وداعاً أحمد راضي.. وداعاً نجم الكرة العراقية

                                                           

                   الأستاذ الدكتور باسل يونس ذنون الخياط
                       أستاذ متمرس/ جامعة الموصل

  

وداعاً أحمد راضي.. وداعاً نجم الكرة العراقية

ودَّع العراق فجر يوم الأحد 21 يونيو/حزيران 2020 نجم الكرة العراقية والعربية أحمد راضي، بعد صراع مع فيروس كورونا، عن عمر يناهز السادسة والخمسين. وقد ترك رحيل أحمد راضي وقعا كبيرا على مختلف شرائح الشعب العراقي، وانتشرت آثاره إلى خارج الحدود العراقية. وقد رحل أحمد راضي ليترك غصّة قاسية جامدة في حلق عشّاقه، وجرحًا داميًا في قلوبهم. وقد نعاه الأستاذ الدكتور عبد الوهاب العدواني قائلا: ليس هناك شيء كالدموع للتعبير عن الحب والقبول، وها هي تجمع العراقيين، حُبا لعَلَم من أعلام العراق في كرة القدم؛ وألما وحسرةً على فَقده:


أَبْكَى عَلَيْهِ سَوَادَ الشَّعْبِ أَجْمَعِهِ ... وَخَالِقُ النَّاسِ إنْ زَكَّى فَقَدْ وَصَلَا

وما أن تناقلت وسائل الإعلام العراقية والدولية، خبر رحيل أسطورة الكرة العراقية، حتى اتشحت مواقع التواصل الاجتماعي العراقي بالسواد. ونَشرت العديد من المواقع نعي للفقيد ومعلومات مختلفة عنه.

لقد نعى رئيس جمهورية العراق، برهم صالح، أحمد راضي وكتب في تغريدة على تويتر في (21 يونيو/حزيران 2020): "نعزي عائلة وذوي ومحبي الكابتن أحمد راضي، الذي وافته المنية اليوم، ورغم فقدنا له، إلا أنه حيّ في قلب كل عراقي بما يمثله من هوية وطنية وذاكرة مفعمة بالإبداع والإنجازات الكروية". وأكد صالح أنه (عزاء كل العراقيين، وقدَّم تعازيه لأسرته ومحبيه)، واختتم الرئيس تغريدته بوسم: "#أحمد_راضي".

كما نعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وفاة نجم الكرة العراقية أحمد راضي، وقال الكاظمي في تغريدة على "تويتر"، "رحل عنّا، أحمد راضي، وهو يرتدي القميص الأخضر، الذي طالما أحبه، وطالما أحببناه فيه.. نسأل الله له المغفرة، ولأهله ومحبيه ولنا جميعا الصبر والسلوان".

ونعى الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، نجم الكرة العراقية وقال: "رحم الله الاخ والصديق النجم العربي الكبير أحمد راضي، الذي كان في طريقه إلى عمان لتلقي العلاج من مضاعفات فيروس كورونا". وتابع سمو الأمير: "لقد فقدنا هامة رياضية نفخر ونعتز بها، ومثالا بأخلاقه وعزيمته، تعازينا الحارة لعائلته ولشعب العراق والوطن العربي ويلهمنا العلي القدير الصبر والسلوان".

ونعى وزير الشباب الأردني الدكتور فارس البريزات بعميق مشاعر الحزن، لاعب كرة القدم العراقي أحمد راضي، واستذكر الدور الذي قدمه النجم العراقي، في خدمة القضايا الشبابية والرياضية في العراق والوطن العربي، خلال أربعة عقود كان خلالها بمثابة مصدر الهام للشباب العربي الطامح في تحقيق التميز والابداع.

وقدَّم سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق (مارت هوث) تعازيه برحيل اللاعب أحمد راضي، وقال في تغريدة له: "أشعر بالحزن الشديد لسماع خبر وفاة أسطورة كرة القدم العراقية الكابتن أحمد راضي رحمه الله، وأقدم تعازيي الحارة لعائلته ولجميع العراقيين، كما هو الحال في معظم بلدان العالم يجمعنا الرياضيين من الرجال والنساء العظماء ويخلقون إحساسا خاصا بالوحدة والتكاتف، تاركين مكانهم خاليًا في قلوبنا عندما يرحلون". وأضاف سفير الاتحاد الأوروبي: " لن يتم نسيانه أو نسيان هدفه في 1986، إن هذه الخسارة المفجعة للكابتن أحمد راضي هي أيضًا تذكير قاسٍ بأن فيروس كورونا يمثل تهديدًا حقيقيًا لنا جميعًا".

ونشرت الصفحة الرسمية للاتحاد الآسيوي على موقع تويتر: "تعازينا الحارة لعائلة وأصدقاء الأسطورة العراقية أحمد راضي، والذي توفي اليوم بسبب فيروس كورونا".

وقدَّم الكاتب الدولي المُكلَّف برياضة النخبة البطل الأولمبي الجزائري (نور الدين مرسلي) تعازيه الخالصة للأسرة الرياضية العراقية في وفاة نجمها السابق أحمد راضي. أما النجم الدولي السابق يونس محمود، فقد نعاه تحت عنوان "وفاة اسطورة كرة القدم العراقية أحمد راضي".

ملخص سيرته:
يعدُّ أحمد راضي (1964-2020) من أبرز لاعبي العصر الذهبي للكرة العراقية. ولد أحمد راضي هميش الصالحي في 21 أبريل 1964 في سامراء من عائلة رياضية تضم ست إخوان، ثلاثة منهم يلعبون كرة القدم. برزت مواهبه في سن مبكر مع نادي الزوراء العراقي الذي شهد تألقه، بعدها تألق أحمد راضي في كأس فلسطين للشباب التي كانت بداية شهرته العربية والتي أُقيمت في المغرب عام 1983، وبعدها لعب مع المنتخب الوطني وواصل تألقه مع المنتخب الأول وكان له دور بوصول العراق لنهائيات كأس العالم 1986. وأحمد راضي هو صاحب الهدف العراقي الوحيد في كأس العالم 1986 على منتخب بلجيكا.

حقق أحمد راضي بطولة كأس الخليج عام 1988 مع المنتخب العراقي حيث حصل على لقب هدّاف البطولة، كما اُختير في ذلك العام كأفضل لاعب في آسيا. واختاره اتحاد التاريخ والإحصاء ضمن أفضل عشرة لاعبين في تاريخ آسيا في القرن العشرين.

ابنة أحمد راضي الكبرى هي الدكتورة هيا، وهي متزوجة من أحمد الحديثي ومقيمين في الأردن، أما ابنه الأصغر فهو فيصل وهو لا يزال طفلا.

أهم انجازات أحمد راضي:
لعب أحمد راضي لنادي الزوراء للفترة (1982–1984) وأحرز له 38 هدفا، ولعب لنادي الكرخ للفترة (1984–1990) وأحرز له 69 هدفا، وعاد ولعب لنادي الزوراء للفترة (1990–1993) وأحرز له 54 هدفا، ولعب لنادي الوكرة القطري للفترة (1993–1997) وأحرز له 16 هدفا، ثم عاد من جديد ولعب لنادي الزوراء للفترة (1997–1999) وأحرز له 34 هدفا.

كما لعب أحمد راضي للمنتخب الوطني العراقي على مدى 15 سنة للفترة (1982–1997) وخاض معه 121 مباراة دولية وأحرز له 62 هدفا. وبذلك تكون حصيلة إنجازاته:

• إحراز الدوري العراقي 5 مرات.
• إحراز كأس العراق 7 مرات.
• إحراز بطولة أم المعارك مرة واحدة 1991.
• إحراز دوري ابطال العرب 3 مرات.
• وصيف أبطال آسيا 1988.
• تأهل العراق لكاس العالم 1986.
• تأهل العراق للأولمبياد 1984 و 1988.

وداعا أحمد راضي:
في ظهيرة يوم 21 حزيران، أعلن ديوان الوقف السني أنه استجاب لطلب عائلة أحمد راضي بغسله وتكفينه وإقامة صلاة الميت عليه ثم دفنه في مقبرة الكرخ الإسلامية في الجزء المخصص لضحايا كورونا، وقد تم ذلك في اليوم نفسه.

وفي يوم الاثنين (22 حزيران 2020) قررت وزارة الثقافة العراقية إنشاء تمثالين نصفيين للنجمين الرياضيين (أسطورة الكرة العراقية أحمد راضي)، و(اللاعب الدولي السابق علي هادي) اللذين وافتهما المنية إثر إصابتهما بجائحة كورونا.

وما قالَ رزءُ الموتِ هذا ابن هذهِ ... وهذا ابن تلكمّ بلْ هُما أخَوَانِ

رحم الله أحمد راضي وكل ضحايا كورونا بواسع رحمته ورضوانه وأسكنهم فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًاۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَاۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (آل عمران: 145).

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

774 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع