بغداد ترفض التعاون الأمني مع دمشق لمكافحة فلول النظام السابق .. ما التفاصيل؟

 رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع

مونت كارلو:وإلى العراق، حيث وردت معلومات من داخل ائتلاف السيادة السني تفيد بأن دمشق تقدمت بطلب إلى بغداد لتفعيل تعاون أمني واستخباراتي وثيق، يركز على مكافحة نشاط ما يسمى بفلول النظام السوري السابق الذين يحاولون زعزعة استقرار سوريا. لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من الجانب العراقي.

ما تفاصيل هذا الطلب السوري بشأن التعاون الأمني ؟

نعم بالفعل، هناك طلب سوري محدد يتمثل بإنشاء خلية تعاون أمني واستخباراتي مع بغداد لمكافحة ما يعرف بفلول النظام السوري السابق. يبدو أن هناك قلقا في دمشق من نشاط بعض الشخصيات التابعة للنظام السابق، والمتواجدة حاليا في العراق.

وبحسب الطلب السوري، فإن السلطات السورية تستند إلى معلومات تفيد بأن بعض الفصائل العراقية تحتضن مئات العناصر من النظام السابق، وتقدم لهم المال والتدريب والسلاح. كما تشير معلومات الجانب السوري إلى وجود تحركات لعناصر أمنية وعسكرية تابعة لأجهزة النظام السوري السابق داخل الأراضي العراقية، وتتم هذه التحركات بحرية، بل وبحماية من بعض الجهات العراقية، وفقا لمصدر من ائتلاف السيادة السني.

ويضيف المصدر أن هذا الطلب يحظى بدعم من تركيا، السعودية، والولايات المتحدة، وهذه الأطراف تضغط على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للموافقة على التعاون الأمني والاستخباراتي مع دمشق. لكن، كما أشرنا، تم رفض الطلب من الجانب العراقي.

لماذا تم رفض الطلب؟

هناك أكثر من سبب، لكن دعني أبدأ بالتفصيل الأهم، وهو أن رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، وهو المسؤول عن ملف التواصل مع القيادة السورية الجديدة وعلى رأسها أحمد الشرع، قد زار دمشق مرتين والتقى بالشرع.

والشطري شخص مؤيد ومنفتح على فكرة إنشاء خلية تعاون أمني واستخباراتي مع دمشق، لكنه رغم ذلك لم ينجح في تمرير هذا الطلب، وتم رفضه من قبل الحكومة العراقية.

السبب الرئيسي، هو موقف الفصائل العراقية والإطار التنسيقي الشيعي، الذي يعتبر الكتلة الأكبر داخل الحكومة. يبدو أن لهذه الفصائل نفوذا على رئيس الوزراء السوداني، الذي لا يرغب في الدخول بصدام مع هذه الجهات بسبب موضوع التعاون مع دمشق.

السبب الثاني، أن بعض الأجهزة الأمنية العراقية، وعلى رأسها مستشارية الأمن القومي، لديها تحفظات كبيرة على توقيع اتفاق أمني مع دمشق، لأنها تخشى أن تطلب سوريا لاحقاً تسليم شخصيات سورية موجودة في العراق، إذا ما تم توقيع هذا الاتفاق.

أما السبب الثالث، وهو لا يقل أهمية، فيتعلق بالموقف الإقليمي والدولي. فإيران وروسيا تعارضان أي تعاون أمني ثنائي بين بغداد ودمشق في هذا الشأن، وبالتالي فإن الحكومة العراقية، بقيادة السوداني، لا تستطيع تحمل تبعات الدخول في مواجهة دبلوماسية مع طهران وموسكو حول هذا الملف.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

784 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع