الحرب تحرق الزراعة العراقية

        

ساحات التحرير/متابعة:"أرض السواد"، هكذا كان يكنى العراق نظرا لسواد أرضه بالزروع والنخيل والأشجار رغم أنه متاخم لجزيرة العرب التي لا زرع فيها ولا شجر،

لكن الأمر لم يعد كذلك بعد أن عصفت الحروب بسواد العراق فأحرقت بعض بساتينه على يد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، قبل أن تقع بعض مساحاته في قبضة التنظيمات والمليشيات المسلحة التي أتت على الأخضر واليابس وصارت أرض العراق سوداء بفعل سحب الدخان المتصاعدة نتيجة الحروب والتفجيرات، وقد ساهم التصحر وعدم هطول الأمطار، وهجرة المزارعين ونزوحهم عن أراضيهم، في انحسار المساحات الزراعية وتدميرها بشكل كامل أو جزئي في بعض المناطق.

وقال وكيل وزارة الزراعة العراقية، مهدي ضمد القيسي، لـ"العربي الجديد"، إن العصابات الإرهابية سيطرت على مدن عراقية تعد الأهم للقطاع الزراعي، خاصة نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك والأنبار، مما أفقد العراق نسبة لا يستهان بها من معدلات الإنتاج الزراعي سواء للقطاع الزراعي أو الحيواني.

كما أن سيطرة "داعش" على نينوى أدت إلى تراجع معدلات إنتاج الحبوب من 4.2 ملايين طن من الحبوب الاستراتيجية، أي القمح والشعير والذرة، إلى النصف تقريبا، وقال القيسي إن "محافظة نينوى وحدها تؤمن للبلد نحو 40% من مجموع محاصيل العراق من الحنطة والشعير، وبعد العمليات الأمنية التي تعرضت لها تلك المحافظات انعدم جزء كبير جدا من تلك المحاصيل المهمة".

وبين المسؤول نفسه أن محاصيل باقي المدن العراقية، التي تشهد مواجهات مسلحة، تراجعت بنسبة 55%، مما أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي للبلاد.

وبخصوص الإنتاج الحيواني، استطاع العراق سد 82% من حاجياته بفضل استراتيجية المبادرة الزراعية واستراتيجية إقراض الفلاحين والمستثمرين في قطاع الزراعة.

"وتلعب محافظات صلاح الدين وديالى والمناطق المحيطة بالعاصمة، بغداد، دورا هاما في تأمين احتياج السوق من الفواكه، حيث كانت تمد السوق بأكثر من 30% من احتياجه، لكن العمليات العسكرية أثرت على معدلات الإنتاج فيها، وفق القيسي.

وأوضح وكيل وزارة الزراعة العراقية أن الوزارة، وبالتنسيق مع الحكومة، وعدت بخطط بديلة للحفاظ على معدلات الأمن الغذائي للبلد، متعهدا بمواصلة حملة إقراض المزارعين رغم العجز الذي تعاني منه موازنة البلاد للعام الجاري.

ورأى الخبير الزراعي، أحمد الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، أن هناك مشكلة ستواجه القطاع الزراعي بعد القضاء على تهديدات "داعش"، وتتمثل في اعتماد الزراعة في نينوى على مياه الأمطار، كما أن معظم مزارعي المحافظة لا يزرعون الأرض بل ينتظرون هطول الأمطار لينبت بشكل ذاتي ما بقي في الحقول من حبوب في الحقول خلال عملية الحصاد.

وأوضح الخبير نفسه أن إعادة تمويل هذه المساحات الشاسعة يحتاج إلى تمويل، منبها إلى أن العمليات العسكرية تهدد بالقضاء على هذه المساحات.

وبحسب خبراء، تبلغ نسبة البساتين المدمرة في ديالى بسبب العمليات العسكرية 60% من مساحة البساتين، التي تشكل نحو 25% من المساحة الكلية للمحافظة والبالغة 17774 كيلومترا.

ويشغل قطاع الزراعة في العراق أكثر من 10 ملايين شخص، علما بأن سكان الريف يشكلون 30% من إجمالي سكان العراق.

وتشكل الأراضي الزراعية ربع مساحة العراق نصفها فقط مستغل.

وقد كانت نسبة الاكتفاء الذاتي من الغذاء من أصل زراعي محلي في عام 1970 حوالى 75 % بالنسبة للحبوب الأساسية وأكثر من 90 % بالنسبة للخضروات والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء والبيض، غير أن هذه النسبة تراجعت بشكل حاد إلى أقل من 30 منذ عام 2003، حيث يتم استيراد الخصاص من دول الجوار، خاصة تركيا والأردن وإيران وسورية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

195 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع