فضيحة أممية .. اتفاق مع قائد ميليشياوي عراقي "يحظر" تجنيد الحشد للأطفال!

تجنيد الاطفال العراقيين من قبل المليشيات المسلحة العراقية الموالية لايران (تويتر)

ايلاف من لندن : في ما وصفتها مصادر عراقية بالفضيحة، وقعت الامم المتحدة مع الحكومة العراقية الخميس على التزام يحظر استخدام الاطفال واستغلالهم في صفوف ميليشيات الحشد الشعبي.

فقد وقعت الحكومة العراقية اليوم على خطة عمل مع الأمم المتحدة للحيلولة دون تجنيد الأطفال أو استغلالهم من قبل ميليشيا قوات الحشد الشعبي العراقية، كما قالت البعثة الاممية في العراق في تقرير تسلمت "ايلاف" نصه.

حماية الاطفال من استغلال الحشد وتجنيدهم

تلزم خطة العمل الموقعة بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية واللجنة الوطنية لآلية الرصد والإبلاغ الخاصة بالأطفال والنزاعات المسلحة (CAAC) بوضع آليات للاستجابة والمنع داخل قوات الحشد الشعبي لتعزيز الإطار القائم المعني بحماية الطفل.

وتقوم اليونيسف وبعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" عبر مشاركتهما في فريق المهام القطري للرصد والإبلاغ التابع للجنة بدعم هذا الإطار بالتعاون من الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة لشؤون الطفل والنزاعات المسلحة.

ميليشياوي يوقع

من بين مجموعة من الخطوات الأخرى التي تصب في منع تجنيد الأطفال واستغلالهم من قبل قوات الحشد الشعبي، تتضمن خطة العمل إجراءات لتعزيز التحقق من السن والقيام بحملات توعية لمنع تجنيد الأطفال.

كما تدعم الخطة اعتماد الإجراءات التشريعية والإدارية اللازمة لمنع تجنيد واستغلال الأطفال، والإسراع في التحقيق بشأن ادعاءات تجنيد واستغلال الأطفال.

وقال وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد جاسم الأسدي في مؤتمر صحافي مشترك مع ممثلي الامم المتحدة ومنظماتها خلال التوقيع، وهو نفسه قيادي في ميليشيا مسلحة موالية لايران: "تود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بصفتها ممثلة لحكومة العراق، إلى جانب اللجنة الوطنية لآلية المراقبة والإبلاغ، أن تعرب عن التزامها بتنفيذ خطة خدمة الأطفال المعرضين للتجنيد في النزاعات المسلحة".

واشار الى انه "لضمان التزام العراق باتفاقية حقوق الطفل وكذلك للبروتوكولات التي وقعتها الحكومة العراقية نواصل العمل على تنفيذ السياسة الوطنية لحماية الطفل كجزء من برنامج الحكومة، نحن ندعم أيضًا قانون حماية الطفل بانتظار تصديق البرلمان".


شكوك قوية

عبرت مصادر عراقية تتابع نشاطات المليشيات العراقية عن شكوك في التزامها بهذا الاتفاق منوهة الى ان وزير العمل العراقي الذي وقع الاتفاق نيابة عن حكومته هو قائد مليشاوي معروف.

فالاسدي الذي تولى حقيبة العمل والشؤون الاجتماعية هو نفسه كان الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي ، ويشغل منصب الامين العام للحركة الإسلامية في العراق، وقائد إحدى تشكيلات الحشد، وهي كتائب جند الامام الموالية لإيران.

واشارت المصادر الى ان الحشد الشعبي الذي تم تشكيله اثر سيطرة داعش على مساحات واسعة من العراق منتصف عام 2014 يقوم بحملات غسل دماغ للاطفال وتجنيدهم في صفوفه، وهو أمر ادانته منظمات حقوقية وانسانية دولية في اوقات سابقة.

حماية الاطفال من استغلال الميليشيات

من جانبه، قال كلاوديو كوردوني، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق: "تعكس خطة العمل التزام الحكومة العراقية، بشراكة مع الأمم المتحدة، بضمان حماية الأطفال المتأثرين بالنزاعات في العراق".

كما اشارت شيما سي غوبتا، ممثلة اليونيسيف في العراق، الى ان التوقيع على خطة العمل "خطوة مهمة في مسيرة ضمان حماية الأطفال في العراق من قيام المجاميع المسلحة بتجنيدهم واستغلالهم".

وأكدت "تعهد اليونيسيف باستمرار دعم السلطات العراقية في تنفيذ وإنجاز خطة العمل والتعاون مع كل الأطراف لحماية أطفال العراق وتأمين رفاههم".

بطلب من مجلس الامن الدولي

جاءت خطة العمل هذه استجابة لدعوة مجلس الأمن لأطراف النزاع المدرجين في ملحق تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاعات المسلحة لتعزيز حماية الأطفال ووضع خطط عمل مجدولة ورصينة بالتعاون الوثيق مع فريق المهام القطري التابع للأمم المتحدة للحيلولة دون تجنيد الأطفال واستغلالهم.

وأوضحت بعثة الامم المتحدة في العراق ان "كل الإجراءات الواردة في هذه الاتفاقية تندرج ضمن التزامات العراق بموجب تشريعاته الوطنية والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وبخاصة اتفاقية حقوق الطفل (منذ عام 1994) وبروتوكولها الاختياري الخاص بتوريط الأطفال في النزاعات المسلحة (منذ عام 2008) وما شاكل ذلك من الالتزامات".

وقالت فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة: "أرحب شخصيا بهذا التقدم الذي تمخض عن التعاون بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة، والذي انتظرناه طويلا، وأتعهد بدعم الحكومة في تنفيذ خطة العمل".

توثيق أممي

وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قد أصدر في فبراير 2020 تقريراً هو الثالث من نوعه، حول الأطفال في النزاع المسلح داخل العراق، تضمن معلومات عن انتهاكات جسيمة ارتكبت ضد الأطفال المتضررين بالنزاع خلال الفترة بين مايو 2015 ويوليو 2019 حيث رصد عدداً من الأطراف المشاركة في النزاع المسلح طيلة هذه الفترة وبينهم داعش والحشد الشعبي والبيشمركة الكردية.

وأكد التقرير ان الامم المتحدة تحققت من تجنيد واستخدام الأطفال من قبل قوات الحشد الشعبي حيث قتل عدد منهم.

ووجه الأمين العام للامم المتحدة توصية للحكومة العراقية بكفالة "اتخاذ تدابير قوية لمساءلة الجناة، بما في ذلك إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة وفورية في الانتهاكات ضد الأطفال" .. مشددا على أنهه "ينبغي للحكومة استبعاد من تثبت إدانتهم من القوات التابعة لها".

يذكر ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي بعثة سياسية تم إنشاؤها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2003 بناءً على طلب حكومة العراق الجديدة بعد اسقاط النظام السابق من قبل قوات تحالف دولي تقودها الولايات المتحدة.

اما اليونيسف فهي منظمة تابعة الى الامم المتحدة وتعمل في أصعب مناطق العالم وأكثرها وعورة للوصول إلى أكثر الأطفال حرمانًا وتشمل نشاطاتها أكثر من 190 دولة وإقليم من أجل كل طفل في كل مكان لبناء عالم أفضل للجميع كما تقول.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1186 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع