وفاء لذكرى أخي وصديقي فقيد الوطن الراحل وميض جمال عمر نظمي

بقلم هيثم الشيباني

وفاء لذكرى أخي وصديقي فقيد الوطن
الراحل
وميض جمال عمر نظمي بمناسبة مرور
سنة على رحيله الى دار الخلود
أسجل هذه الخواطر

ان مآثر الكبار عندي أحب آلاف المرات من البكائيات لآنها  تعطيني العبر والدروس, وهكذا هو رحيل أخي وصديقي وميض جمال عمر نظمي
فيطيب لي أن أدعوه من غير عنوان لأنه اكبر من كل العناوين التي
يتهافت عليها الأقزام ويعلو عليها العمالقة
يكفيني أنه صديقي وأنه من تجمعت حوله الأضداد
ومن تمنى الحاكم أن يستلم منصبا في دولته
بل أن الحاكم كان يتقرب اليه
ولما أكل الحصار في خاصرة بلاده طيلة السنوات العجاف
خرج يطوف بلاد الدنيا يلملم علب الدواء
وهو المستقل عن العمل الحزبي
دون مطاليب سوى رضا الله والتأريخ
والذي عاش كريم النفس أبيا فوق أرض الوطن وغادر الحياة الدنيا
من القبر الى دار الخلود
كان مناضلا صلبا عنيدا راسخ المبادئ
خياره في الخلاف مع الغير هو الحوار ولا يتخذ من العنف
وسيلة للقناعة
  وأن مثله لا يستحق الاساءة
هو الذي لا يعترض على لجوء الآخرين اليه عندما يحتاجون  
 لأنه يشعر مثل الشمعة التي تحترق من أجل انارة ظلام حياة الغير
وحيث أني أقف عاجزا عن تلخيص صداقتي معه بسطور قليلة لكنه جعلني
أؤمن أن الصداقة هي من
أجمل العلاقات الإنسانية التي نبحث عنها مطولاً  
 فترانا نتمسك بالصديق ونحافظ عليه، ولكن ارادة الله لها أحكام
و ظروف الحياة
 تتقلب فتجبرنا على الفراق، فنتألم ويعتصرنا الحزن ونبقى نعيش
 على الذكريات الجميلة
ان  فراق الصديق مثل نسيم الربيع، وهو بالدرب مثل شذى الياسمين
 سنوات مضت سريعة  ، ليتها بقيت كما كنت أراها، فأن وميض للصداقة عنوان
ستبقى الذكرى أمل بلقاء ووعد بدعاء لاينضب. فهناك أصدقاء محفورون في الذاكرة، وأخرون لا تنساهم العـيون، وغيرهم لا يفارقون البال، ومنهم من يسكن القلب .
أذكر عنه الكثير من المواقف وجميعها عبر ودروس
فقد كان طاقة  لا تهدأ حتى اليقين وبقي يبحث عن هذا اليقين  حتى لقي ربه
وخلال  دراسة الدكتوراه أجمع الطلاب العرب في بريطانيا وايرلنده
على اختياره رئيسا لاتحاد الطلاب
كما تميزت شخصيته بالجمع بين الهيبة وروح النكته , والمقدره على مخاطبة الأعمار
 كلها والحوار معهم و كل واحد فيهم حسب مستواه
ذكرياتي معه رحلة سفر عميقة الجذور والأثر, وذلك لا يعني أننا كنا نلتقي كثيرا
 خصوصا بعد سنوات 2003, فقد كان خياره الرباط في أرض الوطن
 وهذا الخيار فخر له, فهنيئا لك أبا ذرى  
هذا هو وميض.
ولو أستمر(أنا) في الكتابه عن قيم الشجاعة والكرامة والاباء والوطنية والاخلاص
 في وميض لما اتسعت صفحات  هذا المقال
وفي الختام لا أقول وداعا وميض بل الى لقاء
هيثم الشيباني
10 / أكتوبر 2017

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

748 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع