كيف يعيش المواطن السوري؟ ، كان الله في عونهم

      

             المائدة السورية كانت عامرة دوماً

رووداو- أربيل:غلاء أسعار أغلب السلع في سوريا، يثقل كاهل المواطن هناك، ويزيد عليه أعباء الحياة، في البلد الذي يعاني حرباً تدور رحاها منذ 9 سنوات، ويعاني شبابها من البطالة ، وندرة فرص العمل الذي يوفر حياة كريمة للعوائل هناك، بالإضافة للدور الكبير للحملة العسكرية التركية في رفع أسعار المواد، سيما في مناطق شمال وشرق سوريا.

وقفزت أسعار السلع الغذائية الضرورية، والتي يحتاجها المستهلك السوري في حياته بشكل يومي، خلال سنوات الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات، بشكل جنوني، حتى بلغ السعر لكل سلعة أكثر من عشرون ضعفاً.

الخبز، وهو أكسير الحياة اليومية لعامة الناس في سوريا، ونقصد بالخبز هنا، الخبز الذي تنتجه الأفران الحكومية والمكون من ربطة تحتوي 10 أرغفة تكفي عائلة من 4 أفراد غذائها اليومي.

وكان سعر ربطة الخبز في سوريا قبل الأزمة التي اندلعت في سوريا منذ 2011، 10 ليرات سورية، حيث كان سعر الدولار الأمريكي وقتها يعادل 40 ليرة، أما الآن فقد بلغ سعر ربطة الخبز في سوريا إلى 150 ليرة، في وقت يعادل الدولار 1150 ليرة، ناهيك عن رداءة نوع الطحين المستخدم في إعداده،

وكان سعر البيضة الواحدة في سوريا قبل الحرب، 3 ليرات فقط، ليصل سعرها الآن إلى 60 ليرة، ليتحول صحن البيض الذي كان يترأس طاولة الإفطار السورية إلى الغائب المشتهى.

وبالرغم من الاكتفاء الذاتي في زراعة الخضار في سوريا، بمختلف مناطقها نظراً لمناخها المناسب لمثل هذه الزراعات، فسعر بضعة كيلوغرامات من الخضار التي يحتاجها المنزل والذي كانت تؤمنه الأسرة بمبلغ لا يتجاوز الـ25 ليرة، وصل إلى 3 آلاف ليرة.

وإذا ما قال موظف سوري مازال يتقاضى راتبه الشهري، ممن يعيشون في مناطق هادئة نسبياً، إنه لم يتذوق اللحم منذ أشهر، عليك تصديقه على الفور، فقد وصل سعر اللحم من 200 ليرة سورية إلى 6 آلاف ليرة، وهو مبلغ يتعدى ربع الراتب الشهر لموظفي الدوائر الحكومية في سوريا.

أما أسعار الدجاج، الذي يعد من أساسيات الأكلات السورية التي تقدم للضيوف وفي المناسبات، وكانت العائلة السورية تتناوله أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، وتستفيد من لحم الدجاج في مختلف الأطعمة، وصل من 90، إلى 1600 ليرة سورية.

ومع قدوم الشتاء، الذي يعد الأكثر برودة منذ سنوات، وصل سعر المحروقات التي يستخدم منها السوريون مادة المازوت أو "كازوايل" لإشعال المدافئ السورية الشهيرة، فقد وصل سعر من 20 ليرة، إلى 200.

ووصل سعر قنينة الغاز الذي تستخدمه العائلات في إعداد الطعام، في المنازل فقد قفز من 150 ليرة سورية إلى 3500، عدا عن اختفائه من الأسواق بين حين وآخر.

يذكر أن متوسط الرواتب في الدوائر الحكومية في سوريا، لا يتعدى الـ60 ألفاً من الليرات السورية.

السوري الذي يستطيع العودة بذاكرته لما قبل الثورة أو الأزمة السورية، لن يتمالك دهشته أمام التفاوت الكبير في أسعار الاحتياجات اليومية للمواطن.

ومن الطبيعي أن تعم حالة من الغلاء في أوقات الحرب والحصار، وقد ترتفع الأسعهار ضعفاً أو ضعفين أو عشرة أضعاف، لكن ما قد لا يحتمله عقل، هو أن تقفز الأسعار 22 ضعفاً وأكثر.

ووافقت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء السوري على تخصيص ساحات في المدن والبلدات لعرض المنتجات الزراعية والاستهلاكية من المنتج مباشرة.

وأوضحت رئاسة الوزراء أن تلك الساحات ستتوزع في الوحدات الإدارية كافة، وسيتم تخصيصها للفلاحين والمنتجين لبيع منتجاتهم مباشرة إلى المستهلكين، وستكون عبارة عن قسمين، يضم الأول الخضراوات والفواكه، فيما يضم الثاني المواد التموينية والاستهلاكية.

وأضافت رئاسة الوزراء أن رؤساء الوحدات الإدارية ومديري المناطق والمدن سيقومون بتأمين مستلزمات هذه الساحات، مع التسهيلات اللازمة للفلاحين والمنتجين لعرض منتجاتهم فيها، بما يحقق فكرة وصول المنتجات من "المنتج إلى المستهلك" مباشرة.

ويعاني المنتجون الزراعيون من استغلال الحلقات الوسيطة (تجار الجملة ونصف الجملة) لهم، وفرض الأسعار التي يريدونها، لتذهب معظم الأرباح لهم، كما تكررت ظواهر عدم جني المحصول أكثر من مرة في السنوات الماضية، إذ كانت أسعار المبيع في سوق الجملة أقل من تكلفة زراعة المحصول وقطافه.

وتحاول الحكومة السورية إعادة إنعاش عملتها، من خلال بدء إجراءات بمنع التداول بغير الليرة السورية في البلاد، تحت طائلة المسؤولية وعقوبات تصل للسجن.

يذكر أن أغلب السوريين يعيشون على ما يقوم أقرباؤهم بإرساله من نقود، من خارج البلاد، بعد موجة الهجرة التي طالت كل بيت وعائلة في سورية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

622 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع