لا للنجاح ... نعم للتميز !

                                               

                                  زيد الحلًي

لا للنجاح ... نعم للتميز !

اعتدتُ حين ازوره ، اظفر بفكرة صحفية ، او مسألة اجتماعية تستحق النقاش الاعلامي ، فأفكاره موضوعية ، رغم قناعتي ، ان عمله الوظيفي ، يأخذ كل وقته ، لذلك أبدع فيه ، بوجدان نقي، فالرجل بعيد عن الشللية ، وهو رغم  موقعه المتقدم في السلم الوظيفي ، غير انه يسعى الى تطوير امكاناته الاكاديمية في الدراسات العليا ضمن منهج تعليمي صارم  معروف دوليا ..
كنتُ عنده امس ، مهنئاً بعودته من رحلته في تأدية امتحاناته الدراسية امام اساتذته الكبار، وقد مازحته قائلاً :  اين هديتي من افكارك ؟ اجاب : عدتُ قبل ايام من قارة بعيدة ، حيث مقر التقييم الاكاديمي لدراستي ، فأعذرني هذه المرة ، ولك مني وعد بأفكار جديدة لاحقاً ، وانا اعرف ان كلمته لا تقبل القسمة على اثنين .. هي واحدة ، مؤكدة .. فغيرت حديثي الى عبارات التهنئة على دراسته ، ونجاحه فيها ، فانثالت منه عبارة ، كانت ام الافكار التي ابحث عنها ... قال : انني لا ابحث عن النجاح فقط في دراستي ، لكني ابحث عن ( التميز)  فيها .. ابتسمتُ في سري ، فلقد وصلتني من ( ابو حيدر) صديقي الاثير ، فكرة لم تخطر على بالي .. هي الفرق بين ( النجاح والتميز) .. واظن ان تأكيده على التميز ، نابع من  قوة الإرادة التي يمتلكها ، وهي عملية تركيز طاقته الداخلية على تحقيق طموح انساني يداعب مخيلته ، ولو ان غيره شغل موقعاً وظيفياً نجح فيه ، مثل الذي يشغله ،  لما فكر في تطوير رؤاه الاكاديمية ، مكتفيا بما وصل اليه من نجاح وظيفي ، وهو في ريعان الشباب ، والفكر الوقاد ... فخلال مسيرتي الحياتية ، عرفتُ مئات الاشخاص ، من معارف واصدقاء ، آملهم النجاح ، فهو قمة ما يرمون الوصول اليه ، لكني لم ادرك اهمية ( التميز) إلا بعد لقائي بصديقي الاثير،  فالتمييز يحتاج الى جهد اضافي، جهد ، يفوق الجهد المبذول للنجاح وطريق التمييز يحتاج الى ثقة بالنفس و رغبة حقيقية للتمييز و امتلاك روح المتنافس.
وبرأيي ان التميز هو مرتبة من مراتب النجاح .. فكل تميز هو نجاح ، لكن ليس كل نجاح تميز , وبمعنى اخر ان التميز هو اعلى درجة من سلم النجاح حيث قمة الانجاز، وهو يستلزم ارادة واصرار وتحدي وتضحية وثقة عالية بالنفس ، التي هي طاقة دافعة نحو النجاح و الصبر طاقة دافعة نحو التفوق ..
شكرا صديقي لفكرة ، دفعتها لي ، ففرشتها الى قرائي ، لتكون دافعا لهم في مسيرة الحياة ، وعلينا ان نتذكر ، عندما سقطت التفاحة قال الجميع  تفاحة سقطت , إلا شخص واحد  قال لماذا سقطت ؟
و هذا الشخص هو العالم الفزيائي" نيوتن " !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

615 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع