جولة في سوق السراي وسوق الكتب وشربت للحجي زبالة..
نداء عبدالوهاب*- خاص بمجلة الگاردينيا:في يوم قائظ هو بداية الصيف في بغداد كانت جولة في سوق السراي وسوق المتنبي للكتب .. افتتحنا الصباح بقهوة الشابندر..
مررنا ساحة المتنبي على نهر دجلة وصوت طيور السنونو تشاقي النهر مع غياب النوارس فهذا الوقت تبدأ النوارس بالاختفاء فقد حل الصيف.. وكان لعصير الزبيب من مرطبات الحجي زبالة انعاشا لنا ..
ونحن نمر في شارع يؤدي الى الميدان يبدأه جامع الحيدر خانة بقبته الفيروزية وطرازه البغدادي وعلى الجانب الآخر ترقد بهيبة الزمان قهوة العجمي بتواضعها البغدادي وباثاثها الذي اكل عليه الزمان وشرب.. مرورا بمخال كثيرة تم انشائها حديثا لتكون قهوة العجمي مرطبات الحجي زبالة علامة فارقة لزمان مضى.. لن يعود..
شربت الحجي زبالة..تذوقه ملوك ورؤساء عرب لأكثر من قرن..
المحل افتتح عام 1900 في أواخر سنوات العهد العثماني في العراق..
بداية تأسيسه في منطقة الكرخ، ومن ثم انتقل لمكانه الحالي منذ عام 1912، أي قبل الاحتلال البريطاني للعراق بنحو عامين، وهو قريب من السراي الحكومي القديم ووزارة الدفاع وساعة القشلة وساحة الميدان، عند مدخل شارع الرشيد الأثري...
يبقى لهذه الاماكن شاهدة على حقبة من الزمن كان لها أهلها وسماتها من عادات وتقاليد بغدادية متفردة.. وانا اسير هناك.. اشعر بانتمائي البغدادي العميق..
*مديرة مكتب الكاردينيا في بغداد
989 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع