الاستاذ الدكتور: نزار الربيعي
النظرة الفلسفية في ميدان الخبرة المسماة بالتربية
دراسة فلسفة التربية هي حب الاستطلاع المتأصل في الانسان كغريزة فطرية والاهتمام الرمزي حيث يهتم الانسان بطبيعتهُ بالرموز وخاصة الرموز اللغوية ومايمكن إن تتخذه من إشكال وانماط وتساعد الفلسفة بشكل كبير في هذا المجال كما تساعد الانسان في البحث عن المعنى الشامل للعالم المعقد الواسع الذي نعيش فيه , كما إن الانسان ميال بطبعه إلى الاتجاه الكلي لا الاتجاه الجزئي , حيث تشجع الفلسفة على الاتجاه الكلي المتكامل والرغبة في حل المشكلات هي كمبررات دراسة الفلسفة حيث تحاول الفلسفة حل المشكلات التي تثير تفكير الانسان وتوقعهُ في الحيرة كما إن الفلسفة تساعد على الفهم والأدراك واكتساب البصيرة.
و العلاقة بين الفلسفة والتربية هي ان الفلسفة تتضمن الإشارة عادة إلى ما هو عام وهو نشاط أو أسلوب يمكن تطبيقهُ على كل علم , وعلى ذلك يكون لكل علم فلسفتهُ , فهنالك فلسفة للفن , وفلسفة للتاريخ , وفلسفة للعلم , وفلسفة للتربية , وهذا هو الطابع الخاص للفلسفة الذي يُعنى بتطبيق الطريقة والنظرة الفلسفية في ميدان الخبرة المسماة بالتربية
وهناك صلة وثيقة وقديمة بين الفلسفة والتربية ,فمعظم الفلاسفة في العصور القديمة والوسطى والحديثة يبدؤون بالفلسفة وينتهون الى فلسفة التربية وكان سقراط يقول ان ان الفلسفة والتربية مظهران مختلفان لشيء واحد يمثل إحداهما فلسفة الحياة ويمثل الاخر طريقة تنفيذ هذه الفلسفة في شؤن الحياة, أي ان الفلسفة تحتاج الى تربية لنشر تعاليمها وتوضيحها وكسب أنصار لها لتبريرها وتعميق الإيمان بها وقبولها بين أكثر عدد من الناس , فالفلسفة دون التربية فكر بلا وظيفة , وبالمثل فإن التربية بلا فلسفة تتحول إلى عمل عشوائي غير منظم وغير هادف, وبالطبيعي يكون مصيرهُ الى الفشل.
ويمكن القول بان العلاقة بين التربة والفلسفة علاقة تبادلية وثيقة اي ان هناك فاعلية قوية ومؤثرة تؤكدها عملية التأثير والتأثر لكل من الفلسفة والتربية فتعرف على انها عملية فلسفية ذات هدف تربوي تمس الحياة في كل موضع يبين لنا بدون شك ان الفلسفة والتربية وجهان لعملة واحدة من حيث
الغاية : الفلسفة تقرر الغاية من الحياة التربية تقترح الوسائل لتحقيق الوسائل.
التطبيق : الفلسفة تمثل الجانب النظري التربية هي التطبيق العملي للنظريات.
المعرفة : الفلسفة تصوغ النظريات التي تحقق التربية تطبيقها التربية عمل متناسق لنقل المعرفة وتنمية المهارات والقدرات .
الموضوع : الانسان محور موضوع الفلسفة موضوع التربية هو الانسان .
الاهداف : الفلسفة تضع الاهداف التربية تعمل على تحقيق تلك الاهداف .
وان الفلسفة والتربية في علاقة تفاعل مستمرة حيث ان الفلسفة بحاجة الى التربية وذلك لتؤكد دورها كوسيلة تقوم بترجمة ذلك في شكل عمل تربوي, والشيء المشترك بين التربية والفلسفة هو" الانسان" الذي يمثل موضوع التربية وكذلك يمثل المحور الاساسي لموضوعات الفلسفة هي الإطار الذي يحرك التربية ويدفعها إلى الأمام كي تسابق العصر الذي تعيشهُ ليمكنها العمل على بقاء التقدم فحسب بل العمل على استمراره, شأن أي مبحث جديد لابد من التعريف به موضوعاً ومنهجاً وأهدافاً.
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع