ترتيب الطبيعة

                                                    

                       د يسر الغريسي حجازي

 

ترتيب الطبيعة

ما هو النظام الاجتماعي؟ إنه نور الإنسان الذي يساعدنا على السير في الحياة. إنه ذكاء كل واحد منا، للتصور، والفهم، والتصرف بالأولوية. إنه قانون الطبيعة بكل صرامة، وعلينا الالتزام به. بدون الولاء والبر، سنذهب جميعًا إلى الجحيم.

لماذا نحتاج الولاء في حياتنا؟ ما هو الولاء وكيف نصبح مخلصين؟ من الضروري معرفة أن الولاء يعكس البر والإخلاص لكل انسان، وكذلك الاحترام المتبادل. من الناحية اللغوية، تُشتق كلمة "ولاء" من الكلمة اللاتينية "وفقًا للقانون"، وهي نفسها مشتقة من "القانون" التشريعي. ويُذكر مصطلح الولاء في جميع الكتب الدينية، لتعليم الجميع أن العالم لن ينعم إلا باستقامة كل انسان يعيش على الأرض، وأن يلتزم بالاحترام والتماسك العالمي. في أخلاقيات التحليل النفسي، يتم التعبير عن البعد الأخلاقي من خلال التحكم في رغبات المرء، بينما ينفث التلفظ بالأكاذيب في الذهن الخداع، والجهل، والخيانة.
بالنسبة لأرسطو، الأخلاق هي تمثيل للرجال المهذبين، والمؤهلين، وذو النخوة والاحترام..
بالنسبة لأفلاطون، تتكون الروح من ثلاثة عناصر أساسية، بما في ذلك:" العنصر المعقول، والعنصر الشهي، والعنصر الغاضب". والعنصر يرمز إلى الغضب الصالح والشجاعة، والإرادة ( بريسون، فونتيروتا. أفلاطون، 2014).

يسلك الإنسان أفعاله وفقًا لرغباته وسلامته، وذلك دون مراعاة الأشخاص من حوله. وفقًا لطبيعته، يعيش الإنسان في حب الذات، وفي شغفه الغريزي دون تمييز بين الفعل والوعي. اما الوعي، فهو ترتيب للذاكرة والفكر.
يبدأ الطفل بحب ذاته خلال الطفولة، ثم يحب أولئك الأقرب إليه. وخاصة أولئك الذين يقدمون له الرعاية والاهتمام، الذي يحتاجه. مع انه يحاول، تجنب أو الهرب من كل ما يمكن أن يؤذيه. من خلال التعرف على ما يمكن أن يؤذينا، يتطور شعور الرفض والكراهية. ومع ذلك، فإن الطفل يحب ويثق في كل من يلبي احتياجاته الأساسية (طعام، رعاية، حنان، هدايا).

ويتطور الامتنان إلى محبة طيبة، لذلك يكون الطفل طيبا بطبيعته. لكنه يتغير، عندما لم يعد مركز الاهتمام من حوله. عندما يتم توجيه الانتباه لغيره، تنموا الغيرة وكذلك العاطفة البغيضة. ثم ينظر الطفل إلى نفسه في المرآة، ويبدأ في مقارنة ذاته بأولئك الذين سرقوا منه مركز الاهتمام. وتنشأ القدرة التنافسية جنبًا إلى جنب مع مشاعر خيبة الامل والعناد وإقناع الذات على محاربة الامر، واسترجاع ما سلب منه. ثم يردد تصوراته بصوت عالي، مثل "أريد أن أكون الأفضل غصبا عن الجميع، حتى لو كان الامر قد يضر الآخرين". هذه الغرائز تسيطر على الإنسان، وتمنعه من التفكير بشكل منطقي. غالبًا ما تكون الأنانية مسيطرة على الشخص الاناني، بسبب انها تحتل غريزة الانسان وتدفعه إلى الغرور وتجعله يؤمن ان ذلك استحقاق. ويعطي ذريعة لنفسه، لسرقة كل ما يريده من الآخرين. وذلك، لإرضاء الذات وتلبية الاحتياجات الغرائزية والاستمتاع بالامتيازات.
ان الولاء فضيلة، وجزء لا يتجزأ من ضمير الإنسان. وذلك بسبب انه يلعب دورًا بارزًا في عملية الشفافية، والتزامن في العلاقات الإنسانية.
إنها أيضًا صفة تحدد مدي صلابة المصفوفة الاقتصادية والاجتماعية وقراراتها المتخذة، بسبب ان الإحصائيات والرسوم البيانية تؤكد إذا هناك وصول الجميع الي مشروعية الخدامات العامة (الصحة، التعليم، المعاشات، التأمينات، والتوظيف).
كما ان الولاء هو إيقاظ الضمير والالتزام بالقيم، والأخلاق الحميدة. وتكون العلاقات الإنسانية مشروطة بالاخلاص وحسن التقدير، والتضامن بين الناس.
كما أن الشفافية أداة قوية لتوحيد العائلات والمجتمعات، والأشخاص حول العالم.
إن الولاء هو إيقاظ الضمير من أجل الوصول الي ديمقراطية، وتحمل المسؤوليات، والانخراط في الأعمال التضامنية. قال سبينوزا: "الديمقراطية هي اتحاد الرجال في كيان له حق سيادي وجماعي على كل ما في سلطته. " الضمير يجبرنا على قول الحقيقة، وصياغتها، والتعبير عنها من أجل إنقاذ المجتمع والعائلات والأفراد من الظلم والبؤس. يبدأ استيقاظ الوعي بالمعاملة الطيبة مع من هم من افراد الاسرة على سبيل المثال: الام والأب والزوجة، والابناء، والاقارب، والجيران، والاصدقاء والمجتمع ككل.
يجب أن يكون الولاء جزءًا من عاداتنا، من تربية أطفالنا لتنمية ثقافة النزاهة والولاء من اجل لتعزيز الشفافية، والحرص على المصلحة الجماعية. لقد ناقش الإسلام على سبيل المثال، الكثير حول أهمية الولاء وذلك من أجل أن نصبح أمناء وكرماء وإنسانيين. يفسر الولاء على أنه الإخلاص، والحفاظ على الالتزامات الأخلاقية بعيدًا عن الغدر والخيانة.
أن تكون مواطنًا صالحًا، يعني ان يحترم المرء التزاماته وان يوفي بوعوده، ويعامل كل الناس بنبل ولطف. أن تكون مخلصًا يعني أيضًا، أن تكون صادقًا مع نفسك ومع الآخرين. يحدد الولاء توسع الشعوب، ونشر العلم والتقدم، والحضارة. ان الوعي هو بمثابة البعد الروحي، الذي يسمح لنا بفهم العالم وتصوره، وبناء صورة متماسكة للحياة. ومع ذلك، فإن عدم الولاء يقيد التفكير البشري وما يترتب عليه من أفعال يقوم بها الانسان.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع