صلاح الدين (العراق)- قال قيادي في قوات الحشد الشعبي إن قائد حماية مصفى "بيجي" للنفط، شمالي العراق، قُتل، مساء الإثنين، في مواجهات مع تنظيم "داعش" الذي يسعى للسيطرة على المصفى منذ 3 أيام.
وأضاف يزن مشعان الذي يتواجد في مقر العمليات المشتركة وسط صلاح الدين (شمال)، أن "قائد حماية المصفى اللواء الركن ضيف يخلص قتل هو وعنصر حماية آخر". وأوضح أن "الهجوم على مصفاة بيجي يعد من أقوى الهجمات التي تعرضت لها المصفاة منذ يونيو الماضي".
وتعد مصافي بيجي أحد أكبر مصافي تكرير النفط العراقي، شمالي البلاد، وتبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 220 كم. ويسعى تنظيم "داعش" منذ يومين إلى الاستيلاء عليه لما يحتويه من مخزون نفطي وأهمية استراتيجية.
وظل المصفى بيد قوة حماية عسكرية عراقية طيلة الفترة الماضي التي أحكم فيها تنظيم داعش زمام الأمور في بلدة بيجي التي تقطنها عشائر الجبور والجيسات والقيسيين والدليم، وجميعهم سنة. والسبت، هاجم "داعش" المصفى وقال قياديون، في وقت سابق، إن التنظيم يتقاتل مع قوة حماية المصفى.
من جانبه، قال القائد العسكري للحشد الشعبي في بيجي رحاب القيسي، إن "قطعات من الحشد الشعبي تقدمت نحو مناطق بجنوب بيجي" الخاضعة لداعش وهي المالحة والحي الصناعي، وتسعى القوات لاستعادتها حتى تتمكن من إخضاع مركز المدينة.
واستعادت القوات العراقية بيجي مرتين من تنظيم داعش منذ الصيف الماضي قبل أن تتقاسمها قوات الجيش والتنظيم مؤخرا. وأضاف القيسي أن "مقاتلين من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي من أبناء بيجي يتجمعون للمشاركة في العمليات لاستعادة جنوب المدينة". وأشار إلى أن "القتال يجري في الحي الصناعي جنوبي المدينة".
وكان التنظيم قد شن هجوما من 3 محاور على مصفاة بيجي وهو الهجوم "الأعنف" منذ فك القوات الأمنية حصار الجهاديين لها قبل شهور.
وأكدت مصادر أمنية أن القوات صدت الهجوم وأمنت محيط المصفاة فيما نشر التنظيم صورا قال إن بعضها يظهر عناصره في داخلها.
وأوضح مصدر من الجيش العراقي أن "3 انتحاريين تمكنوا من الوصول الى مداخل المصفاة، وتم قتل انتحاريين اثنين، فيما فجر الثالث نفسه عند أحد مداخل المصفاة".
وشدد على أن القوات الأمنية المكلفة بحماية المصفاة "أحكمت سيطرتها على مداخل المصفاة ومحيطها"، مضيفا "أحبطنا الهجوم والمصفاة بشكل كامل تحت قضبة القوات العراقية". وكانت المصفاة في السابق تنتج نحو 300 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميا، ما كان يلبي زهاء نصف حاجة البلاد.
من جهته نشر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا قال إنها تظهر تقدم آليات جيش الدولة الإسلامية نحو مصفى بيجي. ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوعين على إعلان القوات العراقية تحرير مدينة تكريت جنوب بيجي من سيطرة التنظيم.
وتقع بيجي شمالي محافظة صلاح الدين، وتربط العاصمة بغداد بمحافظة نينوى شمالي البلاد التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش. وتضم بيجي، علاوة على مصفاة النفط الأكبر شمالي البلاد، العديد من المنشآت الصناعية والمساحات الزراعية الواسعة وتقع على نهر دجلة.
917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع