عبيد أعبيد - الحرة:لم تخرج أي جهة رسمية في العراق حتى اليوم للمطالبة تطالب بكف الميليشيات الصدرية المعروفة باسم "القبعات الزرق"، عن تعنيف المتظاهرين العراقيين السلميين في محافظات عدة.
وجراء الاعتداءات المستمرة لمسلحي مقتدى الصدر على المتظاهرين، سقط شاب عراقي قتيلا جراء طعنة سكين وجهها له أحد الأنصار، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى على الأقل، حسب مصادر طبية وأمنية.
وبعد تأييده للحراك في البلاد، تحول التيار الصدري بكل فصائله إلى "شرطي" لقمع المتظاهرين السلميين المناهضين للفساد وإيران.
ويبرر صالح محمد العراقي، أبرز وجوه التيار الصدري، والأقرب إلى مقتدى، عنف ميليشياتهم، ضد المتظاهرين، بكون العراق في "خطر".
وفيما يشبه دعوة منه إلى أنصارهم لمواجهة المتظاهرين وتصويرهم كـ"خطر داهم" يحدق بالعراق، أضاف في تدوينة على "توتير" :"العراق في خطر محدق، إلى متى نبقى غافلين، هلموا جميعا، فالعراق يستصرخكم".
"صمت" علاوي
محمد توفيق العلاوي، رئيس الوزراء المعين حديثا، يضرب جدار الصمت إزاء الهجمات العنيفة والمسلحة للمليشيات الصدرية على المتظاهرين، رغم تعهده في أول كلمة له بـ"محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين السلميين".
لكن وثيقة مسربة، يقول النشطاء انها "تبرر صمته"، تفيد ان "الرئيس المكلف التزم أمام التيار الصدري (تحالف سائرون) وتحالف الفتح، بشروط محددة وعليه الالتزام بها، مقابل قبول ترشيحه لرئاسة الوزراء".
لكن علاوي، سارع إلى "تكذيب" هذه التسريبات واصفا إياها بـ"المفبركة"، وقال انه "لم ولن يوقع على أي من إملاءات الأحزاب".
ويرى أحمد حمادي، وهو ناشط في التحركات الشعبية، في حديث لموقع "الحرة"، إن صمت علاوي على تعنيف المتظاهرين من قبل القبعات الزرق، "دليل على تبعيته إلى مقتدى الصدر"، ودليل على ان الأخير، "هو من أتى بعلاوي رئيسا للوزراء".
العنف.. "الورقة الأخيرة" بيد الصدر
وقال حمادي، ان انتقال التيار الصدري إلى خيار ونهج العنف ضد المتظاهرين، هو "الورقة الأخيرة" التي ظلت في يد مقتدى الصدر لحماية مصالح تياره الحزبية.
وأفاد الناشط، ان التيار الصدري "لم يبق لديه خيارات أخرى لحماية مصالحه ومصالح إيران"، الأمر الذي دفعهم "إلى التوجه نحو فض الاحتجاجات".
ولفت إلى ان استمرار الاحتجاجات يعد كابوسا للتيار الصدري وتهديدا لمصالحه الحزبية، حيث يعد أكبر كتلة برلمانية في البلاد.
تناقضات تاريخية
ويرجع النشطاء تصريحات القيادات الصدرية "الانقلابية" ضد المتظاهرين، إلى طبيعة تعاطي التيار الصدري مع حكومات سابقة لحماية مصالحه.
حسن رجب، أحد نشطاء الحراك، قال لموقع "الحرة"، إن التيار الصدري اتسم بالتناقض في مراحل كثيرة، لحماية مصالحه، وأشار إلى ان الضغط الذي مارسه مقتدى الصدر على الحكومات العراقية المتعاقبة، منذ العام 2011، كانت مجملها متناقضة وتسعى لتحقيق مصالحه فقط.
وأضوح أن التيار الصدري ضغط على حكومة المالكي، وأمهلها 100 يوم لإنجاز إصلاحات، لم يتحقق منها شيء، سوى ظفر تياره بمكاسب حزبية.
وفي عهد حكومة حيدر العبادي، دخل التيار في اعتصام داخل المنطقة الخضراء، مطالبا بـ"القضاء على المحاصصة الحزبية" عام 2015، لكنه انسحب بمبرر "منح العبادي فرصة"، بعد صفقة سياسية آنذاك، يورد الناشط.
وعلى نفس النهج، حسب الناشط، عاد التيار مرة أخرى في مستهل أكتوبر الماضي، إلى دعوة أنصاره إلى عدم المشاركة في الحراك، ليعود بعدها للمشاركة، لينتهي به المطاف في الأخير منسحبا منه، ومعتدياً على المشاركين فيها.
643 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع