بعد ٣٠ عاماً على الحرب.. الكويت والعراق تطويان صفحة الماضي

        

الكويت – الخليج أونلاين:انقضت ثلاثة عقود كاملة على حرب الخليج الثانية، التي بدأت بغزو نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت في مثل هذا اليوم 2 أغسطس 1990.

الحرب التي استمرت نحو 7 أشهر، سمّتها بغداد "أم المعارك"، وأطلقت عليها الكويت اسم "حرب تحرير الكويت"، في حين قالت الولايات المتحدة إنها "عملية درع الصحراء"، ويراها المؤرخون والسياسيون على أنها "حرب الخليج الثانية".

ونتج عن الحرب خسائر بشرية واقتصادية جمة، حيث قتل نحو 100 ألف مواطن من البلدين أغلبهم عراقيون. أما اقتصادياً فتم إشعال وتدمير أكثر من 727 بئراً نفطية من أصل 1080 بئراً كويتية.

وقدرت قيمة المفقود من النفط والغاز الطبيعي من تلك الآبار بنحو 120 مليون دولار يومياً، حتى إطفائها بالكامل في أبريل 1991، كما وصل مجمل الخسائر في جميع القطاعات إلى 80 مليار دولار حسب تقديرات وزارة المالية الكويتية.

كما قدرت تكلفة العمليات العسكرية حينها بـ 61 مليار دولار أمريكي، دفعتها الكويت والإمارات والسعودية، كما أجبر العراق على دفع تعويضات للكويت.

ولأن الحرب تقلب الأمور رأساً على عقب، فإن العلاقات بين الدولتين العربيتين تدهورت إلى أدنى مستوياتها، وبدا ذلك واضحاً في السنوات التي تلت الحرب، وحجم القطيعة التي سادت بين الكويت والعراق.

ولكن لا شيء يدوم على حاله، فقد تعاقبت الأنظمة على العراق، ورحل نظام صدام حسين، وتغيرت سياسات بغداد مع جاراتها، فكان لا بد من عودة المياه إلى مجاريها.

وعلى الرغم من أن بغداد والكويت استأنفتا علاقاتهما في 2003، عقب الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط صدام حسين، فإن العامين الأخيرين كانا بمنزلة إشارة إلى تحسن العلاقات رسمياً.

زيارات رأب الصدع

وكانت زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر الصباح إلى بغداد في سبتمبر 2010، الأولى لمسؤول كويتي رفيع المستوى منذ غزو الكويت، وكان لها أثر إيجابي في إنهاء مرحلة التوتر وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين.

وشهدت السنوات الأخيرة سلسلة تصريحات إيجابية من الطرفين تؤكد ضرورة "طي صفحة الماضي"، فضلاً عن زيارات لشخصيات عراقية وأخرى كويتية، كان أبرزها زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح في يونيو 2019.

والتقى الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي؛ لـ"بحث تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة".

وقالت "كونا" آنذاك إن الزيارة جاءت في إطار مساع للتقارب وتصفية المشاكل العالقة بين البلدين، وكان آخرها زيارة أجراها رئيس الوزراء العراقي للكويت أواخر مايو الماضي.

ومن طرف العراق، قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إن الكويت أكدت دعمها للحكومة العراقية ومساعي إعادة الإعمار، وذلك عقب زيارة أجراها إلى الكويت نهاية يوليو 2019.

وذكر البرلمان العراقي، في بيان، أن الحلبوسي خلال زيارته بحث سبل استثمار الأموال التي خصصت لإعادة إعمار العراق في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق.

ونقل البيان عن الحلبوسي قوله إن الجانب الكويتي أكد التزامه بمخرجات المؤتمر ودعم الحكومة العراقية، والمساهمة في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات للمواطنين وتحقيق الاستقرار.

وفي يونيو 2020 أجرى وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح زيارة إلى العراق، استقبله خلالها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وأجريا مباحثات ثنائية حول أبرز القضايا المشتركة ومنها قضية الأسرى الكويتيين في حرب الخليج عام 1991، وإعادة ما تبقى من الأرشيف الأميري في العراق".

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حينها، إن العراق والكويت لديهما فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية والتحرر من مخاوف الماضي، ووجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رسالة للرئيس العراقي برهم صالح دعاه فيها لزيارة بلاده.


وفي منتصف مايو 2019، زار وفد عراقي يضم 15 مسؤولاً، الكويت، برئاسة وزير الخارجية محمد علي الحكيم، حيث ترأس اجتماع اللجنة الوزاريَّة العراقية الكويتية المُشترَكة.

وتعقيباً على هذه الزيارة قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، إن هناك توافقاً كويتياً عراقياً على حل العديد من القضايا العالقة، في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين.

وأوضح الجار الله أن 5 وثائق ستوقع بين ممثلي البلدين، لافتاً إلى أن الاجتماع يأتي في ظروف "دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة، وعليه فإنه من المهم والضروري مد جسور التواصل مع الأشقاء لتعزيز وتوثيق العلاقات".

وقبل زيارة الوفد بأيام قليلة التقى أمير الكويت، بقصره، وزير خارجية العراق، محمد علي الحكيم، لكن دون أن تورد وكالة الأنباء الرسمية الكويتية (كونا) أية تفاصيل عن اللقاء.وفي يونيو 2019 زار الشيخ الصباح بغداد للمرة الثانية،

مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق
عام 2018 استضافت الكويت مؤتمراً لإعادة إعمار العراق، بعد سنوات من الغزو الأمريكي عام 2003، والحرب التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على تنظيم الدولة في العراق على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.

وقدمت الدول المشاركة في المؤتمر مبلغ 30 مليار دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب على "داعش"، في حين كان العراق يأمل في الحصول على تعهدات بنحو 88 مليار دولار.

وزير الخارجية الكويتي أشار إلى أنّ "هذا المبلغ نتج عن زخم واسع من مشاركة 76 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، و51 من الصناديق التنموية ومؤسسات مالية إقليمية ودولية، و107 منظمات محلية وإقليمية ودولية، و1850 جهة مختصة".

وخلال زيارته الأخيرة إلى الكويت دعا رئيس مجلس النواب العراقي أمير الكويت إلى تشكيل لجان مشتركة لدراسة الملفات المتعلقة بالمشاريع الخاصة بإعادة إعمار العراق من المنح التي خُصصت في المؤتمر والبدء بتنفيذها.

ورد الشيخ الصباح على الدعوة بالقول: "إننا مستعدون دائماً لمساعدة العراق والوقوف معه، والكويت ستعمل ما بوسعها للإيفاء بالتزاماتها المقررة في المؤتمر، كما ستسعى إلى حثِّ الدول على الإيفاء بالتزاماتها".

"أمير الإنسانية" يبني بيوتاً للعراقيين
في 27 يوليو 2019، وافق أمير دولة الكويت، على بناء مدينة سكنية في قضاء بيجي العراقي، مخصصة للذين دمرت منازلهم من جراء الحرب على "داعش".

محافظ صلاح الدين، عمار جبر، قال في بيان إن الشيخ الصباح أمر بتنفيذ طلب بناء مدينة سكنية للمدمرة منازلهم من جرّاء الحرب على تنظيم الدولة.

وقال جبر: إن "رئيس الوزراء الكويتي وافق على تشكيل لجنة مشتركة تأخذ على عاتقها تنفيذ المنح التي أقرها مؤتمر الكويت لإعمار العراق في فبراير 2018".

ومؤخراً أعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، منح العراق 85 مليون دولار لتمويل مشاريع إعادة إعمار القطاع الصحي في مناطق كان بها "داعش".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

464 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع