رووداو ديجيتال:الحرب الروسية – الاوكرانية وقرب حلول شهر رمضان، تسببا باثارة أزمة داخل الاوساط الشعبية في العراق بخصوص المواد الغذائية، ولاسيما مادة الطحين، التي يعتمد عليها الشعب العراقي بشكل كبير في قوته اليومي.
يحتل العراق المرتبة السادسة من بين اكثر من 15 دولة نمت فيها صادرات البضائع من اوكرانيا اكثر من غيرها والتي تبلغ 164,9 مليون دولار اميركي، كما يحتل العراق المركز 11 من بين اكثر البلدان الـ 15 كشريك في تصدير البضائع من اوكرانيا، وفقاً لاحصاءات الادارة الحكومية الاوكرانية.
الاحصاءات الاوكرانية تشير الى أن حجم التبادل التجاري بين اوكرانيا والعراق قد فاق في العام 2018 الـ 644 مليون دولار اميركي، ومن مجموعة المنتجات المصدرة من اوكرانيا الى العراق والتي لها وزن محدد في هيكلية التصدير، هي الدهون والزيوت الحيوانية او ذات المنشأ النباتي (42,2%)، والمعادن الحديدية (40,5%)، واللحوم الصالحة للاكل (6,9%)، والحليب ومنتجات الالبان وبيض المائدة والعسل (2,8%)، ومنتجات الحبوب (1,6%)، والسكر والحلويات (0,8%)، والفواكه والمكسرات الصالحة للاكل (0,7%).
اكثر من 300 مطحنة أهلية في العراق، توقفت عن العمل مؤخراً، لعدم حصولها على حصتها المقررة من الحبوب، ودفع مستحقاتها المالية، وعدم مساواتهم بأصحاب المطاحن الحكومية.
كيس الطحين 50 ألف دينار
المخاوف من شح المواد الغذائية، دفع العديد من الأسر العراقية الى شراء كميات كبيرة من هذه المواد وخزنها في البيوت، لاسيما وان هذا الاجراء تزامن مع ارتفاع ملحوظ بسعر كيس الطحين (50 كغم).
النائب السابق جمال البطيخ كتب في تغريدة بموقع تويتر ان "اسعار الحنطة ترتفع عالميا إلى أعلى مستوى منذ 13 عاماً بفعل الجفاف أولاً والمخاوف من نقص الإمدادات من روسيا وأوكرانيا ثانياً".
وتساءل البطيخ: "هل يعلم وزير زراعتنا ان ادارته لملف الزراعة فاشل وستظهر نتائج الفشل من هبوط الانتاجية والغلة لهذا الموسم، وحالياً كيس الطحين وصل الى 50 الف دينار؟".
"أزمة عالمية"
عضو التيار الصدري عصام حسين، كتب في تغريدة بموقع تويتر ان "أسعار القمح تسجل ارتفاعاً غير مسبوق في أسواق اوروبا، بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، حيث نسبة انتاج الدولتين من القمح يعادل 23% من الإنتاج العالمي، يعني اذا ارتفع الطحين في العراق ليس بسبب سعر الصرف، إنما أزمة عالمية".
في حين كتب المدون فراس الهاشمي، في تغريدة ان هنالك من لا يشتري المواد الغذائية الا بعد نفادها، ويبدأون بالطلب من الجيران، منتقدا الحكومة وخلو مخازنها من الحنطة، ومتوقعا ان يصل سعر طيس الطحين الى 100 ألف دينار.
من جانبه، كتب المدون يوسف الفيصل في تغريدة له ان "سعر الطحين أصبح 50 الف دينار"، متسائلاً: "ما هو موقف الطبقة السياسية بجميع مسمياتهم واحزابهم وكتلهم؟ سعر برميل النفط تجاوز المئة دولار! الى متى يستمر هذا الاستهتار؟".
الحرب الروسية – الاوكرانية "لن تستمر"
بدوره، قال الخبير الاقتصادي ناصر الكناني لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاثنين (28 شباط 2022)، انه "دائماً ما تلجأ العوائل العراقية الى شراء كمية كبيرة من المواد الغذائية وخزنها في دورهم، مع قرب حلول شهر رمضان، وهذا لا يعني أن هدفهم هو خزن المواد الغذائية جراء الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا".
واضاف ان "الحرب الروسية - الاوكرانية حرب أيام، وليست حرباً طويلة"، موضحا ان "الحصار على روسيا لن يؤثر علينا، على اعتبار انه لا تصل الينا سلع غذائية من روسيا".
الكناني، رأى أن "هنالك دول اخرى نستطيع استيراد السلع الغذائية منها، مثل ايران واستراليا وتركيا"، عاداً حجم التبادل التجاري بين العراق واوكرانيا "ليس كبيراً، والعراق يزرع القمح وينتج الزيوت، ويستوردها ايضاً من دول قريبة مثل تركيا".
ولفت الى ان "العراق ينتج سنوياً ثلاثة ملايين طن من الحنطة والشعير، واقليم كوردستان ينتج اكثر من مليون و800 الف طن، في حين ينتج العراق الزيوت، وكذلك يستوردها من تركيا"، مؤكدا انه "لا يوجد داع يستدعي الهلع والخوف".
الكناني، أردف ان "الاسواق العراقية تعتمد على السلع الغذائية الايرانية والتركية، وليست لدينا استيرادات كبيرة من اوكرانيا لأجل زرع كل هذه المخاوف".
النائب الأول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي، حذر مؤخراً من المساس بقوت الشعب من خلال رفع اسعار المواد الغذائية والاساسية واهمها الطحين وتأثيره الكبير على الشرائح الفقيرة.
وقال الزاملي خلال استقباله عدداً من ممثلي اصحاب المطاحن الاهلية ان "امام وزارتي التجارة والزراعة واصحاب المطاحن مسؤولية شرعية واخلاقية قبل ان تكون قانونية لتوفير الطحين، باعتباره الدعامة الاساسية لضمان الامن الغذائي الوطني"، مطالباً وزارة التجارة الاسراع في حل مشاكل اصحاب المطاحن الأهلية بالطرق القانونية لتجنيب المواطن اي ازمة اقتصادية، وتوجيه الأمن الاقتصادي لمتابعة ومحاسبة المتلاعبين بارتفاع اسعار الطحين، حسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لمجلس النواب العراقي.
530 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع