
د.وَائِلْ اَلْقَيْسِي
الإنتخابات العراقية بين مطرقة اميركا وسندان إيران
بدأ في العراق ، اليوم الأحد ، التصويت الخاص للعسكريين والقوات الأمنية في الإنتخابات البرلمانية.
ويتوزع الناخبون المشمولين بالتصويت الخاص على 597 ألفا و453 لوزارة الداخلية، و298 ألفا و54 لوزارة الدفاع، و128 ألفا و127 لهيئة الحشد الشعبي، و124 ألفا و312 لوزارة داخلية إقليم كردستان، و145 ألفا و907 لوزارة البيشمركة، و18 ألفا و410 لجهاز مكافحة الإرهاب، و1,596 لهيئة المنافذ الحدودية.
ويتنافس في الانتخابات 7 آلاف و743 مرشحا ومرشحة.
ويحق لنحو 21 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 329 عضوا في مجلس النواب.
علما ان ملايين العراقيين غير مسموح لهم من الترشح في هذه الإنتخابات بسبب الإقصاء والتهميش، ناهيكم عن زهاء ال 9 ملايين عراقي يعيشون خارج العراق ، وتم حرمانهم من حق التصويت.
وربما من المستغرب ان يتأخر قدوم ممثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب السيد مارك سافايا الى العراق رغم مضي نحو ثلاثة أسابيع على إعلان تكليفه بهذه المهمة المشوبة بالشكوك حول إمكانية نجاحها كما حصل مع مبعوثين آخرين لترامب في سوريا ولبنان ، على عكس قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني الذي حضر إلى العراق قبل 72 ساعة تقريبا، ليعطي اوامره وتوجيهاته للأحزاب والميليشيات التي تأتمر او تتبع لإيران بشكل مباشر او بالوكالة.
اما الأحزاب والجهات التي شاركت في الترشح لهذه الإنتخابات فهي ذات الأحزاب التقليدية المشاركة في السلطة واحزاب المال والنفوذ ، بالإضافة إلى قوائم إنتخابية أخرى تحسب نفسها على التيارات المدنية وبعض الأسماء المستقلة (كما تدعي) ولكنها جميعا تدور في فلك أحزاب السلطة والميليشيات المتنفذة بقوة .
أن المعلومات والمعطيات على الأرض تشير بوضوح إلى ان النتائج سوف لن تختلف كثيرا عن الدورات الانتخابية السابقة.
اما بالنسبة لما تحدث عنه وزير الخارجية فؤاد حسين حول إقصاء 6 فصائل عن الإنتخابات فهذا امر صعب وربما غير ممكن واقعيا، لأنها تمتلك واجهات وأسماء ترشحت للإنتخابات ترتبط بها بشكل مباشر وغير مباشر.
ولا يخفى على كل متابع للشأن العراقي قيام هذه الميليشيات واحزاب أخرى كبيرة من الإنشطار افقيا وعموديا ، بمعنى إنها زجت بقوائم صغيرة وشخصيات متفرقة للترشح في الإنتخابات على انها (مستقلة) لكنها في الحقيقه هي عملية اختراق وكسب مزيد من الأصوات وستجتمع من جديد بعد الإنتخابات تحت مسميات "الإئتلاف او التحالف او الإنضمام" لكتلة تضمها جميعا.
وإذا ماحدثت متغيرات مفاجئة وخارج الحسابات فستكون حتما بعد الإنتخابات، وخصوصا عند الشروع بإقتسام الغنائم اثناء عملية تشكيل الحكومة المقبلة.
ومن المرجح بروز دور مبعوث ترامب مارك سافايا في تلك المرحلة تحديدا، للحد من النفوذ الإيراني الذي ربما سيحصل بإستخدام القوة الناعمة من خلال (صفقة) من تحت الطاولة او قد يتصاعد إلى مرحلة إستخدام القوة الخشنة.
والقادمات من الأيام حبالى يلدن كل غريب.

917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع