وتضيف: "برغم خروج ولدي البكر أحمد (12 عاماً) للعمل، لأجل مساعدتي على زيادة مدخول الأسرة، لكن إيجار السكن ومتطلبات الحياة تحتاج أضعاف مدخولنا الحالي، لذلك أجد أنا وكثيرون غيري، أن البالة صديقتنا التي تحن علينا وترفدنا بملابس بأسعار زهيدة".

إلى ذلك، أظهر حيدر مسعود (9 أعوام) فرحة غامرة بعد أن وجد في البالة حذاءً رياضياً كان يحلم بشرائه، يقول والده: إن "سعر الحذاء يبلغ 50 ألف دينار (25 دولاراً) في المحال التجارية، لكني بحثت عنه في سوق البالة فوجدت واحداً مستعملاً بسعر 5 آلاف دينار نحو (2.5 دولار)"، لافتاً إلى أنه "لولا البالة لما تمكنت من إسعاد طفلي".

                                      

https://www.youtube.com/watch?v=lxdzloBxT3I

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

670 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع