MBC تتعاقد مع عامر توفيق لخمس سنوات

  

علمت (ايلاف) من مصادر موثوقة أن MBC تعاقدت مع عامر توفيق المشترك العراقي في برنامج المواهب الغنائية (The Voice) لمدة خمس سنوات لموهبته الكبيرة ولمساعدته على تحقيق طموحاته الفنية.

عبدالجبار العتابي/بغداد: أكد مختصون عراقيون في مجال الفن والثقافة أن مشاركة المطرب العراقي عامر توفيق في برنامج أحلى صوت (The Voice) جاءت بسبب الخيبات والإحباطات التي عاني منها في بلده طيلة سنوات عمره الفني، على الرغم من امتلاكه للمؤهلات التي تمنحه صفة التفوق، موضحين أنه كان جريئًا في هذه المشاركة ليعلن عن نفسه وإن كان في عمر الـ 65 عاماً.

نحتاج لنصره لنعوض خيبات العراقيين
فقد اكد الدكتور مجيد السامرائي، الناقد ومقدم برنامج اطراف الحديث أن مشاركته ثأر لقهر من أضاعه، وقال :عامر ينطبق عليه المثل المصري الذي يقول : يموت الزمار وصوابعه بتلعب، فالفنان ليس له عمر معين، حيث كان هناك ممثل مصري اسمه عبد العظيم عبد الحق عرفه الناس وهو في السبعين، مثل ادوار الاجداد في اول ظهور له، عامر له بريق خاص، لولا أن وسائل الاعلام  قالت إنه في  الـ 65 لما انتبه الى ذلك أحد، صوته مثل صوت وديع الصافي أو صباح فخري كلما كبر تجوهر، ربما لن يبلغ نهائيات المسابقة، وربما يخرج مثل كل المنتخبات العراقية من دور الاربعة، لكننا نحتاج لنصره، لنعوض به خيبات العراقيين.
واضاف: "كان يمكنه أن يكون بين المحكمين، لكن هكذا قضت الايام ما بين اهلها، سوف اصاب بالسعادة الطاغية لو فاز مثلما بكيت على وطن خسر الكثير لكنه فاز في كأس اسيا، الحياة تبدأ في الستين، هو اختمر او اختبر، لكن لا ادري كيف رضي نومة اهل الكهف وهو قادر على  انزال صباح فخري من عليائه، هو يثأر ممن حجب صوته حتى الان، ساشعر أنه انتصر لي ضد من ارادوا قهري وقهرك، اتمنى أن نروج له، رغم أنني في آخر حوار بيني وبينه اكتشفت هاتفياً وبعد وقوع انفجار قريب منه .. أنه لا يعرفني، رغم أنه التقاني في شارع المتنبي وقال لي معاتباً: تحاور (.....) ولاتحاورني؟، انا الان مستعد للذهاب الى بيروت أو بغداد لتنفيذ مراده، ليس هناك عدل، هو لا يمتلك ذكاء وشيطنة من سبقوه، هناك امة خائبة من الناس تؤازره لعلها تشفى من خيبة الامل.

الخيبات كثيرة في حياته لكن إصراره دوماً أكبر منها
اما الملحن علي سرحان، فقد اشار الى معاناة عامر لكنه اكد  التفاته اليه: ليس غلطاً أن يشارك عامر توفيق في هذا البرنامج وهو في هذا العمر ، فأنا كوني قريباً منه اؤكد أنه فنان موهوب واستطاع أن يحافظ على صوته، ومن خلال جلساتي معه أعلم أن لديه إصراراً وأملاً كبيرين، فقد تمكن من أن يعبر كل المطبات التي مرت بحياته، وتجاوزها بقوة، وحتى حين احالوه على التقاعد لم يكن راضياً، كان يود تحقيق امنياته التي لم تتحقق بعد.
واضاف: الخيبات في حياته كثيرة ولكنه ما كان يتركها تؤثر به، أو تعرقل طموحاته، رغم أنه كان يعاني ويشكو من الغبن، اعتقد أن جرأته في المشاركة بهذا البرنامج اعطته اهتماماً كبيراً، فهو الذي لم يكن يسأل عنه أحد عبر 50 عامًا اصبح محط عناية الجميع، واصبح البرنامج محطة مهمة في حياته، لاسيما أن قناة (ام بي سي) تعاقدت معه لمدة خمس سنوات، وهذه التفاتة لم يحصل عليها في بلده وعلينا أن نشجعه.
 

صوته أجمل من اصوات المحكمين الاربعة
من جانبها، تساءلت الصحافية نرمين المفتي عن الخيبة التي دفعته للمشاركة، وقالت: عادة لا أتابع برامج صناعة اللا ابالية الوطنية والثقافية بامتياز، واقصد برامج المسابقات الغنائية والتي يتنافس للوصول اليها مئات الآلاف من الشباب من مختلف الدول العربية، لكن مشاركة عامر توفيق في (The Voice) جعلتني أتابع بعضاً من البرنامج من خلال اليوتيوب.. وتساءلت : ترى أية خيبة دفعت بصوت متميز ومثقف وصاحب خبرة واستاذ مقام مثل عامر توفيق للمشاركة في برنامج للشباب، وهو يعرف مسبقاً أن صوته أجمل من اصوات المحكمين الاربعة الذين حالفهم الحظ والذكاء وربما الظروف واصبحوا نجوماً؟ أية خيبة؟.

اضطر لبيع عوده بسبب العوز
اما الشاعر ابراهيم البهرزي فقال: هل يستطيع أحد انكار القدرات الادائية للفنان عامر توفيق ؟، وهل يشك أحد بوجود الكثير من الاصوات (الراسخة) والشائعة وهي دون قدراته بكثير؟
بعد 65 عاماً يضطر للمشاركة في برنامج خارج بلاده لينال فرصته، وفي بلده يضطر لبيع عوده بسبب العوز، أليس هذا يعتبر دليلاً على عفن مؤسساتنا الثقافية سابقها ولاحقها (للمناسبة فان طواقمها لم تتغيّر) وعلى أن من يصيغ الذائقة العامة مجموعة من المافيات التي يزكّي بعضها بعضاً لأسباب خارج كل معايير الابداع ؟، ملهى واحد هم جرسوناته وهم راقصاته وهم رواده.
واضاف : بعد 65 عامًا يضطر عامر توفيق للحصول على اعتراف بامكاناته الحقيقية خارج بلاده ليصدق اهل بلده إنه فنان اصيل، ما اوغد مؤسساتنا الثقافية واوغد عبيدها (الراسخين )الذين لا يستحون من التنظير الكاذب عن الحرية وارهاب الثقافة دون خجل من تواريخها المشينة .

مشاركته في The Voice رسالة احتجاج صريحة للقائمين على الثقافة العراقية
من جهته، حيا حيدر النعيمي ، صحافي مختص بالشأن الفني في مجلة الشبكة العراقية، حالة التمرد عند عامر، فقال: أرى أن سبب مشاركة الفنان عامر توفيق هي رسالة احتجاج صريحة للقائمين على الثقافة العراقية والمسؤولين في دوائر الموسيقى بأنهم السبب في تغييب الكثير من الفنانين، وإلا بماذا تفسر أن يظل صوت مثله يبحث عن فرصة على مدار اربعة وأربعين عامًا.
واضاف : الكثير تفاجأ بعمر المشترك العراقي وهو شيء طبيعي، ولكن غير الطبيعي في الموضوع أن العراقيين لا يعرفون عامر، بإستثناء من هم في الوسط الموسيقي وهذا شيء مضحك للغاية بل يدعو للسخرية من أناس يغيبون مثل هذه الطاقات، وشخصياً كصحافي أحيي هذا التمرد لدى روح عامر الذي أعطى مثالاً لعدم اليأس للكثير من الشباب، وكسر حاجز الخوف للكثير من الفنانين، والشيء الاهم من ذلك أنه انتصر على نفسه واخجل كل من يتبوّأ منصباً في العراق لأنهم باتوا يسألون اليوم أين كنتم من عامر توفيق .
وتابع : أخيرا أنا سعيد كون عامر اصبح  الآن وجهاً معروفاً في الشارع العراقي، وبات الكل يتسابقون لالتقاط الصور معه، بعد أن كان يعيش على الهامش، وهذا سيعطيه دفعة معنوية وطاقة اضافية لتقديم المزيد من ابداعاته الكامنة كل هذه السنين، حتى أنه اصبح اليوم الاكثر شهرة في منطقته "الفضل" البغدادية التي تعج بالكثير من قراء المقام والموشحات كما هو معروف عنها.  

خطوة شجاعة
اما الناقد مهدي عباس، فقد استغرب الاهمال الذي طال عامر طوال السنوات ، وقال: عانى من خيبة عدم الاهتمام في بلده..فالفرص في العراق  لمن يمتلكون العلاقات والوساطات، ويبدو أن هذا الرجل لايمتلك ذلك، رغم امتلاكه حنجرة هي اجمل من حنجرة لجنة التحكيم التي ذهب إليها لتختبره وتساهم في صياغة موهبته.
الحقيقة رغم استغراب الكثيرين من ذهابه الى البرنامج لكنني اعتقد أنها خطوة شجاعة فرغم عبوره الستين من العمر مازال يمتلك طموحات الشباب، كذلك هو اهان كل المؤسسات الفنية التي لم تهتم بهكذا صوت عراقي اصيل مبدع.

نجاح عامر صفعة للمؤسسات الفنية
اما المخرج نزار الفدعم، فقد اكد أن نجاح عامر صفعة للمؤسسات الفنية، وقال: عامر توفيق .. تحمّل جبلاً من الخيبات والانكسارات،ودهراً من التجاهل، ووجد في برنامج (The Voice) قارب نجاة حتى لو كان العمر ينفذ من بين يديه .
واضاف : مشاركته صفعة قوية بوجه كل المؤسسات الفنية وبوجه كل الانظمة التي توالت على حكم العراق لأنها لم تقدر موهبته وتعطيها حقها، كم من عامر توفيق موجود بحياتنا في الفن، والادب، والعلوم، والهندسة، والطب، والفلسفة، والتاريخ .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

612 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع