بغداد ،، تشويه متعمد !!!! الاعظمية الاصيلة نموذجا !!!

                                                

                         سيف الدين الألوسي

بغداد ،، تشويه متعمد !!!! الاعظمية الاصيلة نموذجا !!!

اولا ، اود القول بأن هذا المقال ليس تكبرا وليس تعصبا لاهل بغداد وكما اتهم كل مرة ،، ولكن لبيان الحقيقة والدفاع عن مدينتي الغالية التي ولدت فيها وعلمتني وتربيت فيها وهي معظم ذكرياتي وعمري ،، فارجو عدم التهجم من البعض لانني لا ابغي التعرض او الانتقاص من اي مخلوق . وعدم اتهامي بالعنصرية من البعض كما حدث سابقا !!!!!!!

قبل ثلاثة ايام ذهبت لزيارة قبر والدي الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله في مقبرة الاعظمية ، علما بأن والدي رحمه الله لم يدفن في مقبرته الخاصة بالعائلة التي في مقبرة ابو غريب ولا بمقبرة الشيخ جنيد مقبرة اكثرية ال الالوسي قرب معامل السكك في الشالجية !! ،، ولاسباب امنية وقطع الشوارع عند وفاته !! وعند الذهاب مشيا الى المقبرة الجديدة تدخل نقطة تفتيش مكتوب فيها باللغتين العربية والايرانية !!!! النساء والزنانه منا ،، والرجال والاغوات منا !!!!
ذهبت الى الاعظمية وانا ولدت فيها ، والاعظمية التي اعرفها وبيوت اجدادي الاثنين فيها ،، من جهة السفينة والكورنيش ، اصبحت قطع صغيرة وشوارع مكسرة ومطاعم ، ولو كمنطقة فهي احسن من منطقة هيبت خاتون بظهر قاسم ابو الكص ، والتي اصبحت كأنها قرية عشوائية في كولومبيا ،، وسينما الاعظمية اصبحت دائرة للارامل والايتام تابعة للوقف السني ،، وحديقة النعمان اصبحت قاعة للمناسبات والاعراس ،، كلية العلوم اصبحت علوة لبيع الچبس ،، ذهبت الى شارع ٢٠ والفوضى والاوساخ ،، صعدت على السدة في نهاية شارع عشرين وبيوت على الشط متروكة لاساتذة الطب بالعراق ،، مهجورة ، محاطة ببيوت عشوائية وفوضى ،، بيوت الاساتذة الدكاترة كمال السامرائي وعزيز محمود شكري وحسني الالوسي وبيوت شنشل وعلي احسان نشأت والخضيري وغيرها ،، تبكي اصحابها ، وقد بنيت بجهودهم وعلمهم وتعبهم ،، طيلة عقود ليسكنوها في اواخر عمرهم وبعد تقاعدهم ،، وقد تركها الورثة او باعوها للاسف !!!
رجعت الى شارع الصليخ وحيث بيت المرحوم منذر عباس اصبح محلة كمحلة عشوائية،، في ريودي جانيرو تضم زقاقا وخمسين بيت بكبر الشخاطة !!! وكذلك البيوت المجاورة ولا تعرف الملك الصحيح والتجاوز ،، وحيث سمچة بيت الزهاوي صارت كراجات وبيوت ام ٥٠ متر ! وبواجهات ٢،٥ م وارتفاع ١٢ م !!! وذهبت باتجاه الگريعات وساحة عماش ،، لم يبقى بيت محافظا على خصوصيته سوى بيت المرحوم الاستاذ د سالم الدملوجي وحيث بقية البيوت تغيرت معالمها ،. وصلت الى بيت خالي المهندس معاذ فانه ضايع بين بيوت التلزيك الجديدة على دجلة وكأنني بنص محلات التصليح بالشيخ عمر !! ،، اما البيت الذي قضيت احلى ايام حياتي فيه ،، ولدي فيه ذكريات لا تنسى، وهو بيت عمي المرحوم الدكتور خليل الالوسي وبيت اقرب الناس لي ،وهم اولاد عمي الدكتور عاكف الالوسي والدكتورالمرحوم علي الالوسي ،، فاصبح ارضا لم تبقى منه ،، سوى النبگة القديمة التي على المسناية ،، والتي سكرنا تحتها والمزة نبك عشرات المرات ،، اما قاعدتنا البحرية البير القديم للمكينة، والمرفأ لثلاثة زوارق سريعة وبلام اثنين وطوربيد وايام الووتر سكيينغ او التزحلق على الماء فقد ذهبت واهلها من دون رجعه.

حزنت بحرقة على ذكرى احباء ومنزل ،، وشط جميل وجزرة رملية روعة تسوه احلى بلاجات العالم ،، وبارتيات وحفلات ،، وحب على دجلة ، والوزة التي تغوص ونحن نحودها بالماطور ، وتقشمر علينه وتطلع بغير اتجاه ،، والرگي العال والجبن عل الجزرة ،، والتكة والسمچ ،، والفريدة المبردة المجورشة !!!
اكملت الى الكريعات وسيارات سكراب متضررة من التفجيرات متروكة ،، والمشاتل الجميلة اصبحت بيوتا غير صحية بمساحات ضيقة ،، وبيت الاستاذ هشام منير المعماري القدير كانه عجوز تعبان هجره الجميع وكذلك بيت السيدة امل الخضيري والمرحوم جمال عمر نظمي !!
تألمت كثيرا ،، ثم رجعت الى بساتين ال سليمان ورشيد عالي الگيلاني والتي اصبحت معارض النهضة للسيارات ، وشارع الاخطل ودرابينه وكلية بغداد والمشاتل فقد اصبحت محلات محلات للسكن التعبان والذوق المعماري المعدوم ،، والبستان الجميل بظهر كلية بغداد واشجار كلية بغداد ،، تم اجتثاثه واجتثاثها مثل البعث ( انا لست بعثيا،، ولكنه قرار ظالم بكل معنى الكلمة لنسبة كبيرة من المواطنين العراقيين والذين خدموا البلد بكل اخلاص) ،، وفتح فيه شارع وتقسم الى اراضي سكنية !!!
اما بيوت اقاربي واصدقائي فصارت مجموعة كنج مال دجاج ومنهم بيوت اخوية وصديقي المرحوم ممتاز خال اخوية بسمل مقادسي وبيوت جده ووالده ، وبيوت باكوس والبكري والزهاوي ولم يبقى الا بيت الاستاذ الدكتور المرحوم مكي الواعظ والد اخوتي د مكرم ومناف وووووووو!!!
ورجعت مع اخوية وصديقي ورفيق الدرب منذ ستين عاما قصي خير الدين الحافظ الى شارع الضباط وحيث ضيعت معالمه ،، تزقنبت كباتشينو باحدى الكافيهات ،، وسلمت على قصي ،، ورجعت للبيت حيث لطيت نص بطل وباكيتين جگاير وعلى اغنية ام كلثوم الاطلال ،، وانا حزين على احفادي ومقهور على اولادي الذين عاشوا جزءا مع هذه الذكريات في بغدادهم الجميلة النظيفة .
ومن غماد بغوسنه كولت اخوتنه المصالوة !!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1207 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع