انتفاضة العراق: ٦ قتلى وأكثر من ١٤٠ جريحاً في بغداد والجنوب

            

العربي الجديد/بغداد ــ براء الشمري، سلام الجاف:ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات العراقية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 6 أشخاص، وذلك بعد وفاة متظاهر متأثراً بإصابته في منطقة الرأس برصاص قوات الأمن العراقية، مع استمرار سقوط الجرحى والمصابين بواسطة قنابل الغاز والرصاص الحي، وتسجيل حالات اعتقالات واسعة جديدة في جنوب ووسط البلاد.

وسجلت بغداد مقتل أربعة متظاهرين، فيما قُتل متظاهر في كربلاء بنيران الأمن العراقي، في وقت قُتل ناشط في البصرة، أطلق مسلحون مجهولون النار عليه بشكل مباشر ما أدى إلى وفاته على الفور.

ويدخل التصعيد في الانتفاضة العراقية مرحلة حرجة، بعد بيان صدر عن لجان عدة من التنسيقيات، هدّد بالتوجه إلى إعلان العصيان المدني أيضاً في حال استمرت المماطلة من قبل الحكومة والبرلمان والقوى المشاركة بالعملية السياسية بالبلاد.

وقال مسؤول طبي عراقي في مستشفى الجملة العصبية ببغداد لـ"العربي الجديد"، إن فتى دون السابعة عشرة توفي صباح اليوم الثلاثاء، متأثراً برصاصة أصيب بها يوم أمس الإثنين، على طريق محمد القاسم، لافتاً إلى أن هناك 9 حالات حرجة بين المتظاهرين، ما زالت في المستشفى، مؤكداً أن حصيلة المصابين تجاوزت 140 متظاهراً في بغداد والجنوب.
وتمنع السلطات العراقية على المستشفيات والمسؤولين بوزارة الصحة الإدلاء بأية معلومات، أو تزويد الصحافيين بحصيلة ضحايا قمع التظاهرات في البلاد، التي توشك أن تدخل شهرها الخامس الأسبوع المقبل.
وليلة أمس الإثنين، قُتل مصور فوتوغرافي يدعى يوسف ستار بنيران قوات الأمن العراقية أيضاً.

وتداول ناشطون صوراً لقطع من جمجمة أحد المتظاهرين الذين أطلقت قوات الأمن النار عليهم في طريق محمد القاسم، جنوبي بغداد مساء أمس.

وشهد صباح اليوم عودة التظاهرات في مدن جنوب ووسط العراق، مع استمرار عمليات قطع الطرق، وإغلاق الدوائر الرسمية، وسط انتشار عسكري واسع من قبل قوات الأمن العراقية.
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الحكومة إلى القيام بواجبها في حماية المتظاهرين السلميين، بعد استخدام القوات الأمنية العنف في مواجهة الاحتجاجات في بغداد والمحافظات الجنوبية، الاثنين.
ونقلت وسائل إعلام عن عضو المفوضية علي البياتي قوله: "للأسف الشديد، بدلاً من أن تقابَل مظاهرات انتهاء المهلة بتحقيق المطالب التي طالب بها المتظاهرون، قوبلت مرة أخرى باستخدام العنف ضدهم في بغداد والمحافظات الأخرى".
وأشار البياتي إلى حصول "الكثير من الاحتجاز التعسفي للنشطاء المتظاهرين، من دون مذكرات إلقاء قبض خلال مظاهرات اليوم".

وقضى الآلاف من المتظاهرين ليلتهم في ساحة التحرير في بغداد، ونظموا مسيرات رافضة لتمسك الأحزاب بالسلطة، ولعمليات القتل المستمرة ضد المتظاهرين، مؤكدين أنهم سيواصلون الضغط الشعبي حتى تحقيق جميع المطالب.

وواصلت قوات مكافحة الشغب هجماتها خلال الليل على المتظاهرين في ساحة الطيران، وعند طريق محمد القاسم، من خلال الإطلاق المتكرر للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، كما قطع متظاهرون عدداً من شوارع العاصمة، على الرغم من الاعتقالات التي طاولت بعضهم.
وأقرّ المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف، بأن قوات الأمن اعتقلت متظاهرين قال إنهم "يقطعون الطرق ويمنعون الطلبة والموظفين من الدوام"، مؤكداً خلال مقابلة متلفزة، أن اعتقالهم لا يحتاج الى مذكرات قبض.

وفي كربلاء، قُتل أحد المتظاهرين برصاص القوات العراقية، التي أطلقت النار لتفريق متظاهرين قطعوا الطرق من خلال إحراق إطارات السيارات.
ودعا محافظ كربلاء نصيف الخطابي إلى التظاهر فقط في المناطق المرخصة، مبرراً، في تصريح صحافي، استخدام القوة ضد المحتجين بالقول إن هناك من خرج عن السلمية، وعمد إلى تعطيل المصالح، من خلال قطع الطرق وحرق الإطارات، ما دفع القوات الأمنية للتدخل".
كما أغلق متظاهرو النجف الطريق الذي يربط المحافظة بكربلاء، وطرقاً رئيسة أخرى، ورددوا شعارات رافضة للشخصيات الحزبية التي ينوي رئيس الجمهورية برهم صالح تكليف أحدها لرئاسة الوزراء.
وردّد متظاهرو ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، هتافات رافضة للأسماء التي تم تداولها مساء الاثنين على أنها لمرشحي الأحزاب لرئاسة الحكومة الجديدة، بينما استمر اعتصام آلاف المتظاهرين في ذي قار، على الطريق الدولي السريع الذي يربط بغداد بالبصرة.
وشهدت مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى)، مسيرات رافضة لترشيح محمد توفيق علاوي أو أية شخصية أخرى تطرحها الأحزاب لرئاسة الحكومة، كما قام متظاهرون بحرق الإطارات في عدد من الشوارع والساحات بالمحافظة.

وتحدى آلاف المتظاهرين في البصرة الاعتقالات وتهديدات القوات الأمنية، وخرجوا ليل الاثنين – الثلاثاء إلى ساحات التظاهر، واستعادوا السيطرة على الشارع التجاري الحيوي وسط المدينة، فضلاً عن قطع الطرق بين مدن البصرة.
ولم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، إذ امتدت لتشمل محافظة ديالى شرقي البلاد.
وفتحت القوات العراقية نيران أسلحتها على مئات المحتجين في منطقة المفرق في بعقوبة (مركز محافظة ديالى)، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، بعضهم في حال خطرة، ليخرج الآلاف للتظاهر في المدينة احتجاجاً على القمع الذي مارسته قوات الأمن ضد المتظاهرين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

915 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع