رحيل فيلسوف الجنون والعسل

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 24 كانون1/ديسمبر 2015 07:38

                

   بغداد / الگاردينيا - عبدالرضا غالي الخياط *

توفي في بغداد قبل قليل الكاتب والشاعر والناقد المفكر العراقي خضير ميري، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 51 عاما، وكان قد تم نقله إلى المستشفى أمس الثلاثاء إثر تصلب في الشرايين، ووافته المنية اليوم الأريعاء الموافق 23- 12 -2015.
ويعد الكاتب ميري من الأقلام الأدبية المميزة في الساحة الأدبية العراقية، وحياته نقيض من الإبداع وتمثل الجنون والكتابة وقدم للمكتبة العراقية والعربية عدة إصدارات لعل من أبرزها كتاب " الاشكالوية والمعنى في السؤال الفلسفي "و" أيام الجنون والعسل "و " صحراء بوذا " و" الحكايات من الشماعية " و" سيرة ذاتية لجمجمة " و" الذبابة على الوردة " و" جن وجنون وجريمة " و" الجنون ونيتشه " و"سارق الحدائق " و" تصبح بالجنون رحلتي – رحلتي من التعذيب إلى المصحات " و" الفكر المشتت – تعقيب على ميشال فوكو" وغيرها الكثير من الإصدارات الأدبية والشعرية والفكرية.
أيها الفيلسوف المجنون
ما الذي أبقيته لنا ؟
ومن ذا الذي يجيب عن الأسئلةّ !!
ها قد رحلت عن جمعنا المتخم بالآلام
بعد ما أصبحت علامة مضيئة
كشفت عوراتنا الكثيرة
وحيواتنا المنكسرة على طول المسيرة
وعذاباتنا التي ما برحت تفارقنا
وأحلامنا الحبلى..
من بقي من يمثل جيلنا
جيل الغيبة والانكسارات المتوارثة
من يرفع سارية الفقراء
وصعاليك بغداد
نم قرير العين
أيها المسكون بالوجع
لك الآمن والسلام
ولنا الصبر والانتظار...
وقد عبر عن حزنه لفقيد الأدب والفكر صديقة الروائي حميد الربيعي إذا كتب على صفحته في الفيسبوك: تأنى قليلاً أيها الموت، ليس لدينا إلا ( خضير ميري)، لا بديل إلى مشاغباته ومشاكساته ومتاهته ومتاعبه وتنقلاته وإثارته للجدل، ذلك الذي يحرك الساكن، والذي لن يتوانى ان خفتت الأصوات ان يعلو وحده، بكل عنفوانه يتضاد ويتقاطع ويسحب إلى مساحات الظل، أيها الموت هنالك الكثير من المترفين، الذين بإمكانك ان تصطادهم، فلم ألتفت إلى صعاليك بغداد وجياعها.!؟
 كما كتب القاص والروائي محمد علوان جبر في رثاء صديقه الفقيد  ميري: قبل أي عبارة أقولها.." أعترف بأننا جميعا لم نكن أوفياء بالمعنى الحقيقي لكلمة الوفاء معك...حكومة ووزارة واتحاد أدباء ونحن" المجموعة المعنية بالأدب والفكر وإزاء هذا التقصير.قررت يا خضير ان تغادرنا في هذه الليلة الباردة.. كنت وحدك بمواجهة الموت.
*مدير مكتب الگاردينيا في بغداد