كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان
العائد ..... ماراثون الثأر
لم تنفع كل محاولات العقود المنصرمة لأنهاء عقدة الهنود الحمر في العقل الأمريكي حتى أيامنا الحاضرة لنصل الى أغرب رأي في المسالة يقدمه لنا فيلم /العائد/للمخرج المكسيكي أليخاندرو أيناريتو وفق اشتراطات هوليوود التي أحتضنته منذ سنوات حيث يكرر الفيلم عبارة /كلنا همجيون/ وهنا غرابة كبيرة يتساوى فيها المعتدي وصاحب الارض...
يعتمد الفيلم في سرده على حكاية هيو غلاس الحقيقية وعمله كمرشد في شركة تجارية لمجموعة صيادين في أقاصي الشمال الاميركي...يتعرض الفريق لكمين قبيلة هنود. وينجون بصعوبة بعد خسارة بعض رجالهم...يغادرون النهر ويتركوا قاربهم ليتوغلوا في الغابة هربا من قبيلة الهنود....ألا أن غلاس يتعرض لهجوم أنثى دب غاضبة من محاولة تعرضه لصغارها وتحيله الى جثة ممزقة بعدما يتخلص منها بصعوبة ...يحمل غلاس على نقالة لكن الامر يصبح عبئا على الفريق مع زيادة وعورة الطريق ليترك مع ثلاثة من رفاقه بأنتظار موته ودفنه بصورة لائقة بأمرة فيتزجرالد/توم هاردي/ الكاره لشخص غلاس وأبنه هوك /فورسن غودلاك/ والذي سيقوم بحفر قبر لدفن غلاس ثم يقتل ابنه هوك امام عينيه ..ويغادر مع زميله بريدجز/ويل بولتر/بعد اقناعه بأقتسام مكافاة غلاس وابنه ....
ينجو غلاس ويجاهد كي يخرج من حفرته ليزحف على يديه متتبعا أثار فيتزجرالد.. لتبدأ رحلته الطويلة والشاقة والغير مصدقة للأنتقام ..يضطر خلالها الى أكل نخاع حيوان نافق ..أعشاب مختلفة ..سمكة حية ..كبد نيء لثور وحشي ...يسبح في مياه متجمدة وشديدة البرودة ..النوم في جوف حصانه بعد ان يخرج كل اعضائه/افعال بتصوير حي أداها دي كابريو/ ويتعرض لخطر القتل لأكثر من مرة ..يصاحب زعيما هنديا لبعض الوقت يساعده علي شفاء جروحه ليشنقه الفرنسيون ولافتة كلنا همجيون معلقة في رقبته ..يسرق غلاس حصانا منهم وينقذ هندية من الاغتصاب ..والعديد من الصعوبات التي يجتازها للوصول الي خصمه فيتزجرالد ويتمكن منه بعد صراع دموي بين الاثنين/العنف صفة الفيلم العامة/ألا أنه يسلم خصمه للهنود ليسلخوا فروة راسه ويمروا بغلاس دون أذية لأنقاذه أبنتهم
والفيلم بعد ذلك خلال كل فواصل حكايته قد أهمل تطور مسارات شخصياته لتبدوا مجرد هوامش امام مسيره بطله غلاس كي ينتقم فقط ...مع أن الفيلم كرر على لسان أبطاله ان لا فائدة من الانتقام وانه لا يعيد لنا شيئا فالله سبحانه هو المنتقم/لماذا لم ترد هذه على لسان اي شخصية عسكرية/ .....
رحلة غلاس /دي كابريو/في الفيلم تشبه كثيرا رحلة ديكابريو الممثل والمنتج للحصول علي الاوسكار والانتقام من الحيف الذي لحقه اكثر من مرة في افلام افضل اداءا من فيلمه /العائد/ بكثير مع انه واجه اداء جسدي صعب وشاق هنا لكنه متكلف فنيا ومتجهما طوال الفيلم دون سبب درامي أو فني مقنع...يبقى ان نشير الى براعة مدير التصوير أيمانويل لويزكي واحترافيته التي أخرجت لنا تحفة باهرة
920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع