نظام يسير نحو الهاوية

                                  

                      علاء کامل شبيب

يبدو أن صراع الاجنحة داخل النظام الايراني يتطور يوما بعد يوم، و مع إنفلات زمام الامور من يد مرشد النظام و عدم تمکنه من کبح جماح القادة الصغار (أحمدي نجاد و الاخوين لاريجاني)، فإن الصراع قد أخذ سياقا آخرا يتسم بالخطورة البالغة و يؤکد على وخامة الاوضاع و رداءتها بعد أن صرح هاشمي رفسنجاني"الرجل الثاني في هرم نظام ولاية الفقيه"، أمام جمع من أنصاره بأن الاعداء"بحسب تعبيره" ليسوا بحاجة لشن حرب على نظامه لأن الظروف السائدة في البلاد کفيلة بدفعها نحو الهاوية.

رفسنجاني الذي أشار وبکل وضوح الى الاختلاف بينه و بين المرشد بتعبير مبطن يحمل معان ضمنية عندما قال"لو سادت ظروف نشب فيها النزاع و الخلاف بيني و بين المرشد لخسرنا جميعا"، يغمز و بخبث نحو إحتمال ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية و إحتمال عدم السماح بفوزه خصوصا وان صناديق الاقتراع تخضع لمشيئة و إرادة مرشد النظام و بطانته الخاصة، مثلما أن الموافقة على ترشيحه تخضع بالاساس لإرادة المرشد نفسه، ويبدو أن تهديد رفسنجاني المبطن هذا يأتي بعد فترة قصيرة من التهديدات العلنية لأحمدي للأجنحة الاخرى المضادة له بنشر غسيلهم القذر على العلن، وهذا مايثبت أن هناك فعلا أزمة صراع قوي مستفحل بصورة غير عادية بين أجنحة النظام لعدم تمکن النظام من حل و معالجة أزمات و مشاکل البلاد المستعصية، وهو مايدفع بالاجنحة و خوفا من إنتفاضة الشعب و محاسبة المقصرين، إلقاء تبعات وخامة الاوضاع على کاهل بعضهم البعض.

نظام الملالي الذي کان يفاخر دائما بکون جبهته الداخلية متراصة و أن النظام قوي و منيع و لايمکن أن يهتز او يتزعزع، بات العالم کله يرى اليوم و بأم عينيه کيف أن هذا النظام بدأ يتداعى على بعضه و يتآکل و تنتشر رائحة فساده النتن الذي صار يزکم الانوف، لم يعد بوسع قادة النظم النفخ في قرب مثقوبة او القرع على طبول ممزقة، فقد باتت الصورة واضحة تماما، وظهر و يظهر للعيان مصداقية و حصافة ذلك الرأي السديد الذي أطلقته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بشأن أن عام 2013، سيکون عام التغيير الکبير في إيران، مثلما أکدت بأن هذا العام هو عام إسقاط النظام و تحرير إيران من رجس الاستبداد و قذارة رجال الدين المنحرفين الذين يعملون کل شئ من أجل بقائهم في السلطة.
ماأکده رفسنجاني"رغم أنفه"، هو حاصل تحصيل الواقع الحقيقي للنظام بدون رتوش،
بل وانه أسوأ من ذلك بکثير، وان منظمة مجاهدي خلق ابرز و أهم فصيل إيراني معارض أکد طوال الاعوام السابقة على حتمية وصول نظام الملالي الى هکذا اوضاع وخيمة على الرغم من أن المجتمع الدولي لو کان قد أخذ بمقترحات و طروحات المنظمة بشأن کيفية التعامل مع الملف الايراني، فإن الامور کانت ستجري بسياق مختلف ولکان العالم قد تخلص من نظام الملالي منذ أعوام خلت ولکان الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم قد تنفست الصعداء، لکن إنخداع المجتمع الدولي بأکاذيب و مراوغات و المناورات الخداعة للنظام منحت عمرا إضافيا لهذا النظام على حساب حرية و کرامة الشعب الايراني من جهة، وعلى حساب أمن و استقرار و سلام المنطقة من جهة أخرى، وان الرهان لايزال قائما فيما لو أراد المجتمع الدولي إزاحة کابوس الملالي بأسرع وقت ممکن وهو"أي الرهان"، متعلق بدعم المقاومة الايرانية و إسنادها من أجل کفاحها العادل في سبيل الحرية و الکرامة بإسقاط نظام الکذب و الدجل في طهران.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

990 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع