رووداو - أربيل:جاء اجتماع بمنزل رجل الأعمال والسياسي خميس الخنجر، لإعلان تحالف "المناطق المحررة" الذي ضم 22 نائباً، حسب قول أطراف مقربة من الاجتماع، ليلقي حجراً وسط المياه الراكدة، لاسيما وأن الجهات السنية تمر حالياً بمرحلة هدوء، في ظل جدل بعض الأطراف الشيعية حول تشكيل الكابينة الحكومة المقبلة برئاسة مصطفى الكاظمي، والاتهامات المبطنة بينها، على اعتبار أنها المعنية بمنصب رئيس الوزراء، والذي لم يتم الاعلان عن أسماء كابينته الوزارية لحد اليوم.
التسريبات تقول أن الاجتماع شهد انضمام عدد من النواب السنة إلى التحالف الجديد، ومنهم طلال الزوبعي ومحمد اقبال الصيدلي وخالد العبيدي وقاسم الفهداوي ونايف الشمري وناهدة الدايني وآخرين، في وقت جاء هذا الاجتماع بهدف تشكيل تحالف لمحاصرة النفوذ الواسع لرئيس البرلمان وزعيم تحالف القوى السنية، محمد الحلبوسي، الذي يسيطر تحالفه على غالبية مقاعد العرب السنة في مجلس النواب العراقي.
النائب أحمد مظهر الجبوري شن هجوماً لاذعاً على "تحالف المدن المحررة"، من خلال بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه، قال فيه إنه "في الوقت الذي تتكاتف القوى السياسية الوطنية لجمع الكلمة وتوحيد الصف والسعي لتشكيل حكومة عراقية وطنية قادرة على انتشال العراق من أزماته، يطل علينا المغرضون، محاولين تفتيت وحدة تحالف القوى العراقية، مشككين بانتمائنا وولائنا له".
وأضاف: "ونحن إذ نعلن للجميع بأننا لازلنا جزءاً لا يتجزأ من قيادة تحالف القوى العراقية، نافين ما أعلنه بعض المتقولين وتناقلته وسائل الاعلام، مؤكدين عدم انتمائنا لما يسمى تحالف المحافظات المحررة".
كما حذا النائب نواف سعود الجربا، حذو الجبوري، باصدار بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه، نفى فيه، "الانضمام إلى ما يُسمى تحالف المدن المحررة".
كما أصدر النائب علي الصجري بياناً تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه، أوضح فيه أن "هنالك ادعاء بانتمائي لتحالف المدن المحررة، أنا نائب مستقل ولم أوقع مع أي جهة سياسية، وسنأخذ أنا ومعي زملائي الذين يؤمنون بهذا النهج دور المعارضة البناءة، لإنجاح وتقويم الحكومة في حال أصابت، ونختلف معها في حال أخطأت، وسيكون قراري للانتماء لاحقاً عندما نقتنع بالكتلة التي تتبنى ما ذكرت".
غير أن النائب أحمد الجربا قال لشبكة رووداو الإعلامية إن "عدة أهداف تقف وراء تشكيل التحالف، منها عدم اختزال المكون السني بكتلة واحدة، أسوة بما معمول به لدى المكونين الشيعي والكوردي".
وأضاف الجربا أن "هنالك مطالب أهم من السعي وراء المناصب"، مشيراً إلى أنه "لا ينبغي السعي وراء المناصب وبالمقابل إهمال الاحتياجات للمحافظات المحررة"، لافتاً إلى أن "إعلان هذا التحالف سينبثق قريباً، وأن هنالك نواباً يتصلون بنا للانضمام إلى التحالف".
عضو مجلس النواب السابق كامل الدليمي، قال في تغريدة بموقع تويتر: "ممثلو المكون السني.. الشطارة السياسية ليست بالانشطار، انشطروا كما تحبون، تمددوا على بعضكم البعض، فلن يزداد عددكم، ولن يكبر شأنكم، ستبقون في دائرة البحث عن المكاسب تحت عنوان المشاركة، انشطاركم لن يعيد مغيباً ولا مهجراً ولا ينصف مظلوماً ولن يعمر ما تم تدميره"، مبيناً أن "تمسككم بمطالب أهلكم طريق النجاة".
من جانبه، رأي المحلل السياسي إحسان الشمري في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية أن "تشكيل هذا التحالف في الوقت الحالي يؤشر عمق الأزمات داخل البيت السني، وبالذات بين القوى التي لم تستطع التوصل إلى مساحة مشتركة لأهدافها وأيديولوجيتها السياسية".
وعدّ الشمري تشكيل هذا التحالف "خطوة إلى الأمام في كل الأحوال"، مبيناً أن "قضية المساحة والتواجد على مستوى السلطة التنفيذية من الأسباب التي دعت إلى وجود التحالف الجديد، وهو الذي يخفي في طياته عمق الصراع حول القوى السنية".
وأكد أن "هنالك صراعاً بين قوى سياسية تقليدية وطرف سني بات يتصدر المشهد بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وهو صراع حول الزعامة السنية، في هذا الوقت بالتحديد".
ولفت الشمري إلى أن "التحالف الجديد قد يكشل خطوة جديدة للتهيئة إلى الانتخابات المبكرة، التي ربما ستجرى في موعد لاحق، بهدف إعادة التموضع داخل السلطة التنفيذية في البلاد".
ويشغل النواب الممثلون عن المكون السني نحو 72 مقعداً داخل مجلس النواب العراقي، منها داخل تحالفات شيعية.
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع